يواجه صناع الفخار بالطرق التقليدية في اليمن تراجعا كبيرا في الإقبال على منتجاتهم، وتتزايد صعوبة المعيشة للحرفين في هذا المجال مع قلة الإقبال ونقص الدخل. وذكرت أم رائد -التي تعمل في هذه الحرفة في قرية صغيرة بالقرب من مدينة إب- أن الحرفي ينتج ما بين 30 و40 قطعة من الفخار يوميا وينتظر شهرا حتى تجف قبل أن يسويها في أفران بدائية. وقالت: "نعمل باليوم 30 أو 40 قطعة فخار ولما يجهزن شهرا، يتم حرقها بالحطب." ويعمل عبدالغني ناجي -40 عاما- في صنع الآنية من الفخار منذ نعومة أظافره، وقال ناجي: "نبيع هذا المدر ونسنفيد منه بستر الحال.. لا أكثر زعم أن احنا نستطيع أننا نبني أو نعمر.. ولكن من أجل نستر حالنا لأن ماشي عمل خارجي أو عندنا مهنة أخرى." حرفي آخر من أهالي القرية يدعى عبده محمد أحمد حصل على شهادة جامعية من كلية التربية بجامعة إب قبل 13 عاما ولم يجد عملا في التدريس منذ ذلك الحين فاضطر للعمل في صناعة الفخار، قال "طبيعي أي إنسان ما يزعلش. أنت يوم تبذل 12 سنة تدرس وما تحصلش وظيفة، أي إنسان ما يزعلش؟ طبيعي أننا نزعل. بس أيش تعمل، مابش بديل." وقال أمين عبده أحمد -60 سنة- إنه يعمل في صناعة الفخار منذ وقت طويل لكنه لم يحصل منها إلا على ما يلبي حاجته الضرورية. وذكر أحمد أن الحرفي لا يحقق ربحا يذكر من عمله في صناعة الفخار لكن التاجر الذي يبيع الإنتاج يحقق ربحا وفيرا. وقال: "اللي يبيعوا بأيديهم بالأسواق يستفيدوا واللي يسبروا (يصنعوا) مابش فائدة." ويمر اليمن حاليا بمرحلة انتقالية، ويقول البنك الدولي إن تعافي الاقتصاد اليمني بطيء وعرضة للخطر، ويبلغ عدد سكان اليمن 25 مليون نسمة ثلثهم يعيش على أقل من دولارين في اليوم بينما تقدر نسبة البطالة بنحو 35 في المئة تزيد إلى 60 في المائة بين أبناء الجيل الجديد. وتشير بيانات البنك الدولي إلى أن نسبة الفقراء في اليمن زادت من 42 في المئة عام 2009 إلى 54.5 في المئة في عام 2012.