أظهرت بيانات الشركات التي تعمل حالياً في اليمن في استكشاف الذهب أنه خلال الفترة المقبلة، والممتدة من ثلاث إلى خمس سنوات ستكون هناك نتائج مبشرة للاستثمارات العاملة في التنقيب، وأكدت الشركات أنه سيتم إنتاج أول كمية من الذهب بعد استكمال الإجراءات اللازمة لاستخراجه واستغلاله من احتياطي يقدر بأكثر من مليوني طن في منطقتين رئيسيتين بمحافظتي حضرموتوحجة . كما أوضحت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية أن احتياطي الصخور الحاوية للذهب في منطقة الحارقة بمحافظة حجة تقدر بنحو 30 مليون طن بدرجة تركيز 1.6 جرام ذهب في كل طن وفقاً للدراسات الجيولوجية التي نفذتها شركة كانتكس الكندية. وأكد مسئولو شركة (دبليو . سي . بي) الاسترالية لمناجم الذهب، وكانتكس الكندية للتعدين إمكانية إنشاء منجم عالمي للذهب بمنطقة الحارقة في المديرية، مشيرين إلى أن الشركة نفذت خلال الأعوام الماضية، تقييم أنشطة استكشافية، وجاءت النتائج مبشرة بإمكانية التوسع في تلك الأنشطة والانتقال إلى مواقع أخرى، وخاصة بعد أن أكدت الدراسات والاستكشافات الميدانية وجود كميات كبيرة من المعادن في المنطقة. ويرى جيولوجيون أن استغلال مثل هذه الاستثمارات بشكل أمثل سيؤدي إلى تغطية جزء كبير من الطلب في السوق المحلية وكذا التصدير إلى الخارج. ويؤكد محمد أحمد الدبعي – ممثل شركة ثاني دبي للتعدين التي تستثمر في مجال التنقيب عن الذهب في اليمن – أن هناك نتائج مبشرة لاستكشاف واستغلال الذهب في المنطقتين اللتين تعمل فيهما الشركة والتي تمتلك موقعين للتنقيب والاستكشاف في كل من وادي شرس بحجة ووادي المدان بحضرموت. وأشار الدبعي إلى أن عملية التنقيب ما زالت جارية بالمنطقة الأولى بحجة، بينما وصلت العملية الجارية بوادي المدان بحضرموت إلى مرحلة حصر الكمية المتواجدة والمقدرة بحوالي 600ألف طن في كل طن حوالي 7جرام من الذهب، موضحاً أن مرحلة الحفر تتواصل في المنطقة، وقد قامت الشركة بتغطية وتوسيع للمنطقة والمناطق المجاورة . ويؤكد أن الشركة تسعى لرفع الاحتياطي إلى أكثر من مليوني طن بعد ما انتهت من مرحلة التنقيب، وتعمل حاليا بمرحلة التقييم ويشدد على أن اليمن تمتلك بيئة جيولوجية واعدة مناسبة للذهب. ويكشف الدبعي أن استثمارات الشركة تصل إلى حوالي مليون دولار في المنطقتين وخلال الفترة الممتدة من ثلاث إلى خمس سنوات ستكون هناك نتائج مبشرة ببدء عملية الإنتاج. صعود الذهب إلى الواجهة خلال السنوات القليلة الماضية يجعله السلعة الأكثر طلبا وانتشارا في الأسواق العالمية، وطبقا للخبير الجيولوجي فؤاد عبدا لله عبيد فإن الذهب يمر حاليا بمرحلة ازدهار نتيجة لتذبذب أسعار الدولار المرتبطة بشكل كبير بأسعار الذهب، وقلة المعروض من هذا المعدن النفيس، ورغبة العالم في التعامل مع الذهب كملاذ آمن للاستثمار بالإضافة إلى الاتجاه الكبير لتحويله لعملة، واتجاه دول كبيرة مثل الصين والهند لشرائه بكميات كبيرة وهو ما أدى إلى تزايد وتيرة الاستثمارات في هذا المجال . وأضاف الخبير الجيولوجي أن هناك طلبا واسعا واحتياجات متزايدة للذهب محليا وخارجيا، وهو ما يجعل الاستثمارات هامة ومجدية في هذا الجانب المتعلق بالتنقيب عن الذهب واستخراجه. ويؤكد أن بلادنا تمتلك فرصة كبيرة لإحداث نهضة كبيرة في استخراج الذهب وإنتاجه وتغطية السوق المحلية والتصدير إلى الخارج؛ نتيجة للثروة الهائلة من المعادن الفلزية المنتشرة في اليمن. وأكد عبيد أن هذا النوع من الاستثمارات يحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة وتسهيلات واسعة وبنية تحتية مناسبة، وأيضا جهود حثيثة وتعاون كبير من قبل الجميع، وتحتاج أيضا للوقت لأنها تتطلب سنوات للوصول إلى مرحلة الإنتاج. وتم خلال الفترة الماضية اكتشاف مناجم قديمة للذهب في كل من محافظات الجوف وصعدة وشبوة ، وأكدت وجود كميات اقتصادية من هذا المعدن تحتاج إلى دراسات استكشافية تفصيلية . وقد تم تحديد 16 منطقة مفتوحة كفرص استثمارية واعدة متاحة في مجالي استكشاف واستغلال الذهب بحاجة فقط إلى اهتمام الجهات المختصة بتذليل كافة الصعوبات والمعوقات أمام هذا النوع من الاستثمارات والعمل على جذب رؤوس أموال ومستثمرين لاستغلالها . وتمتلك بلادنا بيئة جيولوجية واعدة ومناسبة للذهب وبكميات كبيرة خصوصاً المعادن الفلزية كالذهب والفضة والبلاتينيوم في أغلب المحافظات، ويعتبر الذهب من أهم الفرص الاستثمارية الجيدة والمتاحة في اليمن نظراً لوجود مناطق عديدة تحتوي على تمعدنات الذهب. إلا أن الاستثمار في هذا المجال يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود لتهيئة بيئة استثمارية جاذبة لاستقطاب رؤوس أموال ضخمة تعمل على استغلال هذه الثروات الاقتصادية الواعدة.