رفعت الصحافة السعودية من سقف التشاؤم والتحذيرات حيال الأوضاع في اليمن, واستنفرت العواصم الخليجية لأخذ الاحتياطات والاستعداد العسسكري والأمني بموازاة ما قد ينشأ عن "انهيار" الحالة اليمنية وسباق النفوذ التركي الإيراني داخل اليمن. الرياض: استنفار "المعسكر" الخليجي
صحيفة الرياض حذرت دول مجلس التعاون الخليجي من طوق يحاصرها من الجنوب ومن الشمال, وقالت إن إيران "تريد خلق طوق بديل يحاصر دول الخليج بين كماشتي اليمن والعراق" بدلا من محاولاتها السابقة "لخلق هلال شيعي يمتد منها مروراً بالعراق وسوريا، فلبنان." وفي افتتاحيتها, الأحد 6-1-2013م, التي خصصتها لليمن "احذروا من يمن إيراني!", نبهت الصحيفة دول الخليج إلى ضرورة "تحرير الرؤية لهذه الدول وفهم أن المخطط ليس فقط حشد فئة من الحوثيين بل تنصيب إيران ولياً جديداً".
ودعت الصحيفة السعودية الدول الخليجية إلى الاستعداد خططيا وعسكريا وأمنيا للتعامل مع أي تهديد أمني وعسكري قد ينشأ على هذا الأساس, مضيفة : "وهذا ما يجب أن نعرف إذا ما خرج الدور من سياسي ومذهبي، إلى تهديد أمني عسكري ونقل الحرب إلى الداخل العربي، والتعامل مع النتائج الراهنة يستدعي وضع خطط مباشرة تخرج من الأحاديث إلى العمل المشترك، وإلاّ فالمخاوف بسقوط اليمن كما العراق في الحضن الإيراني متوقعة ونتائجها ستكون كارثية."
ورأت صحيفة الرياض في كلمتها الافتتاحية بقلم يوسف الكويليت أنه "وإذا ما تحقق هذا الهدف نتيجة ضعف قبضة الدولة في اليمن فإن من يدفع الكلفة الأمنية دول الخليج العربي". وقالت الصحيفة: "لا يمكن بناء منظومة أمن خليجي إلاّ بإدراك المحيط الملتهب والمتربص به، وعملياً إذا لم توضع خطط عملية، وليس على الورق فقط، أو عقد المؤتمرات ورفع التوصيات، فإن الأزمات المحيطة قد تنتقل نيرانها إلى هذه الدول وإن كان بنسب مختلفة يقاس تأثيرها وفقاً لنتائجها."
ولم تخالف صحيفة "الرياض" عادتها في كيل الاتهامات للنظام اليمني والرئيس السابق, كمتلازمة يومية يصعب ان تفقدها افتتاحية يوسف الكويليت في جريدة الرياض. وتحدثت الصحيفة عن "أكثر من جبهة داخل اليمن", مشيرة إلى "القاعدة وتناميها ودخول أمريكا طرفاً بحربها" في اليمن.
الشرق: تركيا تسلح "إخوان" اليمن
من جانبها صحيفة الشرق السعودية أضافت إلى إيران تركيا إقليميا وإلى الحوثيين الإخوان المسلمين يمنيا, ويبدو توزع الأدوار واضحا بين الصحيفتين وجريدتي العاصمة الرياضوالدمام.
"الشرق" قالت إن اليمن تتنازعه دولتان إقليميتان هما تركيا وإيران, وتصران على توسيع نفوذهما في اليمن عبر قوى سياسية محلية. ورأت افتتاحية الجريدة السعودية "رأي الشرق"- 5/1/2013م, أن اليمنيين انقسموا إلى موال لطهران وموال لأنقرة (..) وتضيف الصحيفة: "فتركيا التي تحاول توسيع نفوذها في مواجهة النفوذ الإيراني – ليس في اليمن فحسب – ألقت بثقلها بشكل لافت في اليمن داعمة الإخوان المسلمين بالسلاح، في بلد لا ينقصه السلاح، ويتداخل فيه القبليُّ بالسياسيِّ والحزبيِّ والدينيِّ والطائفيِّ، في وقت تسعى إيران إلى توسيع نفوذها عبر قوى وشخصيات سياسية جنوبية، بالإضافة لحلفائها «الحوثيين» الذين باتوا أكثر وضوحاً بتمثلهم نظام طهران في كل كبيرة وصغيرة."
ومضت افتتاحية يومية الشرق السعودية, التي تصدر في الدمام, في القول إنه وعلى الرغم من أن جميع الأطراف السياسية وقَّعت على المبادرة الخليجية, وأبدت دول عربية وإقليمية مساندة الرئيس «هادي», "إلا أن هاتين الدولتين- إيران وتركيا- ومَن يمثلهما في اليمن، يسعون لأجل المصالح والنفوذ، ولا يعنيهم السِّلْم الأهلي أو الاستقرار السياسي والاجتماعي، ولا مصير اليمن أو مستقبله." وتذهب الصحيفة إلى أن اليمن بات " يعيش على صفيح ساخن، وأصبح مهدداً بالحرب الأهلية... في ظل هذه التجاذبات الإقليمية... في هذا البلد الفقير... و مع تصاعد أصوات الانفصال في الجنوب، ومع إصرار «الحوثيين» على فرض كيانهم السياسي وأجندتهم... بالإضافة إلى تنظيم القاعدة، الذي من الصعب معرفة أهدافه وارتباطاته الدولية والإقليمية".
ووسط هذا المشهد في اليمن- تقول الصحيفة- فإن الغائب الوحيد هو الوطن. وتستدرك: "انقسم اليمنيون بين مُوَالٍ لطهران وأنقرة، وبين القبلية والعشائرية والحزبية بثوب طائفي وديني.. وغاب الشعور الوطني. وبات يحق للمراقب أن يسأل قادته القَبليين والسياسيين: أليس من انتماء لهذا البلد ذي التاريخ المغرق في القدم؟، أليست المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، قبل تنفيذ أجندات تركيا وإيران ودول أخرى؟".