ظهر نمساوي اختطف في اليمن في مقطع فيديو نُشر على الإنترنت في أول ظهور له بعد شهرين من اختطافه في وسط العاصمة مناشداً السلطات الحكومية تلبية مطالب خاطفيه خلال أسبوع قبل أن يقتلوه. واختطف النمساوي «دومينيك نيوفاير» (32 عاماً) هو واثنان آخران يحملان الجنسية الفنلندية يوم 21 ديسمبر الماضي من وسط صنعاء على يد مسلحين مجهولين.
وجاء النمساوي ورفيقه الفنلندي إلى صنعاء لدراسة اللغة العربية في أحد المعاهد التي تدرس اللغة بصنعاء القديمة.
ووردت معلومات عن بيع مسلحين قبليين الرهائن الثلاثة إلى مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة، لكن لم تتأكد تلك المعلومة بشكل قطعي.
وظهر النمساوي في مقطع فيديو نُشر على موقع «يوتيوب»، حيث تحدث باللغتين الإنجليزية والألمانية لمدة تزيد عن دقيقة وهو يذرف الدموع، وبندقية موجهة إلى رأسة في إشارة إلى جدية التهديدات.
قال إن الخاطفين سيقتلونه خلال أسبوع مالم يتم الاستجابة لمطالبهم بدفع فدية وقال دومينيك بصوت متحشرج إنه اختطف على يد قبيلة يمنية تريد فدية. وناشد الحكومتين اليمنية والنمساوية والاتحاد الأوروبي الاستجابة لمطالب الخاطفين و«إعطائهم ما يريدون» ما لم فإنهم «سيقتلونني بعد سبعة أيام من نشر هذا الفيديو».
ونشر مقطع الفيديو أمس الأول الخميس، بتاريخ 21 فبراير الجاري، أي أن المهلة ستنتهي في 28 فبراير. ولم يتحدث النمساوي عن مكان اختطافه أو رفيقيه اللذين اختطفا معه. ولم يظهر المختطفان الآخران، وهما فنلندي وزوجته، في مقطع الفيديو الذي استمر دقيقة و7 ثوان.
ويوم اختطافهم قبل شهرين، ذُكرت روايات متطابقة، بينها رواية مصدر أمني، أن مسلحين مجهولين ترجلوا من سيارة نوع سوزوكي أجبروا الغربيين الثلاثة على الصعود إلى سيارة أخرى كانت متوقفة في المكان بعد أن أحاطوا بهم في متجر للالكترونيات في شارع القصر الجمهوري بمنطقة التحرير وسط صنعاء.
والمختطفان الفنلنديان هما «آتي كاليفا» (27 عاماً)، وزوجته تدعى «ليلى كاليفا».
وشهدت العاصمة صنعاء عشرات من حوادث خطف للسياح والموظفين الأجانب منذ تسعينيات القرن الماضي. وغالباً ما يقف رجال قبائل من المحافظات النائية وراء حوادث خطف الأجانب بدافع الضغط على السلطات الحكومية لإطلاق سراح محتجزين على ذمة قضايا جنائية أو توفير خدمات اجتماعية في مناطق القبائل والحصول على فدى مالية.
لكن جناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب اتجه مؤخراً إلى خطف الرعايا الأجانب في سياق مواجهته المستمرة مع الحكومة. ومازال التنظيم يحتجز المعلمة السويسرية سلفاني إبراهاردن منذ مارس العام الماضي بعد خطفها من مدينة الحديدة ونقلها إلى مكان مجهول.
ورضخت الحكومات السابقة لمطالب الخاطفين في معظم حوادث الخطف، ولم تستخدم القوة لتحرير مخطوفين أجانب إلا في حالات نادرة بعد مقتل أربعة سياح غربيين كانوا ضمن مجموعة سياح يحتجزهم تنظيم ديني متطرف عام 1998.