قرابة نصف مليون مغترب يمني يجري ترحيلهم من الجارة السعودية في ظروف غير إنسانية أبرزها حسب شكاوى مرحلين التعرض للضرب والإهانة والتسفير على ناقلات حيوانات..فضلاً عن شكاوى من قطع الأكل والماء ومصادرة ما في الجيب من شظايا فلوس.. .وباستثناء التساؤل عن حق الجوار والشراكة في الدين واللغة والإنسانية فإن اليمني الذي يجوع ويهان في بلده فيقرر الهجرة تحت ظروف غير قانونية هو مسؤولية قيادة بلده التي أوصلته حد المجازفة في ذرع القفار للتسلل إلى بلاد الغير ثم ذرع الصحاري للهرب بجلده من جحيم الترحيل القسري وما يرافق ذلك من ظروف تتورم وتتشقق فيها الأقدام. . والذي يحدث في اليمن أننا أمام حكومة لم تكرم نفسها فأهانتنا وأهانت شعباً تفاءل بالتغيير نحو الأفضل فإذا هو يعاني من حكومة ترفع شعار "الخجل مرفوع وطز في الشعب الموجوع والوطن المخدوع "..ودائماً إذا لم تستح فاصنع ما شئت. . قبل يومين تابعت برنامجاً حول المرحلين اليمنيين من السعودية فاحترمت فيه نبرة الانفعال الحزين للمذيعة سمية القواس وأشفقت فيه على صديقي المهذب راجح بادي المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة وهو يحاول الدفاع عن حكومة فاشلة وفاسدة لم تتصدَ حتى لواجب استقبال المرحلين ومدهم بما تيسر من "الماء والكدم" وهو حال لا أرضاه له ..فيما كان مستشار وزير المغتربين إبراهيم الجهمي في وضع بائس وهو يشكو حاله وكيف أنه لا يستلم شيئاً حباً في الوطن الحبيب "الغالي والمعطاء"..!! . والأمر على أي حال يذكر بالبؤس الذي ارتسم على وجه وزير المغتربين الشيخ اليساري الفندم مجاهد القهالي وهو يشكو داخل مؤتمر الحوار من أنه يغني بجانب الصنجان وأن تقاريره ومقترحاته تذهب مع الريح وهو ما جعل ياسين ابن سعيد نعمان يقاطعه ويقول له: هذا كلام شرحه يطول وأنا هذا الصباح مشغول والحل إما نخصص جلسة حوارية خاصة للمؤتمر أو نلتقي بهيئة الرئاسة ثم يتم عرض نتائج اللقاء على مؤتمر الحوار ..وهو الوعد الذي سيتحقق ربما بعد خراب مالطا وانتهاء ثنائية اختلاط المرحلين قسرياً مع هجمات ملايين الجراد . وأما والترحيل كان معلوماً فإن المعلوم أيضا أن وزارتي المغتربين والخارجية خاضتا حروباً باردة من أجل "المعلوم" من جباية المغتربين لتضيع "المعلومة" القائلة بأن على الحكومة أن تستعد إما بمخاطبة الأشقاء وإقناعهم بحسنة الرحمة لأعزاء شعب أذلهم كبار القوم أو باستقبال المرحلين وتوفير ظروف تسفير واستقبال آدمي. . وأما بعد .. هل عرفتم لماذا أكرر استحضار..من لم يكرم نفسه كرهاً يهان..؟!