بعد أن اصبحنا على بعد خطوات من انعقاد مؤتمر المصالحة الوطنية كما نصت المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية لإنجاح التسوية السياسية واستكمال مراحل الانتقال السلمي للسلطة.. عادت أحزاب اللقاء المشترك للبحث عن مبررات تتخذها ذريعة لإفشال مؤتمر الحوار الوطني والالتفاف على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. أحزاب اللقاء المشترك المنقسمة على نفسها ترى في انعقاد مؤتمر الحوار مأزق سيكشف للجميع حقيقة هذا الكيان الهلامي الذي لا يجيد سوى حبك المؤامرات وصناعة الأزمات واستثمار آلام المواطنين ومعاناتهم وتحويل مآسي الوطن إلى أرصدة وشركات تجارية. المشترك الذي وصل إلى السلطة فوق أشلاء أبناء الشعب اليمني وكاد أن يدمر الوطن بشعاراته الزائفة فشل حتى اللحظة في بلورة تلك الشعارات وتقديم نموذج للدولة المدنية التي كان ينادي بها.. كما انه وحتى اللحظة لا يمتلك أي رؤية لمشروع الدولة المدنية الديمقراطية.. ليقدمه في مؤتمر الحوار الوطني.. وهو يعمل اليوم جاهداً لإفشال الحوار قبل أن يبدأ وما تلك التصريحات التي يطلقها قادة المشترك والتهديد بمقاطعة مؤتمر الحوار إلا مبررات يسوقها ومقدمة لخطوة إعلان المقاطعة كما جرت عادة المشترك في كل مرحلة من المراحل السابقة. ولا نستبعد أبداًُ أن تلجأ أحزاب المشترك إلى علماء الاصلاح لإصدار فتوى شرعية تحرم مشاركتهم في مؤتمر حوار وطني يحضره علي عبدالله صالح أو الحوثيون أو الحراك أو الشباب فتكون المقاطعة هي المخرج للمشترك.. وطز بالشعب والوطن. أحزاب اللقاء المشترك لا نعرفها إلا شاكية على الدوام، حتى وهي في السلطة، تصر على أن ما تقوله وتدعيه هو الحق والعدل، وما دون ذلك هو الافتراء والتضليل. بؤس وتخبط وشتات، وقدرة غير عادية على افتعال الأزمات واختلاق التبريرات والاصرار على التعامل مع أبناء الشعب بجهل وتجهيل.. حياتهم مناكفة سياسية ومزايدات حزبية، ومواقفهم تتغير في كل وقت وحين، وكأننا أمام أحزاب تجيد لعب »القفز على الحبل« ليس إلا!.. ما قاله الرئيس الحالي لأحزاب اللقاء المشترك سلطان العتواني وتلويحه بمقاطعة المؤتمر الوطني للحوار إن شارك فيه الزعيم علي عبدالله صالح يؤكد أن هذه الأحزاب لم تقرأ جيداً المبادرة الخليجية، بل لم تفهم ما جاء بالمبادرة وعلى ماذا نصت!.. يقيناً ليس في وسع اللقاء المشترك وأصحابه التحرر من عقدة علي عبدالله صالح، والتحرر أيضاً من الصفقات الممهورة بدم الابتزاز وبدم أبناء هذا الشعب الذي اكتوى ولا يزال بنيران التأزيم.. وبالتأكيد لا يفاجئنا أصحاب المشترك »الممزق« اليوم وهم يستعيدون لغتهم المعروفة ويفتعلون أزمة جديدة لا تختلف عن سابقاتها!.. ولله في أحزاب المشترك شؤون! إفتتاحية صحيفة تعز