حذرت منظمة العفو الدولية النظام السعودي من إعدام رجل الدين الإسلامي البارز الشيخ سلمان العودة ، داعيةً الرياض إلى إسقاط التهم ذات الدوافع السياسية الموجهة ضده وإطلاق سراحه من السجن. من جهتها، قالت لين معلوف مديرة أبحاث الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، يوم الجمعة، إن منظمة حقوق الإنسان التي تتخذ من لندن مقراً لها تشعر بقلق شديد من احتمال الحكم على رجل الدين البالغ من العمر(61) عامًا، بالإعدام وإعدامه، بعدما يمثل أمام ما يسمى بالمحكمة الجنائية المتخصصة في العاصمة الرياض في 28 يوليو.
وأضافت معلوف: "نشعر بقلق بالغ من احتمال الحكم على الشيخ سلمان العودة بالإعدام وإعدامه، فمنذ اعتقاله منذ ما يقرب من عامين، مرالشيخ العودة بمحنة فظيعة، بما في ذلك الاحتجاز المطول قبل المحاكمة، الحبس الانفرادي، والاعتقال بمعزل عن العالم الخارجي، وغيره من ضروب سوء المعاملة و انتهاكات صارخة لحقه في محاكمة عادلة ".
كما أكدت أن محاكمة الشيخ العودة القادمة وكذلك محاكمة الناشطين الآخرين ، بمن فيهم الرجال ال( 37) الذين أُعدموا في أبريل الماضي، هي بدوافع سياسية وتهدف إلى إسكات الأصوات المستقلة في المملكة العربية السعودية , قائلةً: " لقد دعا شيخ العودة إلى مجتمع أكثر شمولاً ينهي تهميش المواطنين الشيعة السعوديين.
وتابعت: " لهذا هو يعاقب وبالمثل، فإن النساء والمدافعين عن حقوق المرأة، الذين طالبوا بمزيد من الحقوق، يعاقبون بالمثل، متسائلةً ما المكاسب التي تأمل السلطات في تحقيقها من خلال معاملة مواطنيها بهذه الطريقة؟ ".
وأشارت معلوف إلى أنه بدلاً من المضي قدماً في هذه المحاكمة الوهمية ، يتعين عليهم إطلاق سراح الشيخ العودة فوراً ودون قيد أو شرط وإسقاط جميع التهم الموجهة إليه.
وذكرت صحيفة عكاظ السعودية الناطقة بالعربية في 4 سبتمبر 2018م أن المدعين العامين السعوديين رفعوا 37 دعوى ضد عودة ، وطالبوا بإعدامه.
الجدير ذكره، أن عودة هو الأمين العام المساعد للاتحاد الدولي لعلماء المسلمين ، الذي أدرجه نظام الرياض كمنظمة إرهابية , حيث اعتقلت السلطات السعودية العالم المسلم البارز في 7 سبتمبر من العام الماضي، واحتجزته في الحبس الانفرادي دون تهمة أو محاكمة منذ ذلك الحين, وفرض المسؤولون حظر السفر على أفراد عائلته أيضًا.
وقال أحد أفراد أسرته ل هيومن رايتس ووتش، إن رجل الدين الموقر كان محتجزاً؛ بسبب رفضه الامتثال لأمر من السلطات السعودية بتغريد نص محدد لدعم الحصار الذي تفرضه السعودية على قطر.
ونشر عودة تغريدة قائلاً: "الله يسجم بين قلوبهم لصالح شعوبهم" ، وهي دعوة واضحة للمصالحة بين دول الساحل الفارسي ، حسبما قالت جماعة حقوقية مقرها الولاياتالمتحدة في بيان لها.
يشار إلى أن كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر في 5 يونيو من العام الماضي ، بعد اتهامها رسمياً ب "رعاية الإرهاب".
وصرحت قطر في وقتها، إن هذه الخطوة غير مبررة وتستند إلى ادعاءات وافتراضات خاطئة.
في حين، صعدت المملكة العربية السعودية مؤخراً من عمليات التوقيف ذات الدوافع السياسية ومحاكمة وإدانة الكتاب المنشقين المسالمين ودعاة حقوق الإنسان.