قالت كالة رويترز إن شعبية جماعة الإخوان المحظورة تتراجع، وأعمال التطرف في مصر تتصاعد، مشيرة إلى العمليات الإرهابية التي وقعت في الفترة الأخيرة وراح ضحيتها العديد من الضباط والجنود، لافتة في الشأن نفسه إلى الهجوم الإرهابي على استهداف وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بمحاولة اغتيال فاشلة، وباستهداف القمر الصناعي الرئيسي في البلاد، وبتفجير سيارة ملغومة قرب مبنى المخابرات الحربية في الإسماعيلية. وأوضحت الوكالة أن انضباط جماعة الإخوان والتسلسل الهرمي جعلها تفوز بالانتخابات الرئاسية التي تلت ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك ودفع الرئيس المعزول محمد مرسي للسلطة، ولكن الآن يُنظر للجماعة بأنها منظمة إرهابية وعدو للدولة. وأضافت أن جماعة الإخوان تدين العنف وتنفي ضلوعها في أي عمل إرهابي، وأنها ملتزمة بالاحتجاج السلمي، ولكن يبقي السؤال: من وراء العمليات الإرهابية التي تشهدها البلاد؟، فلقد نمت الجماعات المتطرفة عقب الإطاحة بمبارك وبدأت تنفذ هجمات إرهابية منذ الإطاحة بمرسي في 3 يوليو الماضي من قبل الجيش، واستهدفت قوات الشرطة والجيش من قبل المتطرفين الذين أخذوا سيناء مرتعاً للإرهاب والتطرف لهم بسبب الاضطرابات التي شهدتها البلاد. من جهتها قالت مصادر أمنية ووسائل إعلام مصرية إن أربعة من رجال الأمن لقوا حتفهم في شمال مصر وجنوبها الاثنين والأحد في عمليات إطلاق نار تكرس شكلاً جديداً من الهجمات منذ إطاحة الجيش بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في الثالث من يوليو. وقتل ثلاثة رجال شرطة فجر الاثنين في هجوم شنة مسلحون مجهولون عليهم بمدينة المنصورة في دلتا النيل، بحسب ما أفادت مصادر أمنية. وقالت المصادر إنه "في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين هاجم مسلحون مجهولون ملثمون قوات الأمن المتواجدة بكمين جامعة المنصورة وقاموا بإطلاق النار عليهم". وأضافت أن ثلاثة من رجال الشرطة قتلوا في هذا الهجوم. وقالت صحيفة اليوم السابع المصرية إن حالة من الاستنفار الأمني تسود محيط كمين جامعة المنصورة، مشيرة إلى تعزيزات أمنية وإغلاق المداخل والمخارج المؤدية لمكان الحادث. ونُقلت جثث القتلى إلى المستشفى، فيما يتم تمشيط المناطق المحيطة بحثاً عن المهاجمين. وتضاعفت الهجمات على قوات الشرطة والجيش في مصر منذ قيام الجيش بعزل مرسي إثر تظاهرات حاشدة طالبت برحيله. وكانت الهجمات تتركز في بداية الأمر في منطقة شمال سيناء، ولكنها امتدت أخيراً لتشمل مناطق أخرى في مصر خصوصاً منطقة الإسماعيلية (على قناة السويس). وتعرَّض وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم لمحاولة اغتيال قرب منزله في القاهرة في سبتمبر الماضي. وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس، وهي مجموعة جهادية على صلة بالقاعدة تتخذ من سيناء مقراً، مسؤوليتها عن محاولة اغتيال وزير الداخلية في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة. من جانبها، ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن مسلحين قتلوا شرطياً وأصابوا آخر الأحد في هجوم بالرصاص بإحدى قرى محافظة سوهاج جنوبي القاهرة. وقالت الوكالة نقلاً عن مصادر أمنية إن سيارة شرطة تحرس عربة لنقل الأموال تعرضت للهجوم خارج قرية العتامنة التي تبعد نحو 400 كيلومتر عن العاصمة. وأضافت "تبيَّن من التحريات قيام أشخاص من المنتمين للتيارات الإسلامية بقرية العتامنة والمؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي بإعداد كمين لسيارة الشرطة، وإطلاق وابل كثيف من رصاص بنادقهم الآلية" على أفراد الشرطة في السيارة. إلى ذلك تزايدت أمس حدة الاشتباكات بين قوات الشرطة وطلاب جامعة الأزهر المنتمين لجماعة الإخوان المحظورة الذين حاولوا التسلل إلى ميدان رابعة العدوية.