رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الانسحاب الأمريكي من اليمن هو انتصار لإيران وتنظيم القاعدة. واستهلت الصحيفة الأمريكية مقالا على موقعها الإلكتروني بالقول "أسبوع آخر، انتصار آخر للفوضى في الشرق الأوسط .. هذه المرة الانهيار يحدث في اليمن، حيث سحبت أمريكا باقي قواتها الخاصة من قاعدة كانت تستخدمها كمنصة لشن غارات جوية بدون طيار على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب".
ونوّهت عن تزامن الانسحاب مع تنامي الاضطراب في الدولة بعد إطاحة مسلحي الحوثيين بحكومة عبدربه منصور هادي، الذي فرّ من العاصمة صنعاء إلى عدن الشهر الماضي، ونوّهت أيضا عن انتساب الحوثيين إلى الطائفة الزيدية المتفرعة من الشيعة وعن تلقيهم المساعدات من إيران.
وأوضحت أنهم في حرب ضد جهاديي السُنة، المتورطين في تنفيذ تفجيرات الجمعة التي أسفرت عن سقوط 152 قتيلا في صنعاء وصعدة.
وأكدت أن التقهقر الأمريكي هو خسارة كبرى في الحرب ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وقالت "وول ستريت جورنال" إنه على الرغم من أن أمريكا لا تزال تمتلك قاعدة عسكرية في جيبوتي على خليج عدن بالإضافة إلى وحدات بحرية في المنطقة تستطيع منها ضرب أهداف في اليمن، إلا أن انتفاء وجود قوات خاصة على الأرض كفيل بالتأثير سلبا على جمْع المعلومات الاستخباراتية وبالتالي على دقة إصابة الأهداف، لا سيما وأن "الفوضى هي خير صديق للجهاديين"، على حد تعبير الصحيفة.
وأعادت إلى الأذهان كيف أثنى الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سبتمبر الماضي على النظام في اليمن باعتباره نموذجا يُحتذى في مكافحة الإرهاب، قائلا "هذه الإستراتيجية في التخلص من الإرهابيين المهددين لنا بينما نمُّد يد العون للشركاء على الجبهات، هي ذات الإستراتيجية التي اقتفينا أثرها في اليمن والصومال على مدى سنوات"، وقالت الصحيفة إنه قد ثبت خطأ هذا التفكير المتفائل.
ولفتت إلى أن مناصري إستراتيجية "القيادة من الخلف" يأملون أو يرجحون أن يقضي الراديكاليون السُنة والحوثيون كلٌّ على الآخر وتنطفئ نار كليهما معا .. "غير أن الخطورة تكمن في أن كليهما يستعين في القضاء على الآخر بقوى خارجية وبالتالي تعمّ الفوضى".
وقالت الصحيفة "هذا بالضبط هو نفس الدرس المستفاد من الحرب الأهلية السورية، التي توقعت إدارة أوباما أيضا أن تنطفئ نارها فور اشتعالها، وأشارت إلى أن إيران وعدت بالفعل بتزويد الحوثيين بالنفط مجانا ولا شك أنها أمدتهم بالسلاح.
وأضافت أن "اضطراب اليمن قد يُقلق السعودية التي لا تريد حليفا لإيران ولا تنظيم داعش أن يسيطر على اليمن التي تحدها جنوبا". واختتمت بالقول "يتعين على أمريكا مساعدة السعوديين والرئيس هادي، ولكن عليها أولا نبْذ إستراتيجيتها الفاشلة".