شكل قرار مجلس الدولة الفرنسي القاضي برفع الحظر على زراعة الذرة المعدلة وراثيا وتوصيات صندوق النقد الدولي للاقتصاد الإسباني والوضع في بعض البلدان العربية بعد مرور عامين على "الربيع العربي" وتخفيضات الإنفاق العام في إطار ميزانية 2014 في البرتغال وقضية فتح تحقيق بخصوص الحملة التي تستهدف المهاجرين ببريطانيا، أهم المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحف الأوربية الصادرة امس السبت. وهكذا، كتبت صحيفة "لوفيغارو" أن قرار الحكومة الفرنسية بشأن الذرة، يعيد فتح النقاش حول الكائنات المعدلة وراثيا في فرنسا، مشيرة إلى أن الاتحاد العام لمنتجي الذرة يطالب بإطلاق حوار عام بخصوص هذه القضية. وأوضحت أن التنقيب عن الغاز الصخري، الذي كان مثار احتجاج اليوم شكل موضوعا ساخنا آخر بالنسبة للرئيس الفرنسي، وكتبت أن العاملين في صناعة الطاقة، الذين لا يفهمون لماذا تحرم فرنسا نفسها من مصدر من مصادر النمو وفرص التشغيل، يقومون ببيع المزيد من خدماتهم إلى الخارج.
وأثارت صحيفة "ليبراسيون" تنقل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى أحد الأحياء القروية لإطلاق سياسة المدينة، وأوردت تصريحا له في هذا الشأن قال فيه إن "سياسة التخطيط وسياسة المدينة، تهم مجموع الأراضي الفرنسية، فليس هناك تفضيل لأحياء على أخرى".
ومن جهتها، استحضرت صحيفة "لو باريزيان" حركة تنقل المصطافين خلال شهري يوليوز وغشت، مشيرة إلى أن نهاية هذا الأسبوع ستسجل تنقل أربعة ملايين زائر وعربة في الطرقات الفرنسية وأن اليوم يصنف في الخانة السوداء بالنسبة للذهاب والحمراء بالنسبة للإياب.
وتحت عنوان 'الفوضى العربية"، كتبت الصحيفة البلجيكية "لوسوار" أن الآمال التي ولدتها ثورات الشعوب العربية منذ عام 2011، تبدو بعيدة المنال، حيث لم تصل أية حركة بعد إلى العهد الجديد الذي تحلم به.
"لقد أفسحت الثورة مجالا لعدم الاستقرار"، تقول ذات الصحيفة، مبرزة أن سورية أصبحت ساحة معركة واسعة وأن الوضع في مصر مرشح للتحول إلى حمام دم، متسائلة عما تبقى من الربيع العربي وعما إذا كانت آمال المتمردين، الذين لم يتمكنوا أو لم يدركوا كيف ينظمون أنفسهم داخل تشكيلات سياسية، قد أجهضت.
أما الصحف البرتغالية، فركزت اهتمامها على موضوع التخفيضات في الإنفاق العام في إطار الموازنة العامة للدولة لعام 2014 وتقديمها إلى مجلس الوزراء قريبا، حيث أكدت أسبوعية "إكسبريسو" أن الحكومة تخطط لتخفيض الإنفاق العام بحوالي ملياري أورو، في الوقت الذي التزمت فيه أمام الترويكا بتخفيضه إلى 3.6 مليار أورو بهدف احترام أهدافها المالية.
وأشارت إلى أن هذه المدخرات متوقعة في مشروع إصلاح الدولة الرامي إلى الحد من الإنفاق العام من 4.7 مليار أورو، مبرزة أن هذا المشروع المثير للجدل، نوقش على نطاق واسع خلال الاجتماع الربع سنوي الأخير الخاص بمخطط التقويم الصادر عن الترويكا، والذي عبر فيه وزير المالية السابق، فيتور غاسبار، عن غضبه.
من جانبها، اعتبرت أسبوعية "سول'' أن اثنين من التدابير التي يرومها إصلاح الدولة، والمتصلة بتمديد ساعات العمل لموظفي الخدمة المدنية والنظام الجديد لإعادة التدريب في مجال الخدمة العامة، تم عرضهما على رئيس الجمهورية ليقرر في مسألة إصدار قوانين بشأنهما أو إحالتهما على المحكمة الدستورية للبت في قانونيتهما.
وتطرقت الصحف البريطانية إلى الحملة التي استهدفت مؤخرا مراقبة هويات المهاجرين ببريطانيا، مشيرة إلى فتح تحقيق برلماني بخصوص مدى قانونية هذه العملية التي أثارت ردود فعل قوية من طرف المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الانسان.
كما تناولت موضوع الانتعاش القوي لسوق العقار في بريطانيا بسبب ارتفاع عمليات شراء المنازل الجديدة من طرف الرعايا الأجانب ولاسيما القادمين من ماليزيا والصين وسنغافورة وهونغ كونغ.
وحذرت صحيفة (الغارديان) من أن "دخول الرعايا الأسيويين، ولاسيما من الطبقة المتوسطة، في صراع ضد الساعة من أجل اقتناء مساكن جديدة في لندن، وهو ما يمكن أن يشكل فقاعة عقارية ويهدد برفع الأسعار وتحقيق مآرب المضاربين".
ودعت صحيفة (الفاينانشال تايمز) رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلوسكوني إلى الاستقالة من مجلس الشيوخ، وذلك في أعقاب صدور حكم نهائي ضده بالسجن لمدة أربع سنوات، من بينها ثلاث سنوات يشملها العفو، بسبب قضية التهرب الضريبي المتعلقة بشراء امبراطوريته التلفزيونية (ميدياسيت) لحقوق البث.
وشددت صحيفة (الاندبندنت) من جهتها على ضرورة خروج برلوسكوني من المشهد السياسي الإيطالي بشكل نهائي والاستقالة من عضوية مجلس الشيوخ بسبب مشاكله مع القضاء.
من جانبها، ركزت الصحف الإسبانية اهتمامها على توقعات وتوصيات صندوق النقد الدولي بشأن اقتصاد البلاد، حيث كتبت يومية (إلباييس) أن صندوق النقد الدولي دعا إسبانيا إلى خفض الأجور بنسبة 10 في المائة من أجل خلق مناصب الشغل وتقليص معدل بطالتها القياسي، مضيفة أن الصندوق توقع، أيضا، نموا بطيئا وصعبا للاقتصاد الإسباني إلى غاية سنة 2018.
وأضافت اليومية أن الصندوق أوصى، أيضا، الحكومة الإسبانية بخفض الإنفاق في قطاعات رئيسية مثل الصحة والتعليم.ومن جهتها، كتبت يومية (إلموندو) أن صندوق النقد الدولي يتوقع معدل بطالة يزيد عن 25 بالمائة من الساكنة النشيطة إلى غاية عام 2018 إذا ما لم تشرع الحكومة في خفض الأجور.
وذكرت اليومية أن الصندوق شدد، في التقرير الذي أعدته بعثة زارت إسبانيا، على أنه "يتعين أن تمضي الإصلاحات قدما، وذلك بالرفع من المرونة الداخلية داخل الشركات، والحد من الازدواجية، وخلق فرص الشغل للعاطلين عن العمل".
أما يومية (أ بي سي) فلاحظت أنه بعد سنوات من الركود، ستسجل إسبانيا، بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي، نموا ضعيفا في سنة 2015 (0,3 في المائة).
ومن جانبها، كتبت "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية أن استطلاع الرأي الأخير أظهر احتمالات كبيرة ببقاء المستشارة انغيلا ميركل في منصبها لما بعد 22 شتنبر، لكن على أساس ائتلاف مغاير، مشيرة إلى أن تحديات كبيرة تنتظرها خاصة ملفات طائرات بدون طيار، وبرنامج التجسس الأمريكي وخمسة ملايين عاطل عن العمل، التي مازالت تمثل مشكلة في المشهد السياسي.
أما "لايبسيغر فولكتسايتونغ"، فاعتبرت أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يحاول بشكل يائس تغيير نتائج المسح لصالحه وتحقيق أهدافه الانتخابية، وذلك أمام الشعبية العالية التي تتمتع بها المستشارة فيما ترى "دير تاغسشبيغل" أن كل المؤشرات تشير إلى أن أزيد من نصف الألمان راضون عن عمل الحكومة الاتحادية بزعامة ميركل وليس هناك نية للتغيير.
من جهة أخرى، تناولت الصحف تداعيات منح روسيا اللجوء المؤقت لسنودن، حيث عبرت صحيفة "دي فيلت" في هذا الصدد عن اعتقادها بأن هذا القرار ترتب عنه المزيد من البرودة في العلاقات بين موسكووواشنطن.
وأضافت "سنودن قد لا يكون جاسوسا، لكنه تمكن كفرد من توجيه، العلاقة بين موسكووواشنطن. وقد يكون ذلك سبب تغيير موعد زيارة الرئيس أوباما التي كانت مقررة إلى موسكو إلى أجل غير مسمى".
من جهتها، كتبت "هايلبونر شتيمه" أن واشنطن أصيبت بخيبة أمل كبيرة من موسكو بسبب منح اللجوء لسنودن وهذه المسألة مست ثقة واشنطن كقوة عظمى إلى جانب فشلها في إقناع الرأي العام في البلاد بأن سنودن بدعوته لحماية الحريات الفردية، يعتبر خائنا وليس بطلا.
وبروسيا، كتبت صحيفة "ارغومنتي نيديلي" أن أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي طلبوا وقف العمل ببرنامج التنصت الذي فضحه ادوارد سنودن الموظف السابق في الاستخبارات الأمريكية في شهر ماي الماضي، لعدم فاعليته، حسب رأيهم. وتفيد وسائل الإعلام الغربية، بأن وكالة الأمن القومي استجابت لطلب أعضاء المجلس، حيث كشفت النقاب عن عدد من الوثائق التي تنظم جمع المعلومات السرية، مما فسح المجال لهم بالتعرف على مضمون "قانون مراقبة المخابرات الأجنبية" الذي يجبر شركة الهواتف الخلوية على تقديم كل ما يتعلق باتصالات زبائنها.
صحيفة "فلاست" كتبت أنه منذ مدة طويلة تدعو الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، الاتحاد الأوروبي إلى اعتبار "حزب الله" منظمة إرهابية، وهذا ما حدث فعلا في الأسبوع الماضي، حيث أقر الاتحاد الأوروبي رسميا هذا الأمر وضمه إلى قائمة المنظمات الإرهابية، مضيفة أن دولا عديدة كبريطانيا وهولندا كانت قد اعتبرت "حزب الله" منظمة إرهابية منذ زمن بعيد، إلا أن عددا من الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا التي تربطها علاقات متميزة مع سورية ولبنان، كانت تعارض محاولات إضافة "حزب الله" إلى القائمة السوداء للجماعات الإرهابية.