تباينت ردود أفعال السياسيين والمتابعين للشأن اليمني حول المرونة التي أبدأتها قوات الحوثي صالح مؤخرا والموافقة في الدخول في مفاوضات من شأنها إيقاف الحرب الدائرة في اليمن منذ قرابة نصف عام . وفي حين يرى مراقبون أن المرونة في موقف الحوثيين الأخيرة تعود إلى الضربات الموجعة التي تلقتها من قوات التحالف والهزائم المتكررة لها على أرض المواقع وفقدان سيطرتها على معظم المحافظاتاليمنية , يرى آخرون أنها مجرد أوراق الهدف منها كسب المزيد من الوقت في محاولة لاستنزاف دول التحالف وتحقيق نصر ولو معنوي على أرض الواقع .
وفي هذا السياق يرى الشيخ محمد مقبل الحميري الناطق الرسمي للمقاومة الشعبية بتعز ان إعلان الحوثي وعفاش الموافقة على تطبيق القرار الاممي 2216 هو بمثابة (( اعلان للاستسلام )) حتى ولو كان هذا الإعلان تكتيكيا .
واستغرب الحميري مواقف البعض الذين ينتقدون الرئاسة على موافقتها على ذلك ، موضحا : وما علم هؤلاء المنتقدون ان الحوثي وعفاش يتمنون ان لا توافق الحكومة الشرعية على طلبهم ليكون تصلب الحكومة الشرعية دافعا لتعاطف المجتمع الدولي مع هؤلاء المتمردين الانقلابيين ، لكن هذه الموافقة المشروطة فوتت عليهم ما كانوا يريدون رسمه من خلال رفضها للحوار من اجل تطبيق القرار الذي يعتبر نصرا حقيقيا للشرعية وللدبلوماسية الخليجية بقيادة المملكة العربية السعودية ,
يقول الحميري أن موافقة الحكومة اليمنية على الحوار على ان يعلن الحوثي وعفاش صراحة موافقتهم على تطبيق هذا القرار الاممي دون اي شرط وان يوقفوا اطلاق النار ويبدؤوا بالانسحاب من المدن ، ويطلقوا الأسرى ، والقرار يتضمن تسليم كافة الأسلحة الحكومة الشرعية ، وايضاً يتضمن عقوبات على عفاش والحوثي ،كما بتضمن الاعتراف بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل بما فيه الأقاليم .
يتابع الحميري : فلو كانت الحكومة الشرعية رفضت استسلام الحوثي وعفاش من خلال اعلانهم تطبيق القرارات الأممية وعلى رأسها القرار 2216 لكانت وقعت في خطأ قاتل ، وستعطي مبررا للدول العظمى للانحياز للانقلابيين.
الامر الأهم هو ان تبقى الحكومة متمسكة بتنفيذ هذا القرار نصا وروحا دون اي شروط او التفاف من قبل الانقلابيين المهزومين ، وبكون هناك ضمناء للتنفيذ ، والاهم من ذلك هو ان تستمر الحكومة في دعم المقاومة والعمل على الإسراع في الحسم العسكري في الميدان ، وهذا ما اعتد انه سيكون ، لان الحوثي وعفاش لا عهد لهم ولا أمان ، ولكنهم أرادوا ان يستعيدوا انفاسهم من خلال اعلانهم الموافقة على تطبيق القرار ، ولم يكونوا متوقعين موافقة الحكومة ، على نفس قاعدتهم وافق وخالف.
يختم الناطق الرسمي للمقاومة أنه وبهكذا موافقة الحكومة امر مهم جداً من اجل الرأي العام العالمي ، وعليها ان تدرك ان الطرف الاخر لن ينفذ ، على ان تكون إجراءاتها وفقا لما يتناسب مع مكر الخصم ، ولا تنخدع او تتوقف عن الحسم العسكري الذي هو الأساس وهو اللغة الوحيدة التي يفهما الحوثي وحليفه عفاش.