تصدر عن أجسامنا بين الحين والآخر بعض الأصوات الغريبة وغير الطبيعية، حيث نكتفي بالاستغراب عند سماعها، غير أننا قد لا نعيرها أي اهتمام يُذكر، ونستمر في حياتنا كأن لم نسمعها، وإن كنا في بعض الأحيان نشعر بشيء من القلق الذي يعتقد الأطباء أن له ما يبرره.
ويعتقد الأطباء أن هذه الأصوات قد تكون إشارات يطلقها الجسم للفت انتباهنا، بأننا نتعرض لأمور قد تكون جسيمة صحيا.
في هذا الإطار، أورد موقع “بابا ميل” المتخصص في الجوانب الصحية، ما وصفه بأنه أكثر 10 أصوات شيوعًا في جسم الإنسان، مع بيان إن كانت الحاجة ضرورية لزيارة الطبيب جراء سماع هذه الأصوات.
أولا: أصوات تكسّر تصدر من الركبتين والكاحلين :
تُسمع هذه الأصوات عند مد الرجلين فجأة أو طيهما في حركة حادة لدى الاستعداد للمشي أو الجلوس. في حين أن ثلاثة أمور تتسبب في صدور هذه الاصوات وعادة ما تكون طبيعية حيث تلتصق الأوتار في المفاصل أثناء الحركة، أو بسبب انفجار فقاعات هوائية صغيرة داخل السائل بين المفاصل، أو بسبب انحراف بسيط في موقع المفاصل. عندما يتقدم العمر تظهر هذه الأصوات بوضوح أكثر حيث إن مفاصلنا والغضاريف بطبيعة الحال تتأثر بالعمر وتبلى، ومع ذلك وطالما أنها غير مصحوبة بألم فهي لا تنذر بوجود مشاكل طبية. وللتخفيف من تكرار هذه الظاهرة يُنصح بالقيام ببعض التمارين البسيطة التي من شأنها أن تعمل على “تشحيم” أطراف الركبتين والكاحلين. لكن متى تكون زيارة الطبيب ضرورية؟، يجيب موقع “بابا ميل” قائلا إن كانت هذه الأصوات مصحوبة بألم او تورم أو تيبس في المفاصل، فقد يكون ذلك إشارة إلى التهاب المفاصل او تلف في الأوتار أو حتى تمزق في غضروف الركبة.
ثانيا: قرقرة في المعدة :
عند سماع هذه الاصوات يُعزى السبب في العادة إلى الجوع، وعادة ما تسمع هذه الأصوات بين الوجبات عندما يصيب الجهاز الهضمي بعض التشنجات، و قد تكون الأصوات عالية أحيانا. لكن ليس بالضرورة أن توحي هذه الأصوات إلى الجوع، بل قد تشير إلى أن الجهاز الهضمي يواجه بعض المشاكل والصعوبات في هضم بعض أنواع الطعام الغنية بالنخالة، كما قد يكون السبب هو مرور السوائل خلال الجهاز الهضمي. لذا ينصح ألا نسرع في تناول الطعام فور سماع هذه الأصوات، بل فقط نتناوله حالة الشعور بالجوع. وتكون زيارة الطبيب ضرورية في هذه الحالة، يرى موقع “بابا ميا” أنه عندما تصاحب الأصوات انتفاخات وآلام في المعدة خاصة إن سُمع صوت قرقعة الماء عند الضغط على المعدة، فقد تشير هذه الأعراض إلى زيادة في تشابك الأمعاء أو حتى انسدادها مما يتطلب الخضوع لعملية جراحية.
ثالثا: طنين أو أجراس في الأذنين:
نُباغت في بعض الأحيان بصوت عال متواصل ومزعج في الأذنين يعرف بالطنين، ثم يختقي بعد بضع ثوان أو دقائق. مصدر هذا الصوت ليس خارجيا إنما هو داخل الدماغ، ويسمع على شكل أصوات عندما يصدر الدماغ إشارات كهربائية، في حين لا يعتبر ذلك إشارة إلى أي أمراض أو ضرر حقيقي. قد يكون المتسبب في هذا الأمر قضاء أوقات طويلة في بيئة صاخبة جدا إضافة إلى الضغوط والتوتر وقلة النوم والإفراط في تناول الكافايين. ولمحاولة التقليل من هذه الظاهرة ينصح بتغيير نمط الحياة باستخدام سدادات الأذنين والتخفيف من تناول الكافايين واللجوء إلى الراحة والنوم. متى تكون زيارة الطبيب ضرورية عند سماع هذه الأصوات؟ في حين استمر الطنين لفترة طويلة، وأصبح عاليا وتمركز في أذن واحدة، فقد يكون أحد أعراض الإصابة بالتهاب في الأذن أو أي عطب آخر مثل نظام السمع، في هذه الحالة قد تكون هناك حاجة للاستعانة بسماعات او الجراحة، وفق ما أجاب موقع “بابا ميل”.
رابعا: أصوات تشبه التكسير أو النقر في الكتفين:
قد تُسمع أصوات تشبه التكسير في الكتفين عند تحريك أو رفع الأيدي إلى الأعلى، فلا داعي للقلق إن كانت الأصوات غير مصحوبة بألم، فالسبب هو احتكاك العضلات أثناء الحركة بمفصل الكتف. كما أنها إشارة إلى التقدم بالعمر، فتكرار حركة رفع الذراع مثلا لرمي كرة أو لتناول أي غرض من الرف، قد يتسبب في حدوث التهاب في الأربطة أو تمزق في الغضروف. في هذه الحالة، متى تكون زيارة الطبيب ضرورية؟ يُنصح بزيارة أخصائي علاج طبيعي إذا ما صاحب الحركة ألم عميق في مفصل الكتف، فهناك العديد من أنواع الالتهابات بمفصل الكتف والأربطة أو تمزق الغضروف.
خامسًا: أصوات في الفك:
توجد بين الفكين أقراص من ألياف النسيج العظمي لتساعد على فتح وإغلاق الفم بيسر وسلاسة، فقد يطرأ تغيير على هذه الأقراص خاصة في حال تعرضها للتمدد وعندها قد تصبح مقعرة وتتسبب في إعاقة فتح الفم. عندها يتحرك الفك السفلي في الأجزاءالمقعرة وينحرف عن المسار الطبيعي، عندها لا داعي للقلق فهذا عادة ما يكون للحظات، كما قد تحدث هذه الحالة بسبب الضغط على الفكين أثناء النوم. متى تكون زيارة الطبيب ضرورية؟ في حال عدم المقدرة على فتح الفم أو إذا كانت هذه الأصوات عالية وحادة.
سادسًا: صفير أو تكسير أثناء تحريك جذع الجسم للأعلى:
:أثناء تحريك الجذع للأعلى قد تسمع أصوات تصفير، لا داعي للقلق فهذه ظاهرة طبيعية عندما يخرج الهواء من الرئثين او المعدة، كما أنه لا حاجة لتغيير وضع التمرينات الروتينية التي تقوم بها أو حتى لوقفها. وتكون زيارة الطبيب ضرورية في حال ملاحظة صعوبة في التنفس، فإن ذلك قد يكون بسبب بعض المشاكل في جهاز التنفس، في حين ينصح من يعاني من أمراض الربو بعدم أداء هذه التمارين.
سابعًا: أصوات تكسير في الكوع:
تصدر هذه الأصوات من احتكاك العضلات ببعضها البعض، حيث قد تنشأ مشاكل مكيانيكية في حركة الكوع، إضافة الى استهلاك الكوع،هناك العديد من المتلازمات والاضطرابات التي قد تسبب الخشونة في الكوع وتزيد من حدوث الأصوات. متى تكون زيارة الطبيب ضرورية، طبقا لما قال موقع “بابا ميل” فإنه إذا صاحب الأصوات ألم أو إذا كان هناك شعور بأن الكوع لايتحرك، ما يشير لوجود التهاب في الغضروف أوفي أعصاب الكوع.
ثامنًا: أصوات عالية أثناء النوم :
كما هوالحال بالنسبة للطنين، فهذه الأصوات الداخلية يوعز بها الدماغ وتسمعها الأذنان. هناك ظاهرة أخرى مقلقة تحصل في الدماغ وهي “متلازمة الرأس المنفجر”، وتحدث أثناء النوم العميق حيث تسمع فجأة أصواتًا مثل دوي الرعد العالي، ما يتسبب في التنبه من النوم بحالة ذعر شديد. من مرت عليهم هذه الظاهرة وصفوها بأنها أشبه بإطلاق الرصاص والألعاب النارية أو مثل التصفيق الحاد، قد تكون هذه الظاهرة مزعجة لكنها ليست مؤذية ، وسببها ما زال مجهولا. إحدى النظريات تقول إنه عندما يستعد الجسم للنوم يتولى الدماغ مسؤولية إيقاف تشغيل كافة أجهزته المختلفة، مثل أعصاب السمع والبصر والحركة، وإذا تعرض جزء من هذه العملية للخطأ فعندها تُغلق كافة أنظمة الدماغ في وقت واحد، ما يتسبب بحصول الضوضاء المفاجئة. هذه الظاهرة لا تعتبر شائعة لكنها تحدث لمن هم فوق سن 50 سنة، وطبقا لمن أصيب بها فإنها ناجمة عن القلق والإجهاد والتوتر وقلة ساعات النوم.
تاسعًا: الصفير في الصدر أثناء السعال:
يظهر هذا الصوت عنما نعاني من انسداد في مجرى التنفس، سواء كان ناتجا عن العدوى والحساسية أو ضيق في التنفس، ويتسبب هذا الصوت في الضغط على الهواء ويصعب عنده الزفير أثناء السعال. هذا الصوت يجب أن يفحص عند الطبيب، حيث إنه غير اعتيادي وغير طبيعي، وإذا استمرت الحالة لأكثر من 4 أسابيع خاصة بعد الإصابة بالرشح ولم تتحسن، فعندها من المحتمل أن تتطور لتصبح التهابا رئويا أو ربوا.
عاشرًا: سماع دقات القلب بشكل واضح :
في حال الشعور أثناء اليوم أو قريبا من موعد النوم بصوت دقات القلب بوضوح، يتحتم التقليل من تناول الكافايين أو الذهاب في عطلة للاسترخاء. هذه الظاهرة تتسبب في تدفق الدم بصورة أقوى من الطبيعي، في حين أن الإفراط في تناول الحلويات وشرب الكحول أو الكافايين أو الإجهاد والقلق، يمكن أن يتسببا أيضا في حدوث الظاهرة. يتساءل موقع “بابا ميل” متى تكون زيارة الطبيب ضرورية في هذه الحالة، ويجيب أنه إذا تكرر حدوث الحالة فهذا يعني أنها بسبب مشاكل في تدفق الدم وهو من حالات أمراض القلب الخطيرة ، وقد تكون مؤشرا لحالات أخرى مثل الضغط على سائل العمود الققري، الذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بحالات في منتهى الخطورة وقد تتطور للإصابة بالعمى.
