قرأت في الأخبار أن خالد باطرفي واحد من رجال تنظيم القاعدة الذين قتلوا بعد احتلالهم مقر المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا قبل خمسة أيام.. وباطرفي هذا حكايته محيرة، ففي 2010 عين أميرا لتنظيم القاعدة في أبين، وعام 2011 زعم مصدر أمني أن الشرطة اعتقلته في تعز، ثم ظهر ثوريا في تعز نفسها، ثم في ساحة التغيير بالعاصمة، واحتجز لدى الفرقة الأولى مدرع بتهمة المشاركة في مذبحة مارس2011، وفي أبريل نقل إلى السجن الحربي، ويوم 30 سبتمبر 2013 نفاجأ بأنه قاد هجوم المكلا! خالد سعيد باطرفي، هذا، أورد إعلام حزب الإصلاح اسمه ضمن الثوريين الذين أصيبوا أثناء قمع "الأمن العائلي والحرس العائلي" ثوار ساحة التغيير بصنعاء، وذكرت أنه أصيب بالغاز السام، وعنوان إقامته شارع مازدا بصنعاء.. المقصود على الأرجح السكن الخيري لواحدة من الجمعيات الخيرية. وخالد باطرفي هذا، وكنيته "أبومقداد الكندي"، احتجزته الفرقة الأولى مدرع في مارس 2011 مع 13 آخرين بتهمة ارتكاب مجزرة جمعة 18 مارس 2011! ولاحقا قالت قيادة الفرقة الأولى أن باطرفي وبقية المتهمين نقلوا من سجنها إلى السجن الحربي بالعاصمة بمعرفة نيابة استئناف شمال الأمانة، وقالت سلمناهم لهذه النيابة "نظرا لحيادها في ذلك الوقت"! فإذا كانت الفرقة قد قبضت على الثوري باطرفي، ثم سلمته للنيابة، التي كانت محايدة في ذلك الوقت، وأودع السجن الحربي في 16 أبريل 2011، فكيف ومتى ولماذا أخرج من السجن الحربي، وهو المتهم بمجزرة 18 مارس، ومعروف بأنه أمير تنظيم القاعدة في أبين منذ عام 2010، وفي بطنه عشرات الأنفس البريئة؟ قبل أربعة أيام تقريبا من مذبحة مارس2011، قال مصدر أمني مسئول إن أجهزة الأمن ضبطت خالد باطرفي، وعامر اللحجي، في مدينة تعز، وهما في طريقهما إلى اعتصام عصيفرة بتعز، وكانت بحوزتهما أسلحة، وأشياء خطرة، وعرف المصدر الأمني باطرفي أنه المسئول الإعلامي للقاعدة وأميرها في محافظة أبين. ويبدو أن القبض على باطرفي في تعز كذبة من جملة أكاذيب المصدر الأمني، إذ كيف انتقل إلى الحصبة وشارك بعد أربعة أيام في مذبحة مارس، ثم صار بعهدة الفرقة، ولو قلنا إن المصدر الأمني كان صادقا فيما قال، فمعنى هذا أن الأجهزة الأمنية قبضت عليه في تعز ثم تركته يدخل الساحة الثورية التعزية، لأن اسمه ورد في الإعلام الثوري هناك، ثم انتقل لساحة الثوار في صنعاء.