جاء اختيار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لخالد بحاح، رئيس حكومته الأخيرة، نائبا لرئيس الجمهورية بالإضافة إلى عمله كرئيس للوزراء، مثيرا للعديد من التساؤلات والتكهنات حول المغزى من هذا التعيين في ذلك الوقت الحرج الذي يمر به اليمن. تخفيف بعض عقبات الحوار يمثل وجود هادي طرفا في الحوار الوطني عقبة كبيرة أمام استمرار ذلك الحوار، في ظل رفض الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، أي تعامل بشكل مطلق ومباشر مع الرئيس هادي، باعتباره – في نظرهما – مسؤولا عما آل إليه اليمن اليوم. ويوضح عدد من المحللين أن اختيار بحاح نائبا لرئيس الجمهورية، يمثل محاولة من الرئيس هادي وحلفائه من السعودية ودول الخليج تذليل تلك العقبة، خاصة وأن بحاح كان الاختيار الذي وافق عليه الحوثيون وحزب الرئيس السابق إبان ترشيحه رئيسا للوزراء في أكتوبر الماضي. ويؤكد عدد من المراقبين أن اختيار بحاح ليدير أزمة الحوار الوطني بدلا عن الرئيس هادي، وذلك أملا في تجاوب الحوثيين وحزب الرئيس السابق مع دعوات الحوار اليمني وتشير وجهات نظر مراقبين آخرين إلى أن تلك المحاولة لن تنجح؛ لأن الرئيس هادي غير مقبول ولن تقبل قراراته بتعيين خالد بحاح، خاصة وأن خالد بحاح رفض أي تعاون مع الحوثيين بعد إعلانهم الدستوري الذي يقولون إنهم تسلموا به سلطة البلاد في اليمن. تمهيد لتغيير رئاسي في اليمن ويبين عدد من المراقبين أن هذه الخطوة هي مقدمة لإزاحة الرئيس هادي نفسه من رئاسة الجمهورية، خاصة وأنه استنفذ كل فرصه كرئيس للجمهورية خلال ثلاث سنوات من الحكم بعد نجاح المبادرة الخليجية في تنصيبه رئيسا في 2012. ويعتبر المراقبون أن الرئيس هادي توجد على أدائه الرئاسي العديد من الملاحظات من قبل العديد من القوى الدولية، خاصة من قبل المبعوث الأممي لليمن، جمال بن عمر، الذي رفض دعوة الرئيس هادي إلى جعل الحوار في العاصمة السعودية الرياض، وحاول نقله إلى المغرب مرة وإلى قطر مرة أخرى. ويعتبر المراقبون أن الوقت قد حان لابتعاد الرئيس هادي عن المشهد السياسي في اليمن، بعد الأداء السيئ الذي قدمه، حيث بات يعتبر جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل في اليمن. الجنوبيون يسيطرون من جهة أخرى، بين مراقبون أن اختيار الرئيس هادي لخالد بحاح نائبا له، يكرس بقاء الجنوبيين في السلطات العليا من الدولة، وعدم تهميشهم منها، وخاصة أن هذه القضية التي تعتبر مجتمعية في اليمن، تعتبر سببا من أسباب الأزمة الحادثة في اليمن. وكان الرئيس هادي قد بدأ في التوجه نحو تعيين الجنوبيين في مناصب رفيعة في الدولة، حيث كان هو ورئيس الوزراء ومدير مكتبه السابق، أحمد عوض بن مبارك، ووزير الدفاع، محمود الصبيحي من محافظات الجنوب اليمني. الخبر