لا يزال يوسف القرضاوي "رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، يمارس لعبته في تأليب الناس ضد بعضهم، ودعوتهم للتناحر في ما بينهم، وإصدار الفتاوى والتصريحات من تحت عمامته التي يتكسَّبُ بها، وأصبحت سلعته الوحيدة ووسيلته التي يملأ بها أرصدته في البنوك القطرية. يقول القرضاوي إن من يطيع ما وصفه ب"الانقلاب"، في مصر فقد خرج على شرع الله.. وطبعاً هناك فرق بين "خرج على"، و"خرج عن".. إلَّا إن كان القرضاوي لا يفهم أبسطَ القواعد اللغوية، وهو يدري أن أبسط هفوة لغوية قد تغيِّر المعنى وتحيل الحق إلى باطل. لم يكتفِ القرضاوي بمشاكل مصر الداخلية، بل يدعو الدول الأجنبية للتدخُّل في شئون مصر، مع أن الأمر سيحسم بانتخابات.. ولا أظنه أطلق هذه الفتوى مجاناً ولوجه الله ووجه مصر.. أما المضحك في سخافات القرضاوي هو قوله إن من خرج على مرسي فيُعتبر من الخوارج!! كما دعا أبناء "الطائفة السنية" لمساعدة أشقائهم في قتالهم أبناء الطائفة الشيعية في سوريا، بحسب ما نقله موقعه الرسمي!! وكأن الشيعة ليسوا أشقاء السنة وإخوانهم في الدين والإنسانية حتى يقوم بهذا التصنيف الطائفي البشع المحرِّض على القتل. إن من يدعو إلى القتل باسم الله وباسم الدين هو أقذر من قاتل مأجور.. لأن الله هو الذي وهب الحياة للناس، وليس لأحد أن يسلبها منهم بدعوة طائفية أو فتوى خبيثة. كم هو حامض حديث هذا الرجل، ومقزِّز كبقايا مائدة.. افهموا معنى الدين يا هؤلاء، وكفاكم قتلاً وأحقاداً وتكفيراً، فالله لم يوكل أمر شؤونه إليكم.. كفاكم تشويهاً للدين، فقد نجحتم في إلصاق الإرهاب بالإسلام، وأصبح الإسلام في نظر الآخر عبارة عن فتوى وقتل وتفجير وأحزمة ناسفة.