دان المؤتمر الشعبي العام أعمال العنف في محافظة صعدة وعلى وجه الخصوص ما يحصل في دماج بين جماعتي السلفيين والحوثيين، ومن يدعمها لتصفية حساباته. وعبر مصدر مسئول بمكتب رئيس المؤتمر الشعبي العام في بلاغ صحفي –تلقت "اليمن اليوم" نسخة منه- عن أسفه لهذه الثقافة التعصبية التي تحصد أرواح الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ. وجاء في التصريح أن مثل هذه الأعمال مرفوضة جملة وتفصيلا. معتبراً أي مساعدة من قبل أي فصيل أو قوى سياسية لأي طرف من الأطراف خيانة وطنية. ودعا مكتب رئيس المؤتمر جميع الأطراف المتصارعة إلى تحكيم العقل وإعلاء مصلحة الوطن والشعب على الجماعات والفئات بمختلف أنواعها، والتسليم بدور ووظيفة الدولة على ما عداها. كما دعا الدولة اليمنية والحكومة إلى القيام بواجباتها ومسئولياتها الدستورية والقانونية وإحلال الأمن في جميع أرجاء الجمهورية اليمنية، ومحاسبة كل من يخالف توجيهات الدولة. ميدانياً استمرت المواجهات أمس بضراوة في جبهتي (دماج وكتاف) استخدم فيها الطرفان مختلف أنواع الأسلحة. فيما تشهد محافظة الجوف نذر مواجهات. وقال مصدر سلفي ل"اليمن اليوم" إن الحوثيين واصلوا أمس قصفهم على دماج بالأسلحة الثقيلة ما أسفر عن مقتل 4 من طلاب دار الحديث. وفي جبهة كتاف قال ذات المصدر إن المواجهات مستمرة وأن مسلحي الحوثيين كانوا قد سيطروا على ثلاثة مواقع قبل أن يستعيدها مقاتلو (حلف النصرة). وأضاف: كان الحوثيون قد تمكنوا من السيطرة على مواقع (المجزعة، والحلة، والصبين) غير أن مقاتلي (حلف النصر) استعادوا السيطرة عليها وأجبروا مسلحي الحوثيين على الانسحاب منها. من جهته قال مصدر حوثي ل"اليمن اليوم" إن من أسماهم (التكفيريين) في كتاف شنّوا هجوماً بمختلف الأسلحة -التي قال إنها خرجت من معسكرات الجيش- من الجهة الجنوبية لكتاف باتجاه (الزبيرات) وقطعوا الطريق الرئيسي فارضين حصاراً على المنطقة. وفي دماج قال ذات المصدر إن من أسماهم (التكفيريين القادمين من دول العالم) واصلوا قصفهم من جبل البراقة تجاه القرى القريبة منه من جهة الجنوب الغربي ما أسفر عن سقوط 9 من أنصار الله (الحوثيين) بين قتيل وجريح. وفي محافظة الجوف أبلغ "اليمن اليوم" مصدر قبلي رفيع أن استعدادات من قبل الطرفين الحوثيين والسلفيين لفتح جبهة جديدة هناك. وقال المصدر إن مسلحين تابعين للسلفيين تمركزوا عصر أمس في مديرية الخلق وقطعوا الطريق المؤدية إلى صعدة واحتجزوا عشرات القاطرات. وأشار ذات المصدر إلى أن الحوثيين من جهتهم عززوا من تواجدهم في الساعات الأولى من مساء أمس في منطقة (براقش)، لافتاً إلى أن الوضع محتدم وينذر بفتح جبهة جديدة. وفي حجة اجتمعت قيادات سلفية معروفة في مديرية عبس بعدد من شيوخ القبائل. وقالت مصادر قبلية ل"اليمن اليوم" أن عددا من الحافلات المحملة بالمسلحين من أتباع التيار السلفي وصلت إلى المديرية عبر الطريق الساحلي، مشيرة إلى أن معظم المسلحين قدموا من محافظتي الحديدة وتعز. إلى ذلك وصف عضو الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام، الشيخ صغير بن عزيز موقف الحكومة ب(المخجل). وقال بن عزيز ل"اليمن اليوم": "الحكومة للأسف الشديد لم تقم بواجبها في إيقاف الحرب وإنقاذ الجرحى، وهذا موقف مخجل من حكومة مفترضة تجاه شعبها". داعياً "المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن إلى المبادرة في إنقاذ الأطفال والنساء وإسعاف الجرحى المحاصرين في دماج". وعن ادعاء الحوثيين تدخل وحدات من الجيش التابعة لما كان يسمى (الفرقة) في المواجهات لصالح السلفيين وكذا ادعاء حزب الإصلاح تدخل وحدات ما كان يسمى (الحرس الجمهوري) لصالح الحوثيين، قال بن عزيز: "هذا كلام غير صحيح، وإشاعات ممجوجة". وأضاف: "جهود الإصلاح في تدمير الجيش مستمرة ولم تتوقف والحوثي من جهته ومن خلال هذه الادعاءات يحاول إفشال نشر القوات المسلحة في كافة المواقع في دماج الذي يأتي ضمن آلية الاتفاق الرئاسية التي وقع عليها الطرفان في سبتمبر الماضي". وقال الشيخ صغير بن عزيز مستهجناً موقف حزب الإصلاح: "لا يوجد مقاتل واحد من جماعة الإخوان (الإصلاح) في دماج، وإنما هم يتباكون على السلفيين ويريدون القضاء على الحوثيين ولكن بغيرهم". وزاد: "الإخوان يريدون إشعال الفتنة التي يكونون هم بعيدين عنها". واختتم بن عزيز تصريحه بالقول: "لو كان الحصار الجائر على دماج واقعا على جماعة الإخوان في أرحب لهب مقاتلوهم من كل قرية".