اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، بالتطورات الميدانية المتسارعة في سورية، وبالمساعي الدولية لتقريب وجهات النظر بين فرقاء الأزمة السياسية في مصر، وبآخر التطورات السياسية على الساحة التونسية، وكذا بإطلاق النيابة العامة بميلانو أمرا دوليا بتوقيف فريد بجاوي وحجز 123 مليون دولار من أرصدته البنكية، وبالزيارة التي قام بها رئيس الحكومة المؤقتة الليبية أول أمس الاثنين إلى الجزائر. فبلندن، كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) أن مقاتلي المعارضة السورية اقتربوا أمس من بلدة القرداحة، مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد في منطقة اللاذقية ذات الغالبية العلوية، مكثفين من الضغوط على النظام الذي مني بضربة إضافية مع إعلان المعارضة السيطرة على مطار منغ العسكري في حلب بعد حصار طويل. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (العرب) أن الساحة السورية شهدت أمس تطورا ميدانيا نوعيا، قد يمثل انقلابا هاما لميزان القوى على الأرض، تمثل في وصول الثوار إلى مشارف معقل مهم وذي رمزية لنظام الأسد وطائفته العلوية هو منطقة القرداحة، الأمر الذي من شأنه أن يخفف الضغط على مناطق أخرى في سورية يميل فيها ميزان القوى لصالح قوات الأسد. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الحياة) عن الارتباك الذي ساد وسائل الإعلام السورية الرسمية في أعقاب هذه التطورات، مبرزة أنها جاءت بعد حديث كبار المسؤولين، ومن بينهم بشار الأسد، عن "انتصارات" سيحققها الجيش النظامي.
ومن جهة أخرى، تطرقت الصحيفة إلى إعلان منظمة الأممالمتحدة عن استكمال رئيس لجنة التحقيق في استخدام أسلحة كيماوية في سورية آيك سلستروم وفريقه "استعداداتهم في لاهاي تحضيرا للمغادرة الى سورية"، مبرزة أن الأممالمتحدة تعمل على إنهاء الإطار القانوني واللوجستي للتحقيق بناء على الاتفاق المبرم مع سورية الشهر الماضي.
وفي قطر، أشارت صحيفة (الشرق) إلى سيطرة مقاتلي المعارضة السورية أمس على مطار (منغ) العسكري في مدينة حلب شمال البلاد بعد معارك ضارية مع قوات النظام مستمرة منذ عدة أشهر، مبرزة أن التطورات المتسارعة والعمليات المتلاحقة "تكشف عن جهود نوعية لعناصر الجيش الحر، وخطط مباغتة استندت إليها المعارضة طيلة الفترة الماضية التي شهدت تقدما لقوات النظام، خاصة بعد استيلائها على حي الخالدية في حمص".
ومن جهتها، أكدت صحيفة (الراية) أن الأزمة السورية تتطلب من الجميع الوقوف في وجه "النظام الإجرامي وعزله سياسيا وإيقاف مصادر إمداده بالسلاح حتى تعود سورية واحة أمن وأمان تتسع للجميع دون إقصاء أو قمع مثلما يفعل النظام الحالي".
وفي الشأن المصري، شددت صحيفة (الوطن) على ضرورة سعي طرفي الأزمة في مصر (الإخوان المسلمون والحكومة الانتقالية) "على حوار شفاف يفضي إلى مصالحة وطنية".
وبالأردن، توقفت صحيفة (الدستور) عند التطورات السياسية بتونس، ورد زعيم حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي على مطالب إسقاط الحكومة والجمعية التأسيسية، مشيرة إلى أن "الأمر الذي لم يتطرق إليه الغنوشي، عن سبق ترصد وإصرار، هو أن الشعب الذي يمنح تفويضه لأغلبية حاكمة لفترة زمنية محددة مسبقا، هو ذاته صاحب الصلاحية في سحب هذا التفويض، عند نفاذ الفترة الزمنية أو قبلها".
ومن جهتها، كتبت صحيفة (الرأي) أن "الغنوشي يعترف أن المجتمع التونسي منقسم الآن. ومنقسم ليس بين الإسلامويين والعلمانيين، وإنما بين ائتلافه الذي يضم حزبين مدنيين، وبين المعارضة السياسية بأطيافها الكثيرة. وهو لا يضع خطوطا حمراء في مناقشة أي مطلب من مطالب المعارضة".
وفي الشأن المصري، توقفت صحيفة (السبيل) عند تواصل الحراك الدبلوماسي العربي والأمريكي لحل الأزمة السياسية في مصر مع وصول عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي، جون ماكين وليندزي غراهام إلى القاهرة، في الوقت الذي كثف فيه وزيرا خارجية قطر والإمارات لقاءاتهما مع الفرقاء السياسيين في مسعى لتسوية الأزمة.
وبلبنان، وبخصوص الأزمة السورية، كتبت صحيفة ( النهار) أنه وبعد "أشهر من الانتكاسات التي منيت بها المعارضة السورية على الأرض حول دمشق وفي مدينة حمص بوسط البلاد، أحرز مقاتلو المعارضة تقدما في اللاذقية التي تعتبر معقلا للموالين لنظام الأسد وسيطروا على مطار منغ العسكري قرب الحدود التركية في محافظة حلب".
وخصصت (الحياة) حيزا لذات الموضوع، لتعلق على أن "نظام الأسد يرتبك بعد سقوط منغ والاقتراب من القرداحة "، فيما كتبت (المستقبل) أن مقاتلي المعارضة يقتربون يوما بعد يوم من مسقط رأس بشار الأسد في جبال الساحل السوري بعد سقوط عدة قرى بيدهم على الطريق إلى مدينة اللاذقية، مبرزة أن الثوار باتوا على مشارف قرية عرامو التي تبعد 20 كيلومترا عن القرداحة".
وبليبيا، تداولت الصحف بيان رئيس الوزراء الليبي علي زيدان على إثر الزيارة التي قام بها الاثنين إلى الجزائر والذي أعلن فيه أنه تم الاتفاق مع الجانب الجزائري على تفعيل اللجنة الليبية الجزائرية المشتركة .
وأفاد البيان، حسب الصحف، أن المباحثات التي جرت خلال هذه الزيارة همت "القضايا الراهنة في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام الثنائي، خاصة قضية الأمن وتأمين الحدود وما تتعرض له منطقة الصحراء الكبرى من خروقات من قبل بعض المجموعات التي تشكل خطرا على الأمن بالمنطقة ".
ومن جهة أخرى، تطرقت الصحف إلى اللقاء الذي جمع بطرابلس رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبوسهمين بسفراء دول "مؤتمر أصدقاء ليبيا" إلى جانب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي ونائب رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، مشيرة إلى أن اللقاء بحث "سبل التعاون والتنسيق لتعزيز الأمن والاستقرار ودعم ثورة 17 فبراير، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها الآن، سواء من حيث الوضع الأمني أو السياسي أو الاقتصادي".
كما اهتمت الصحف بقرار المؤتمر الوطني العام تفويض اختصاصات لرئيسه نوري أبوسهمين "لاتخاذ الإجراءات العاجلة والضرورية لاستتباب الأمن في كافة أرجاء التراب الليبي وإنهاء النزاعات والخلافات التي تقع بين المناطق ورأب الصدع ووأد الفتن والقبض على المجرمين وتحقيق سيادة القانون".
وبالجزائر، خصصت صحيفة (جريدتي) صفحتين كاملتين لموضوع صدور أمر دولي بتوقيف فريد بجاوي، الذي تعتبره العدالة الإيطالية الذراع الأيمن لوزير الطاقة والمناجم الجزائري سابقا شكيب خليل المتابع قضائيا، وحجز 123 مليون دولار من أرصدته البنكية، حيث جاء في افتتاحية الصحيفة بعنوان "فساد تحت الرعاية الرسمية"، أن "العدالة التي تضرب بيد من حديد بحق "حراكة" غامروا بحياتهم للهروب من جحيم البطالة، وتكشر عن أنيابها ضد لصوص الهواتف النقالة (... ) لا تفعل شيئا مع فضائح سوناطراك والأشغال العمومية وبارونات المخدرات والمقاولات والمشاريع الوهمية والمغشوشة التي تعاد في كل موسم على حساب الخزينة العمومية وبميزانيات ضخمة".
وتابعت "ليست العدالة وحدها هي المشلولة أمام ما يجري من طوفان للفساد دفع قضاء دول أجنبية للتحرك ضد فاسدين جزائريين يترددون على بلادهم تحت حماية من "جهات عليا" (...)، وإنما الدولة الجزائرية بدورها غائبة فلا الرئيس موجود يمارس مهامه، ولا المؤسسات التشريعية في مستوى بلد مثل الجزائر، ولا الأجهزة الأمنية تتحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان".
ومن جهة أخرى، أفادت صحيفة (روبورتير) بأن حرب الطرق بالجزائر خلفت منذ مطلع شهر رمضان أزيد من 500 قتيلا، وذلك استنادا لإحصائيات الدرك والشرطة والحماية المدنية. وقالت إن "الجزائر تظل من بين عشرة بلدان في العالم تعرف أكبر عدد لحوادث السير، حيث تسجل بها ما بين 4 آلاف و4500 قتيل سنويا