اجتمع قادة المشترك وأقروا ب »الاجماع« على ضرورة تخلي الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام عن رئاسة المؤتمر.. أقروا ذلك بعد اجتماع طويل وعريض استمر لساعات..، وبعد نقاش مستفيض توصلوا إلى النتيجة: تخلي صالح عن حزب المؤتمر!.. هؤلاء »القادة« لم يجدوا ما يقومون به من عمل غير الانشغال بالمؤتمر وعلي عبدالله صالح والترويج إلى ان المبادرة الخليجية نصت على تخلي صالح عن المؤتمر الشعبي العام وعن العمل السياسي.. نقل السلطة في تفكيرهم المعطوب يعني تخلي صالح عن رئاسة المؤتمر وكأن السلطة التي انتقلت للمناضل عبدربه منصور هادي ليست هي السلطة التي نصت عليها المبادرة الخليجية بل هي سلطة المؤتمر.. ومع ذلك لا ندري لماذا لم تنص المبادرة الخليجية على ذلك أو لم توضحه بجلاء »لنسكه« من داوية قادة المشترك !. على ما يبدو ان لدى قادة المشترك »جزء ثانٍ« من المبادرة الخليجية لم يعرض بعد، ونراهم اليوم يمهدون الطريق لعرضه!. في حالات كثيرة ومنذ أن دخلت المبادرة الخليجية حيز التطبيق والتنفيذ يكشف قادة المشترك المجمعون على تخلي صالح لرئاسة المؤتمر أنهم لا ينوون إنهاء الأزمة السياسية، بل يذهبون في البحث عن مبررات تغطي فضائح وفشل حكومتهم في تحسين الخدمات وإنهاء الانفلات الأمني وإعادة الأمن والاستقرار ، وذلك من خلال الحديث عن علي عبدالله صالح الذي يبدو أنه أصابهم بلعنة لم يستطيعوا أو يتمكنوا من التخلص منها حتى وهم في هرم السلطة!. مبررات تستهدف الإضرار بمؤتمر الحوار الوطني المزمع انعقاده قريباً، والتنصل عن التزاماتهم وواجباتهم وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة والتي لم تنص على ما أجمع عليه قادة المشترك!.. لا شيء يشغل هؤلاء أكثر من انشغالهم بالزعيم علي عبدالله صالح والسبب أنه لا يزال يسيطر على المشهد السياسي ويحظى بتقدير وحب كبيرين من جموع الشعب اليمني!. لا يريد هؤلاء الاهتمام بإصلاح ما خربته أزمتهم والتركيز على تحسين الخدمات المعيشية للمواطنين وتهيئة الاجواء المناسبة لانعقاد الحوار الوطني بل نراهم يعملون على خلق الاشكالات ووضع العراقيل التي تستهدف التسوية وتنال من توجهات رئيس الجمهورية في حل الأزمة والخروج الآمن لليمن واليمنيين.. أجمع قادة المشترك على تخلي الرئيس السابق عن رئاسة المؤتمر وكأن المؤتمر الحزب السياسي الرائد والشريك الكامل في حكومة الوفاق الوطني هو شركة تجارية يتلاعبون بأسهمها أو جمعية خيرية تتبع حزب التجمع اليمني للإصلاح ويعين لرئاستها من يشاء!. ليس هناك اسهل ولا أسوأ من مخادعة النفس ومغالطة الذات كما يفعل قادة أحزاب المشترك اليوم الذين أجمعوا على تنحي صالح عن رئاسة المؤتمر ولكن ماذا نفعل اذا لم ينعم الله على البعض بالفهم الصحيح؟.. ما أجمع عليه قادة المشترك هو نوع من الوهم المستفحل وهو إلى العلة أقرب منه إلى أي شيء أو صيغة أخرى يمكن التماسها أو تفهمها!.. افتتاحية صحيفة تعز