إن السعودية وحلفاءها قرروا الردّ على الحوثيين بعد أن لاحظوا نقل المليشيا الشيعية لصواريخ سكود نهبوها من مواقع الجيش اليمني إلى مناطق قريبة من حدود المملكة الجنوبية. وقال دبلوماسيون في الخليج إن صور الاقمار الاصطناعية اظهرت في نهاية كانون الثاني/يناير تحريك صواريخ سكود نحو شمال الحدود السعودية.
وتمتلك صواريخ "سكود" اليمنية، التي هي على الأرجح صواريخ كورية شمالية كان اليمن قد تحصل عليها قبل سنوات، قدرة على بلوغ مسافات طويلة تقع في الأراضي السعودية.
وزعمت قناة "العالم" الإخبارية الإيرانية الخميس، أنها توصلت بأخبار تفيد أن اللجان الشعبية التابعة للحوثيين قامت بإطلاق صواريخ سكود كرد فعل على حملة "عاصفة الحزم" ضد الحركة الشيعية.
وتابعت القناة نقلا عن مراسلها قائلة "وصلتنا معلومات أن هناك ربما إطلاق صواريخ من الجانب اليمني من نوع 'سكود' على المناطق المحاذية للسعودية..".
ورغم أن هذه المعلومات ثبت كذبها الى حد الآن، فإن حصول الحوثيين على صواريخ سكود يشكل خطرا حقيقيا على السعودية وعلى دول المنطقة، كما يقول محللون عسكريون.
ويبدو أن الجماعة الشيعية قد حصلت على هذه الترسانة من ترسانة الجيش اليمني بعد سيطرتها على العاصمة اليمنيةصنعاء.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2014 سيطر مسلحو الحوثي على معسكر ألوية الصواريخ الاستراتيجية في جبال فج عطان بالعاصمة صنعاء.
وكان معسكر "ألوية الصواريخ" يوجد به اللواء السادس صواريخ وهو لواء صواريخ "سكود" بعيدة المدى.
كما كان يوجد بالمعسكر اللواء الخامس صواريخ الذي يحتوي على صواريخ "بتشورا" وصواريخ أخرى أرض-أرض قصيرة المدى.
وبسيطرتهم على مجموعة ألوية الصواريخ سيطر الحوثيون على منظومة الصواريخ الاستراتيجية لليمن، أصبح الحوثيون يشكلون خطورة على اليمن وعلى دول الجوار، لأن ترسانة الصواريخ التابعة لليمن كلّها توجد بهذا المعسكر.
وأشاد مسؤول خليجي لم يشأ الكشف عن اسمه بنتائج الغارات التي اطلقت منذ الخميس وأتاحت بحسب قوله تدمير 21 صاروخ سكود.
وفي بادئ الامر كانت السعودية وحلفاؤها يراهنون على حملة جوية تستمر شهرا لكن "ذلك يمكن ان يستمر خمسة الى ستة اشهر".
وقالت مصادر خليجية رفضت الكشف عن اسمها ان الحملة العسكرية الجوية التي يشنها التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن، يمكن ان تستمر لفترة تصل الى ستة اشهر وقالوا انهم يتوقعون ردودا ايرانية بشكل اعمال لزعزعة استقرار.
وندد المسول ب"الدعم اللوجتسي والعسكري" الذي تقدمه طهران للحوثيين، قائلا انه بحسب التقديرات "هناك خمسة الاف ايراني وعناصر من حزب الله (اللبناني) وميليشيات عراقية (موالية لطهران) على الارض في اليمن".
وتوقع مسؤولون أنه ومع بدء الحملة الجوية التي أطلقتها السعودية وحلفاؤها أن تردّ إيران الفعل "ليس على شكل عملية عسكرية وإنما للدفاع عن الحوثيين لكن ايضا بشكل اعمال تزعزع الاستقرار".
وقال احدهم ان "الايرانيين سيردون عبر اعمال ارهابية في الخليج" مشيرا خصوصا الى البحرين والمنطقة الشرقية في السعودية (حيث تتركز الاقلية الشيعية) ويحتمل "عواصم" خليجية اخرى.
وإلى حد الآن ردّت إيران بحذر على واكتفت بتنديد مسؤوليها بالحرب على حليفهم الحوثي داعية الدول الغربية للتدخل لإثناء التحالف عن مواصلة الحرب.
وتلقى الجهود السعودية لوقف الخطر الحوثي دعما عربيا ودوليا غير محدود مع الزام واضح بتقديم الدعم اللازم الذي قد يحتاجه التحالف للنجاح في حربه لإعادة الشرعية في اليمن.