قيل عن الهيكلة في اليمن أكثر مما قاله اليهود عن هيكل سليمان.. كلام كثير، وكبير، وكان لها خطط وتكاليف ضخمة، ولم لا فالعرب يسمون المرأة الضخمة هيكلة.. واليوم كثير من الأخبار والمعلومات تشير إلى أن هيكلة الجيش، وهيكلة الشرطة، أو وزارة الداخلية، فيها خلل، والحزبية هي أبرز مظاهر الخلل، وأسوأ من الحزبية تسلل الإرهابيين إلى مؤسستي الدفاع والأمن. تلك الأخبار والمعلومات تشير إلى ضرورة إخضاع الهيكلة إلى التعشيب، لاقتلاع النبتات الطفيلية من حقلي الدفاع والأمن.. وإليكم قليل من كثير. فهذا العقيد فيصل الخياط يقدم استقالته من وظيفة نائب مدير البحث الجنائي في محافظة إب احتجاجا على تغلغل الحزبية والتعامل الحزبي في إدارة الأمن.. وهذا ليس الوحيد، فمن بعده، استقال المقدم نجيب عنتر مدير دائرة الأموال بالبحث الجنائي، ولذات السبب.. الحزبية.. وهذا لم يحدث إلا بعد هيكلة وزارة الداخلية.. ولكي يفرج عن سجين في إدارة أمن مديرية قفل شمر بحجة عليه أولا أن ينتسب تنظيميا إلى حزب الرشاد.. وقالوا: هيكلنا وزارة الداخلية! العميد محمد المقالح مدير أمن محافظة الحديدة ألغى اشتراك إدارته في صحيفة 14 أكتوبر، بدعوى أنها تنشر أخبارا غير سارة عن جماعة الإخوان المصرية، وبفضل هيكلة وزارة الداخلية، صار لدينا متعصب حزبي برتبة عميد، ووظيفته مدير أمن، ويتعصب حزبيا للجماعة الإخوانية المصرية، ومن أجلها يخاصم صحيفة يمنية. واحد من رجال تنظيم القاعدة الذين شاركوا في محاولة اغتيال رئيس الجمهورية، المحاولة المعروفة بشارع الستين، كان ضمن الجنود المرابطين حول بيت الرئيس، وكانت مهمته إبلاغ الخلية الإرهابية بتحركات موكب الرئيس.. وقالوا هيكلنا الجيش. جنديان في القوات الجوية كانا ضمن خلية القاعدة التي هاجمت حافلة الجوية، وقتلت ذلك العدد من الضباط والجنود.. وقالوا هيكلنا الجيش.. قائد الخلية الإرهابية التي هاجمت بريد مديرية السبعين للسطو على ما فيه من أموال لتمويل العمليات الإرهابية، ضابط في الشرطة العسكرية، وقالوا هيكلنا الجيش. أساس الهيكلة تحرير مؤسستي الجيش والداخلية من الحزبية، لكي تكونا محايدتين ووطنيتين، وكل ما سبق يشير إلى أن الأمور لم تسر على ما يرام.. وإلا كيف نبرر تلك المظاهر.. مدير أمن محافظة ولاؤه لجماعة الإخوان، ومن أجلها حار صحيفة وطنية، ومسئولين أمنيين في محافظة أخرى يستقيلان بسبب المضايقة الحزبية والقرارات الحزبية داخل مؤسسة أمنية، وإرهابيون تسللوا إلى داخل الجيش ووظيفتهم قتل رجال الجيش.