كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى أن الإدارة العامة للأدلة الجنائية تفتقر للكادر الطبي وبعض الأدوات اللازمة لإجراء فحوصات الDNA لأعضاء تنظيم القاعدة الذين تمت إحالتهم ليلة أمس للإدارة العامة. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إنه تمت إحالة (5) جثث لأعضاء تنظيم القاعدة، ممن شاركوا في الهجوم على قيادة المنطقة الثانية مطلع الأسبوع الماضي، لإدارة البحث الجنائي في العاصمة صنعاء وذلك لإجراء فحوصات ال DNAلمعرفة هويات بعض الجثث. وقال المصدر الأمني -الذي حبذ عدم ذكر اسمه- إنه تم التعرف فقط على جثة القيادي خالد سعيد باطرفي فيما البقية مجهولة وتنتظر الفحوصات الطبية. وأشار المصدر الأمني إلى أن الإدارة العامة للأدلة الجنائية تفتقر للكادر الطبي المؤهل لإجراء الفحوصات الدقيقة ومن ضمنها فحوصات الDNA، موضحا أنه في حالات نادرة جدا والتي تتطلب إجراء مثل هذه الفحوصات فإنه يتم استقدام فريق طبي من ألمانيا. وأضاف: تصلنا جثث أخطر العناصر الإرهابية تباعا وهناك العديد من الجثث التي يعتقد أنها تعود لقياديين في تنظيم القاعدة ومن ضمنها جثة يعتقد أنها تعود للقيادي البارز في التنظيم سعيد الشهري لكن لم يتم التعامل مع أي منها إلى الآن. يكتفون فقط بوضعها في الثلاجة وينتهي الأمر. ويرجع المصدر الأمني سبب ذلك إلى ما وصفه بالإهمال والفساد الإداري في قيادة وزارة الداخلية: "هناك إقصاء وإهمال للقيادات الكفؤة التي بمقدورها إنجاز مهام صعبة كتلك، والفاشلون فقط هم من يتصدرون المواقع والأماكن الحساسة." وتعود الجثث -التي أحيلت يوم أمس للأدلة الجنائية- لمجموعة العناصر التي شنت الهجوم على قيادة المنطقة العسكرية الثانية الأسبوع الماضي وقامت بقتل العشرات والسيطرة على المنقطة لمدة يومين قبل أن تتمكن عدد من الوحدات العسكرية والأمنية من تحرير المنقطة وقتل المسلحين الذين ينتمون لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. ويكتنف الغموض ظهور باطرفي بين المسلحين الذين تم قتلهم في الوقت الذي كانت الدفاع اليمنية قد أعلنت القبض عليه قبل عامين. وكانت اللجنة الأمنية في محافظة حضرموت قد رصدت في نهاية عام 2010 مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عن 19 من أعضاء تنظيم القاعدة بينهم عمر سعيد باطرفي. وفي مارس من العام 2011، أعلنت الدفاع اليمنية إلقاء القبض على باطرفي في محافظة تعز وقالت الدفاع اليمنية آنذاك إن باطرفي بالإضافة إلى شخص آخر كانت بحوزتهم مواد لصنع المتفجرات بالإضافة إلى إرشادات لصنع المتفجرات عندما تم إلقاء القبض عليهم في محافظة تعز. وصنفت الدفاع اليمنية آنذاك باطرفي على أنه المسئول الإعلامي لتنظيم القاعدة بالإضافة إلى قيادة الجناح العسكري في التنظيم في كلٍّ من محافظتي أبين والبيضاء. وفي الأحداث الأخيرة التي جرت في المنقطة العسكرية الثانية أعلنت السلطات أن باطرفي وعدداً من عناصر التنظيم هم من قادوا الهجوم المسلح على المنطقة العسكرية وتم بعد ذلك قتلهم في عملية تحرير المنقطة من قبضة المسلحين.