تضاربت الأنباء بشأن الكهرباء، وكأن الحكومة تريد أن تغطي فشلها بنُكتة، ليتندَّر الشعب اليمني عليها وينسى مأساته المزمنة مع الظلام الذي جاءت به الحكومة.. من هذه النُّكات التي جادت بها قريحة وزير الكهرباء تركيب أبراج خشبية.. أنا لا أفهم في الأمور الفنية للكهرباء، ولا أدري ما هي الحكمة من ذلك.. فالأبراج الحديدية لا تصمد أمام وابل الرصاص العوشاني والكلفوتي والدماشقي، فكيف ستصمد أبراج خشبية!! ربما تكون هذه الفكرة أسهل للمخرِّبين.. فبدلاً من ضرب الأبراج بالرصاص، كما يفعلون الآن، سيقومون بإحراق الأبراج الخشبية، وهذا أسهل وأقلُّ تكلفة من الرصاص الذي يمطرون به الأبراج الموجودة. النكتة الثانية هي استيراد أبراج متنقِّلة.. من سمع منكم عن أبراج متنقِّلة؟ أو من رأى منكم في أحلامه أبراجاً كهربائية متنقلة.. ربما أن هذه الفكرة مضمونة، لأن الأبراج المتنقلة ستهرب من المخربين، وستكون مزوَّدة بجهاز استشعار عن بُعد.. فبمجرد أن يأتي كلفوت إلى البرج ليضربه سيقوم البرج المتحرك بالهرب، وربما يدفن رأسه في التراب!! قد تتفتَّق قريحة وزير الكهرباء عن فكرة عمل أبراج متنكِّرة، تتلوَّن بلون البيئة التي هي فيها، في حال صادفها خطر، أو اقترب منها مخرِّب.. المهم أننا سننتظر الأبراج المتنقِّلة التي ستعمل بدون أسلاك، يعني كهرباء بلوتوث، أو كهرباء واير لِسْ. الحاصل أن هناك وزير داخلية ينام ملء جفونه عن شوارد القتلة والمجرمين.. كما كان المتنبِّي ينام عن شوارد صوره الشعرية ليشغل النقاد والشعراء.. ووزير كهرباء مشغول بعقود الطاقة، والأبراج المتنقلة والخشبية.. ورئيس وزراء عاجزٌ عن فعل شيء.. إلى أين تسير اليمن!!