منذ أن كشفت جماعة الإخوان المسلمين الأم في مصر عن وجهها الإرهابي، بدأت الأحزاب والمنظمات المدنية الضغط على الحكومة من أجل وضع الجماعة في قائمة المنظمات الإرهابية، والحكومة نفسها أعلنت في وقت سابق أنها تتجه لجمع الوقائع التي تكفي لاتخاذ مثل هذا القرار، والجماعة تتكفل بإيجاد مبررات هذا القرار، من خلال الوقائع أو الأعمال الإرهابية التي تزايدت منذ سقوط مرسي، وحكم القضاء بحل الجماعة. بحسب معرفتي، هناك دولتان فقط حتى الآن تعتبران الجماعة منظمة إرهابية: هما روسيا الاتحادية والسعودية.. روسيا تعتبر الإخوان جماعة إرهابية منذ 2006، ورسميا حكمت المحكمة الدستورية في 2008 تقريبا بوضع الجماعة في لائحة الإرهاب، وفي أبريل الماضي كان اسم الجماعة ضمن قائمة المنظمات التي تعتبرها وزارتي الأمن القومي والخارجية منظمات إرهابية، وتمثل خطراً على الأمن القومي الروسي.. والثانية هي السعودية التي أدرجت الجماعة في قائمة الإرهاب، بناء على توجيه من الملك حسبما تردد في وسائل إعلامية سعودية قبل شهرين تقريبا. سيكون القرار المصري هو الأهم في هذا الجانب، في حال حدوث ذلك، إذ سوف يشجع دولا أخرى ربما تكون دولة الإمارات في مقدمتها، بينما في الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوربية ستكون هناك مقاومة لأي توجه نحو وضع جماعة الإخوان في قوائم الجماعات الإرهابية، لأن الماسونية والمخابرات ذات التأثير القوي في قرارات هذه الدول لها علاقة بالقيادات الإخوانية التي ارتبطت بالماسونية والمخابرات الدولية، وتنفذ أجندتها. ولكن ذلك لن يستمر طويلا، فالجماعة سوف تدفع الجميع في النهاية إلى الاقتناع بأنها جماعة إرهابية، خاصة بعد أن تستكمل إعادة دمج كل الجماعات الإرهابية المرتبطة بها، وعندما يتضح للجميع أنها أم كل الإرهاب الذي يحدث في العالم.. عندما وضعت روسيا الاتحادية جماعة الإخوان المسلمين في قائمة المنظمات الإرهابية، لم تفعل ذلك إلا بعد أن تأكدت أن الجماعات الإرهابية ذات التوجه الإسلامي التي نفذت العمليات الإرهابية هناك مرتبطة بجماعة الإخوان الأم في مصر. والجماعة في سبيلها إلى إعادة دمج بعض جماعات إرهابية داخل الجماعة من جديد، كما فعلت مع الجماعة الإسلامية، ومع أنصار بيت المقدس، ومع أنصار الشريعة، وغيرها من الجماعات المصنفة بأنها إرهابية، وفي كل مرة تفعل فيها ذلك تقدم دليلا على أنها لا تختلف عن جماعات موضوعة في قوائم الإرهاب الدولية كتنظيم القاعدة، والنصرة، والجهاد، وحزب التحرير، وبوكو حرام، وغيرها.