الكثير من الحوادث والكوارث المؤسفة معظمها ناتجة عن الإهمال واللامبالاة وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل قبل حدوث الكارثة كما هو الحال في كوارث انهيار المنازل السكنية والتي تحدث نتيجة للإهمال سواء في اختيار موقع البناء وذلك بأن يتم البناء على أرض رخوة أو جبل هش أو تحت جبل فيه صخور آيلة للسقوط أو في ممرات السيول، وإما بسبب الإهمال في إجراء الصيانة والترميم للمنازل القديمة وخصوصاً البناء الشعبي.. ولعلنا نتذكر كارثة قرية الظفير بمحافظة صنعاء التي تعرضت لانهيار صخري أودى بحياة عدد كبير من المواطنين وكذلك حوادث انهيار عدد من المنازل في جبل كلابة وفي بيرباشا بمدينة تعز.. الجمعة الماضية منّ الله بأمطار غزيرة على مدينة تعز أدت إلى انهيار منزلين في حي صينة بمديرية المظفر أودى بحياة ثمانية من سكان أحد المنزلين وإصابة شخص واحد جميعهم من أسرة واحدة بينهم ثلاث نساء وطفل. »تعز« انتقلت إلى موقع الحادث لتنقل تفاصيل كارثة المنزلين المنهارين أحدهما حديث الإنشاء والآخر قديم »بناء شعبي« ملك المواطن غالب حسن عبدالله الأصبحي حيث انهار جزء من المنزل حديث الإنشاء فوق المنزل القديم مما أدى إلى انهياره بالكامل فوق رؤوس سكانه فكانت الكارثة وفاة صاحب المنزل رب الأسرة غالب حسن عبدالله الأصبحي »55« عاماً وزوجته فاطمة محمد سعيد القرشي »49« عاماً وأبنائهم وديع ومحمد وضياء وانتباه وصفاء وطفل يبلغ من العمر 9 أشهر ويدعى وسام حسن رسام وإصابة سمير غالب الأصبحي بجروح بليغة ولم ينج من الكارثة سوى الطفلة ريم رياض »13« عاماً والتي تحدثت للصحيفة حيث قالت: كانت في المنزل في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة الماضية أثناء أذان المغرب بعد هطول الأمطار الغزيرة وأثناء قيامي بالذهاب إلى الغرفة المجاورة التي تتواجد فيها أفراد أسرتي الضحايا بغرض إشعال شمعة وأثناء ذلك شعرت باهتزاز كبير في المنزل وكأن شيئاً هبّ علي فإذا بالغرفة التي كنت فيها تنهار فوق من كانوا فيها ولولا قدرة الله الذي أنجاني لكنت في عداد الموتى فقد كتب الله لي الحياة وتمكنت من الخروج عبر فتحة صغيرة من تحت الأنقاض..
وتواصل حديثها بحزن عميق قائلة: قمت بعد خروجي من بين الأنقاض بالتعاون مع الجيران بانتشال أفراد عائلتي من تحت الأنقاض لكن دون جدوى فلم أستطع إنقاذ أي منهم سوى خالي سمير غالب وهو مصاب بجروح خطيرة. من جهته قال الأخ يوسف غالب نجل المتوفى غالب حسن الأصبحي السلطة المحلية بالمحافظة وعدت ببناء مسكن بدلاً من المسكن المنهار ونأمل أن يتم الإيفاء بالوعود حتى لا يظل الناجون من الكارثة في العراء.. وحول المساعدات المقدمة لهم قال: إن جمعية الهلال الأحمر اليمني هي الوحيدة حتى الآن التي بادرت إلى مساعدتنا بنقل الضحايا وإعطائنا فُرش وبطانيات وخيام. شهود عيان قالوا أن المنازل في المنطقة مازالت مهددة بالانهيار نتيجة عدم عمل حماية لتصريف مياه الأمطار وجدار عازل حتى لا تتعرض بقية المساكن المجاورة للمنزلين المنهارين للانهيار. وفي موقع الحادث كان متواجداً الأخ مدير عام مديرية المظفر رئيس المجلس المحلي عبداللطيف الشغدري والذي تحدث إلينا قائلاً: منذ لحظة وقوع الحادث والأخ محافظ المحافظة الأستاذ شوقي أحمد هائل يتابعنا أولاً بأول منذ اللحظة الأولى فور سماعه نبأ هذه الفاجعة المؤلمة وقد وجه بمساعدة عاجلة لأفراد أسرة الناجين من حادث إنهيار المنزل جراء الأمطار الغزيزة وقد قمنا باستئجار مسكن مناسب للناجين من أفراد الأسرة مؤقتاً حتى يتم بناء مسكن بديل لهم.. وتم إسعاف المصاب إلى مستشفى اليمن الدولي لتلقي العلاج على نفقة المحافظ الذي وجه بتوفير إغاثة عاجلة لإيواء الأفراد الناجين من انهيار المنزل وتم صرف المعونات والمساعدات الغذائية والإيوائية لهم عن طريق جمعية الهلال الأحمر وتكفلت السلطة المحلية بتكاليف الدفن للمتوفين وإيواء الناجين. مبيناً أن الحادث جاء نتيجة البناء العشوائي خاصة أن المنطقة تقع على سفح جبل، حيث تتجمع السيول من جبل صبر في هذه المنطقة.. وقد تم إنذار المجاورين لموقع الحادث في جبل »الوحيز« بإخلاء مساكنهم حتى يتم عمل وإنشاء جدار حماية لتصريف مياه الأمطار والسيول وخشية تعرض بقية المساكن المجاروة للمنزلين المنهارين في المنطقة للانهيار. من جهته قال عضو المجلس المحلي بمديرية المظفر مصطفى الضبري: حادث انهيار منزل المواطن غالب حسن الأصبحي جاء نتيجة سقوط منزل مجاور له حديث الإنشاء يقع على تلة جبل في المنطقة انهار نتيجة البناء العشوائي وتراكم مياه الأمطار بجانبه مما أدى إلى سقوط جزء منه على المنزل الشعبي أسفل التلة فأدى إلى تهدم منزل الضحية غالب حسن الأصبحي بالكامل ووفاة 8 أشخاص وجرح آخر وقمنا بإبلاغ مدير عام المديرية والأمن العام بالحادثة وعلى ضوء ذلك تم الانتقال إلى موقع الحادثة أثناء قيام الشباب بانتشال الجثث من تحت الأنقاض حيث طمرت الأحجار المنزل بالكامل وتم إسعاف المصاب إلى المستشفى فيما قام الهلال الأحمر بنقل الجثث وإجراء عملية الدفن وصرف المعونات الغذائية والإيوائية لأفراد الأسرة الناجين من الكارثة. الجدير بالذكر أن الأستاذ شوقي أحمد هائل محافظ محافظة تعز رئيس المجلس المحلي أولى موضوع انهيار المنزلين في منطقة صينة بمديرية المظفر جراء الأمطار الغزيرة التي منّ الله على مدينة تعز الجمعة الماضية اهتماماً خاصاً فعند سماعه لنبأ هذه الفاجعة المؤلمة كلف لجنة برئاسة الوكيل المساعد للمحافظة للشؤون الفنية المهندس مهيب ناشر الحكيمي بالنزول الميداني إلى مكان الحادث لتقديم واجب العزاء لأسرة الضحايا وإسعاف المصاب ونقل المتوفين إلى المستشفى وتوفير إغاثة عاجلة لإيواء الأفراد الناجين من انهيار المنزلين. مؤكداً حرصه الشخصي على تقديم كل ما من شأنه التخفيف من معاناة الأسرة المنكوبة.. حيث وجه بتقديم مساعدة عاجلة لبقية أفراد الأسرة المنكوبة الذين كانوا خارج المنزل أثناء انهياره بالإضافة إلى توفير سكن لهم ونقل المصاب إلى مستشفى اليمن الدولي للعلاج بالإضافة إلى تكاليف نفقات لدفن المتوفين والعزاء.. كما وجه بإعادة بناء المنزل المنهار. نقلاً عن صحيفة تعز