انفجرت الأوضاع مجدداً بين الحوثيين والسلفيين في الجبهات الأربع (دماج، كتاف، حرض، حاشد) بعد ثلاثة أيام من الهدوء النسبي كانت لجنة الوساطة الرئاسية تمكنت خلالها من نشر مراقبين في مركز الصراع (دماج). وأفادت مصادر محلية متطابقة ل"اليمن اليوم" تجدد المواجهات في دماج الساعة العاشرة صباحاً وبشكل عنيف استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. وأكد المتحدث باسم السلفيين سرور الوادعي مقتل نجل زعيم السلفيين في دماج الشيخ يحيى الحجوري، فيما أصيب شخصان آخرين. وقال الوادعي ل"اليمن اليوم" إن عبدالرحمن يحيى الحجوري "استشهد" بقذائف الحوثيين عندما كان بالقرب من مركز دار الحديث وبجوار لجنة الوساطة. واتهم الوادعي اللجنة التي يرأسها القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني يحيى منصور أبو أصبع بالتواطؤ مع جماعة الحوثي (والعمل لصالحها). وأعلن الوادعي في سياق تصريحه للصحيفة أن اللجنة "لا قبول لها لدينا بعد اليوم" مؤكداً أنهم أبلغوا يحيى منصور أبو أصبع في وقت متأخر من المساء أن اللجنة باتت غير مرحب بها. من جهتهم اتهم الحوثيون السلفيون في دماج بخرق الهدنة. وقال مصدر حوثي ل"اليمن اليوم" إن من أسماءهم التكفيريين قصفوا صباح اليوم –أمس- من جبل البراقة أنصار الله (الحوثيين) في القرى المجاورة، كما قصفوا لجنة الوساطة بقذائف ال"آر بي جي". وفي جبهة حاشد قالت مصادر محلية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قبائل عذر الموالين لجماعة الحوثي ومسلحي العصيمات التابعين لأولاد الأحمر. وذكرت المصادر أن طفلاً يدعى وليد علي هادي أبو شيحة (5سنوات) من أنصار الحوثيين قتل في الاشتباكات التي استهدفت مقاتلي عذر الموالين للحوثي في وادي دنان. وكان مسلحو قبائل عذر (الحوثيون) قد سيطروا على وادي دنان ( إحدى عزل العصيمات) في وقت سابق؛ قبل أن تتوقف المواجهات بنسف منزل الأحمر في دنان وتدخل وساطة قبلية رفيعة يقودها الشيخ كهلان أبو شوارب ونشر مسلحين من أنصاره في مناطق النزاع. وقالت المصادر أن مسلحي أولاد الأحمر تجمعوا أمس خلف جبل أحفان، استعداداً للزحف على دنان لدحر مسلحي عذر (الحوثيين) منها، وفي إطار ما بات يعرف في عمران ب(حرب رد الاعتبار) واستعادة منزل أولاد الأحمر. وفي جبهة كتاف صعدة وحرضالجوف قالت مصادر محلية إن الطرفين (الحوثيين وحلف النصرة السلفي) تبادلا إطلاق النار بشكل خفيف ومتقطع. إلى ذلك شيع الآلاف أمس الثلاثاء جثمان عضو مجلس النواب الدكتور عبدالكريم جدبان عضو مؤتمر الحوار الوطني، الذي اغتيل مساء الجمعة الماضية في العاصمة صنعاء. التشييع تم وسط حضور شعبي ورسمي وحزبي كبير حيث شارك في التشييع كثير من القيادات السياسية ،والحزبية ، ورجال الدولة ، والعلماء، ومنظمات المجتمع المدني. وأدى المشيعون صلاة الجنازة في جامع القبة بمنطقة الجراف شمال العاصمة، قبل أن يُنقل إلى مطار صنعاء لنقله إلى صعدة، حيث ووري الثرى في مسقط رأسه. وكان البرلماني وعضو مؤتمر الحوار الوطني الدكتور عبدالكريم جدبان قد اغتيل في صنعاء على يد مسلحين مجهولين يستقلان دراجة نارية مساء الجمعة الماضية أثناء خروجه من أداء صلاة العشاء في جامع الشوكاني بشارع القيادة وهو الحي الذي يسكن فيه. وأثارت عملية اغتيال جدبان حالة من الارتباك الواسع في الأروقة السياسية، حيث حظيت الحادثة بإدانات داخلية وخارجية واسعة. على صعيد متصل أدانت أمس وزارة الخارجية الأمريكية تزايد أعمال العنف الطائفي في اليمن، بما في ذلك مقتل عبدالكريم جدبان. وقالت المتحدثة باسم الخارجية جين باساكي، في بيان صدر عن الوزارة أن الولاياتالمتحدة تدين أيضاً الاشتباكات الجارية في شمال اليمن. ودعت كافة الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار والسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول إلى منطقة دماج التي تشهد اشتباكات ، حتى تتمكن من علاج المصابين، كما طالبت كافة الأطراف بالامتناع عن تصعيد التوترات الطائفية في هذه المرحلة الحساسة من الفترة الانتقالية التي تشهدها اليمن. من جهته دعا النائب في البرلمان عن محافظة صعدة والمقرب من (جدبان) الشيخ عبدالسلام هشول زابية إلى إحداث تغيير جوهري وسريع في جهاز الأمن السياسي. وقال زابية ل"اليمن اليوم" (اللواء غالب القمش يرأس جهاز الأمن السياسي منذ 30 عاماً تقريباً، وهو رجل له مكانته ويجب تقديره إلا أن تقدمه في العمر يؤثر بدون شك على أدائه، والمطلوب وأمام حوادث الاغتيالات التي طالت حتى الآن قرابة 300 من أفراد الأمن وعدد آخر من المدنيين خلال العام الجاري، "تشبيب" الجهاز بقيادات شابة تضع حداً لهذا الانهيار). ومن جهة أخرى استعرض مجلس النواب في جلسته أمس تقرير لجنة التربية والتعليم بشأن الشكوى المقدمة من الشهيد عبدالكريم جدبان وزميله الشيخ عبدالسلام هشول زابية قبل شهرين من الآن حول نقل عدد من المعلمين والتربويين من محافظة صعدة إلى محافظات أخرى على خلفية سياسية. وكان جدبان وزابية استجوبا في وقت سابق وزير التربية والتعليم عبدالسلام الأشول بخصوص نقل 600 مدرس من صعدة تحت مبرر مخاوف أمنية. مؤكدين في شكواهما التي نشرتها الصحيفة آنذاك أن عدداً من المدرسين المنقولين لا يزالون في صعدة يمارسون أعمالاً حرة وما تم نقله هو مرتباتهم فقط.