اهتمت الصحف الأوربية الصادرة اليوم الخميس بجملة من المواضيع من بينها خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في برلين والأمطار والفيضانات التي ضربت فرنسا، ورفض الطعن الذي تقدم به سيلفيو برلسكوني في قضية "ميدياست"، علاوة على تقنين القطاع البنكي في المملكة المتحدة والإصلاح الإداري في إسبانيا والوضع في سورية.
وهكذا أفادت الصحف السويسرية والهولندية أن خطاب الرئيس الأمريكي الذي ألقاه اليوم في برلين، بعد مرور خمسين عاما على خطاب مماثل لجون كينيدي، يأتي في سياق سعي أوباما لمضاعفة الجهود الرامية إلى التقليل من حدة التغير المناخي، وهو ما أذكى شكوك الألمان خاصة وأن برنامج الرصد الالكتروني لواشنطن يبقى هو الأخر مصدر قلق بالنسبة لهم. وتطرقت صحيفة (تراو) الهولندية إلى الوعود التي أطلقها أوباما بشأن إغلاق معتقل غوانتانامو الشهير، مضيفة أن الرئيس الأمريكي شدد على ضرورة تجاوز "عقلية الحرب"، مع ضرورة التحلي باليقظة إزاء أي تهديد إرهابي. وفي فرنسا، اهتمت الصحف المحلية بنجاعة وفعالية نظام الإشعار بالأخطار المناخية والجوية، وذلك عقب الأمطار الطوفانية التي ضربت مؤخرا الجنوب الغربي للبلاد. وقد سلطت يومية (لوفيغارو) الضوء على الصعوبات المتعلقة بتوقع هذه المخاطر، خصوصا وأن العواصف المطرية ومسارها وحدتها كانت تتحرك وتتغير بسرعة كبيرة. من جهتها، أفادت يومية (لوبريسيان) نقلا عن وزير البيئة قوله إنه يجب مراجعة طرق الوقاية من الفيضانات، وذلك على ضوء الأضرار الفادحة التي تكبدتها عدة مناطق بجنوب غرب البلاد. وفي إيطاليا، حظي موضوع رفض المحكمة الدستورية الطعن الذي وجهه رئيس الوزراء السابق، سيلفيو برلسكوني، لإلغاء إدانته بتهمة التهرب الضريبي في إطار محاكمة "ميدياست". أما في بريطانيا فطالبت صحيفة (الاندبندنت) الحكومة البريطانية بتعزيز الإطار القانوني والتنظيمي الخاص بالقطاع البنكي الذي يعد قاطرة الاقتصاد الوطني. ونددت الصحيفة باستمرار كبار قادة ومسيري الأبناك البريطانية في الحصول على تعويضات ومنح مالية ضخمة بالرغم من المشاكل التي تسببوا فيها للاقتصاد البريطاني، مشيرة في هذا الصدد إلى تلاعبهم في نسب الفائدة المرجعية في السوق المالي الدولي في إطار ما عرف بفضيحة (ليبور). ودعت (الاندبندنت) إلى متابعة مسيري الأبناك المتورطين في عمليات التلاعب أمام القضاء، في وقت اعتبرت صحيفة (الغارديان) أن مثل هذا التوجه لا يعد الحل الأمثل لمشاكل القطاع، مشددة على ضرورة القيام بإصلاح عميق للقطاع البنكي الذي يحتل صدارة الأنشطة الاقتصادية في بريطانيا. أما صحيفة (الديلي تلغراف)، فأشارت من جانبها إلى أن الاقتصاد المحلي يسير في طريق الانتعاش واستعادة عافيته بالرغم من النقاش الدائر حاليا بخصوص إصلاح القطاع البنكي. وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى تصريحات وزير الاقتصاد والمالية جورج أوزبورن التي أكد فيها أن المملكة المتحدة في طريقها للخروج من الأزمة الاقتصادية التي شهدتها منذ سنة 2008. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف المحلية بالتدابير المتخذة من قبل الحكومة لإصلاح الإدارة العمومية، حيث كتبت يومية (إي بي ثي) أن هذا الورش الإصلاحي الذي أطلقه أمس الأربعاء رئيس الوزراء، ماريانو راخوي يروم بالأساس خفض عجز مديونية الدولة، وفق ما طالب به الاتحاد الأوربي. وأضافت الصحافة أن هذا الإصلاح يتضمن أكثر من 200 مقترحا لها دخل مباشر بالإدارة العمومية والحكومات المحلية والمستقلة، بهدف تحقيق المزيد من الكفاءة في عمل الإدارات العمومية. أما يومية (الباييس)، الناطقة باسم حزب العمال الاشتراكي المعارض، فقد اعتبرت أن راخوي يسعى لكسب الدعم لخطته الرامية إلى إصلاح الإدارة والتي من المتوقع أن تتم المصادقة عليها غدا الجمعة من قبل مجلس الوزراء. وفي ألمانيا، كتبت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) في تحليلها لمحتوى خطاب أوباما، أن الرئيس الأمريكي عكس في هذا الخطاب رغبته الكبيرة لتحقيق الديمقراطية في العالم، إلى جانب دعوته إلى نزع السلاح النووي، ومكافحة تغيير المناخ والفقر، وتكريس السلام والحرية والعدالة والتعاون.
من جانبها كتبت صحيفة (ماركيشه أود تسايتونغ) أن أوباما دعا أمس روسيا إلى الموافقة على تخفيض الأسلحة النووية بنسبة الثلث و"هذا الأمر كان سيحدث ضجة لو وقع في أيام الحرب الباردة لكن في الوقت الحاضر فالترسانات النووية لكلا البلدين لا تشكل خطرا على السلام العالمي لأن العالم تغير، ولم يعد ينقسم إلى كتلتين".
وذكرت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) أن أوباما تغاضى الحديث عن واحد من المواضيع الرئيسية ويتعلق الأمر بالحرب التي تشنها بلاده الأولى عبر القتل الذي يستهدف شعبا أو جزءا منه من خلال التحكم عن بعد بطائرات بدون طيار، التي وفقا لأوباما، هي حرب ضد الإرهاب، رغم أن المسألة اليوم لا تتعلق بأسلحة الدمار الشامل، أما الجزء الآخر من الحرب على الإرهاب فهو غير دموي، لكنه مشابه وذلك بتجريد الشعب من حقوقه الديمقراطية عبر التنصت ومراقبة اتصالاته الشخصية.
في سياق آخر، ذكرت صحيفة (كوميرسانت) الروسية أن الحكومة السورية والمعارضة تجاهلت البيان الختامي الصادر عن قمة مجموعة الثماني، على اعتبار أنه لا يتضمن أي خطوة لتسوية النزاع.
نفس الصحيفة أشارت إلى دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما روسيا إلى خفض أسلحتها النووية إلى حد كبير، مبديا استعداده لخفض الترسانة النووية الأميركية أيضا إلى نفس الحد.
أما يومية (روسيسكايا غازيتا) فقد أبرزت أن البرلمان السويسري رفض مشروع قانون يفرض على المصارف السويسرية كشف المعلومات الخاصة بحسابات الأجانب لديها، بناء على طلب من الدول الأجنبية، مضيفة أن مبادرة وزارة المالية السويسرية قسمت السياسيين إلى فريقين، فريق منهم يتحدث عن إجراءات قسرية يجب اتخاذها تحت ضغط الولاياتالمتحدةالأمريكية وفريق آخر يعتبر ذلك ضربة قوية للتقاليد السائدة منذ عدة قرون، بل وحتى للسيادة الوطنية.
في تركيا، تطرقت الصحف المحلية إلى العلاقة بين هذا البلد والاتحاد الأوروبي، خاصة على ضوء الاحتجاجات بميدان "تقسيم"، وذلك في أفق التدشين لفصل جديد في مفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوربي.
وفي هذا الصدد، اهتمت العديد من الصحف بتصريحات الوزير التركي المكلف بالعلاقات مع الاتحاد الأوربي، والمتعلقة بتصويت كل من هولنداوألمانيا والنمسا على فتح مرحلة جديدة في مسلسل انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي.
وفي معرض تعقيبه، أبرز الوزير التركي، وفق ما نقلته يومية (حريت) أن ''تركيا ليست بحاجة إلى الاتحاد الأوروبي، بل إن الاتحاد الأوروبي هو الذي في حاجة إلى تركيا''.
وخلصت يومية (تودايز زامان) أن تركيا تطمح لكي يكون لها مكان في الاتحاد الأوربي، إلا أن علاقاتها مع الاتحاد تشنجت وتدهورت أكثر خصوصا عقب الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.