بمجرد عبورك بوابة منزلهم المتواضع في إحدى أرياف محافظة صعدة شمال اليمن يطالعونك بحدقات أسرة فتك السرطان بهم وأحالهم إلى أسرة بائسة ومتحسرة لايجدون ما يستطبون به مرضاهم ومنه يقتاتون ،بعد أن أحال السرطان حياتهم إلى جحيم ومن أسرة كانت تمتلك شيء من المال والرزق إلى أسرة معدمة تتجرع ألم البحث عن كبسولة تخفف ألم مرضاهم. محمد عبدالله شاب ثلاثيني الأبن الأكبر لتلك الأسرة التي ظل يسهر ليله مرافقاً ونهاره عاملاً لتوفير قيمة العلاج والبحث عن مصدر رزق يوفر مصاريف نقل وعلاج والده ووالدته المصابين بمرض السرطان . ما كاد حزن محمد وألم الفراق على وفاة والدة التي توفيت متأثرة بمرض السرطان في المعدة والتي ظلت تصارع السرطان على فراش المرض متنقلة بين مستشفيات العاصمة صنعاء منذ العام 2005م وحتى مطلع يناير الماضي 2013،يبرح عنه إلا ويصاب بفاجعة أخرى وخزن أخر بوفاة والده الستيني قبل 29 يوماً الذي هو الأخر توفى متأثراً بمرض السرطان الذي أُبتلي به في الرقب (البلعوم) .. وما كاد الحزن يبرح تلك الأسرة حتى تحل بها فاجعة أخرى أذهلت سكان المنطقة بفاجعة جديدة أهتزت لها قلوب كل من يعرفه ويسمع بأسرته ..أنه السرطان يفتك بالشاب محمد بعد أسبوع على رحيل والده والشخص الثالث في الأسرة وكبيرها ليكون هو الرقم (3) بين أفراد الأسرة .. أجرى الأطباء له التحاليل في إحدى مستشفيات العاصمة صنعاء بعد أن عجز عن المشي في الأسبوع قبل الماضي لينقل إلى العاصمة صنعاء للعلاج ، وبعد إن إجريت له الفحوصات والإشاعات أكد الأطباء إصابة الشاب محمد بمرض السرطان في المسالك البولية .
مراد محمد طفل في العقد الأول من عمرة يقول أن والده يصارع ألم المرض وقهر الزمن وضيق العيش بعد أن أخذ السرطان من (محمد) كل شيء، والده ووالدته ، ماله ، شبابه ، وأخيراً عافيته وصحته.. يضيف مراد (أسرتنا تعيش وضعا نفسيا واجتماعيا صعبا في ظل سنوات من العناء والمرض ..نفذت كل مدخراتنا وأصبحت أنا مهدداً بالسجن نظرا لعجزي تسديد الديون التي علينا ، ووالدي مهدد بالطرد من المستشفى نظراً لعدم قدري على تسديد ما تبقى من فواتير المستشفى حيث وقد دفعت للمستشفى أكثر من (200,000) مئتين ألف ريال منذ حوالي أسبوعين) ..
الطفل مراد له حكايته البائسة هو الأخر سرقه السرطان من بين ألعابه البسيطة في فناء منزلهم الشعبي ومن أروقة مدرسته قصة سنروي تفاصيلها لاحقاً. ولنعد إلى أسرة محمد والمرض اللذان أصبحا رفيقان لايفترقان فالأطباء نصحو الأسرة بنقل المريض تلقي العلاج في الخارج الأمر الذي ضاعف من معانات الأسرة التي تعاني من عدم قدرتها على الإيفاء بمتطلبات علاج أبنها المرقد في إحدى مستشفيات العاصمة صنعاء ،فكيف وقد طلب منهم نقله إلى العلاج في الخارج .
الأسرة قالت والسكان المحليون أكدوا ل(المنتصف نت )أن الدولة لم تقدم أي مساعدة ل محمد وأسرته منذ ابتلاءها بهذا المرض الخبيث في العام 2005م حتى اللحظة . وناشد سكان المنطقة وزير الصحة العامة والسكان الدكتور /أحمد قاسم العنسي وأصحاب الأيادي البيضاء والخيّره ،والضمائر الحية بمساعدة الأسرة في علاج أبنها المريض المرقد في مستشفى الاستشاري في الستين بالعاصمة صنعاء ومعالجته على نفقة الدولة والوقوف على حالة تلك الأسرة.