يحيون اليمنيون ليالي شهر رمضان في طوابير أمام محطات الوقود للحصول على مادة الديزل والبترول فيما البعض يمكثون في المنازل لاحياء رمضان وقراءة القرآن الكريم ومضغ ورقات القات في ظلام دامس بسبب انقطاع التيار الكهربائي بصورة كاملة على صنعاء وبعض المدن اليمنية. أزمة المشتقات النفطية وانقطاع التيار الكهربائي التي عجزت الحكومة اليمنية منذ أشهر لاتزال مادة الديزل والبترول غير متوفرة وتشاهد مئات السيارت في طوابير أمام محطات الوقود بعضهم يفترش الشارع. التيار الكهربائي في اليمن يبقى هو الحلم الوحيد لدى المواطن الذي لا يعود في اليوم سوى لدقائق معدودة وسرعان ماتعلن وزارة الداخلية اليمنية ووزارة الكهرباء عن عمل تخريبي في مأرب وتكتفي بإصدار البيانات وتحديد مكان الأشخاص الذين اقدموا على تلك الأعمال في إشارة واضحة على عدم قدرة الأجهزة الأمنية ضبط تلك الأشخاص. حرب عمران والمناطق المحيطة بصنعاء ضاعفت من زيادة الأزمة في اليمن بنزول الآلاف من السكان وتدمير مئات المنازل . و يتجه اليمن الذي يعاني أزمات اقتصادية وإنسانية، نحو مرحلة تقشف جديدة لتجاوز الأزمات التي يمر بها،في ظل معاناة مزدوجة لليمنيين من تدهور الاقتصاد والحرب الدائرة في محافظة عمران وعدد من المناطق الأخرى والانفلات الأمني. ويعاني اليمن عجزاً كبيراً في موازنته العامة للعام الحالي، وارتفاعاً في الديْن العام للبلاد، وتراجعاً في الاحتياطي النقدي الأجنبي لدى البنك المركزي، إضافة الى أزمات إنسانية اتسعت رقعتها على نطاق واسع خلال العام الجاري شمال البلاد وجنوبه وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أصدر قرارات الاسبوع الماضي قضت بإيقاف جميع المشاركات الخارجية للوزراء و المسؤلين التي تتحمل الدولة تكاليفها من الموازنة العامة أو القروض والمساعدات، وحدد سفر جميع المسؤولين بما في ذلك الوزراء بأربع سفريات في العام مدة كلٍّ منها، في الحد الأعلى، خمسة أيام فقط ويحق للوزير اصطحاب شخصين فقط ويمنع ما دون الوزير. و مع اشتعال المعارك بين الجيش وجماعة الحوثيين (أنصار الله)، حول محافظة عمران، تضاعفت معاناة اليمينيين، وازدادت أعداد النازحين الذين أجبروا على مغادرة المحافظة، هرباً من ويلات الحرب. وبحسب منظمات دولية عاملة في اليمن أن أعداد النازحين اتغعت من محافظة عمران جراء المعارك التي شهدتها عاصمة المحافظة إلى أكثر من 35 ألف شخص أغلبهم دون سكن ويعيشون في المدارس وغالبهم في العراء. وكانت محافظة عمران القريبة من العاصمة صنعاء ، قد سقطت الثلاثاء الماضي بيد مسلحي جماعة الحوثي بعد قتال عنيف دام لاشهر مع مسلحي حزب الاصلاح “إخوان اليمن” تسانده وحدات من الجيش ، خلف مئأت القتلى والجرحى مع وضع انساني بالغ الصعوبة دفع ثمن تلك الصراع المواطن اليمني