على طريقة (ما فيش حد أحسن من حد) بالمثل الشعبي العامي، فإن أصواتاً بدأت تتصاعد لمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جائزة نوبل للسلام، تقديراً لجهوده الأخيرة في درء شبح الحرب عن سوريا، على غرار جائزة الرئيس الأميركي باراك أوباما. ووجَّه رئيس صندوق التعليم لعموم روسيا سيرغي كومكوف رسالة للجنة "نوبل" الجمعة، تدعو إلى منح الرئيس الروسي جائزتها للسلام تقديراً لجهوده في إرساء السلام داخل روسيا، ودعمه الحثيث لجهود التسوية السلمية للنزاعات الدولية. وتعليقاً على هذه الدعوات اعتبر إيغور كوروتشينكو، رئيس تحرير مجلة "الدفاع الوطني" الروسية، عضو المجلس المجتمعي لدى وزارة الدفاع الروسية أن الرئيس بوتين بات اليوم أحد أكثر الشخصيات السياسية نفوذاً في العالم، وأن جهوده لحلِّ النزاعات العسكرية والسياسية بالوسائل السلمية تستحق "اعترافاً دولياً". لكن كوروتشينكو لفت إلى أن "لدى لجنة نوبل تفضيلات سياسية وتقييمات غير موضوعية، لا تستند لمساهمة ودور هذه الشخصية السياسية أو تلك في إعلاء الشأن الإنساني". وأشار كورتشينكو، حسب تقرير ل(أنباء موسكو) إلى أن لجنة نوبل "ارتكبت خطأ" بمنح الرئيس الأميركي بارك أوباما جائزتها للسلام، وقال: "الولاياتالمتحدة مهتمة بالمقام الأول بتمرير مصالحها كدولة عظمى، وأحياناً توحي تصرفاتها بأنها شرطي العالم".
نزع نوبل من أوباما إلى ذلك، قالت صحيفة (كومسومولسكايا برافدا) الجمعة أن 750 مواطناً فرنسياً وقَّعوا عريضة ناشدوا فيها الرئيس أوباما التنازل عن جائزة نوبل للسلام لصالح الرئيس بوتين، معتبرين أن أوباما يسعى جاهداً إلى إقناع الكونغرس الأميركي بشن حرب جديدة، وأن جيشه غارق في المستنقع الأفغاني، وأن العراق يعاني تبعات الحرب الأميركية عليه. وتشير العريضة إلى أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، هو الوحيد الذي لا يرى أن جهود أوباما تهدف إلى تلبية الأطماع الاقتصادية للولايات المتحدة وتبرير تضخيم الميزانية العسكرية ولا تدعم السلام. وذكرت الصحيفة أن عملية التصويت على هذه العريضة على شبكة الإنترنت ستدوم 5 أشهر. يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان أخذ في مقال نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) الخميس الماضي كيف أنه يدعو للحرب وهو حائز على جائزة نوبل للسلام؟.