ما هي حكاية العجلة التي دارت ولن تعود إلى الوراء.. لقد صارت هذه العجلة لازمة من لوازم خطابات وتصريحات بأوزان مختلفة.. * من يكره أن يكون عندنا في اليمن عجلة تاريخية، وأن يكون وراء العجلة قوة دفع رباعية نحو المستقبل.. لقد تعب الناس "لا أقول عزوبية" وإنما تعبوا من انهيارات أمنية واقتصادية وخدماتية، وما يزال حديث العجلة يدور.. فلا ترى إلا انحساراً في الآمال الواقعية وخارطة أحداث "تبكي وتضحك لا حزناً ولا فرحاً ". * ويا أيها المتشيعون بالعجلة التي دارت.. ليس للشعب اعتراض على أن يكون في اليمن عجلة.. لكنه صار يضيق ذرعاً بهذه العجلة التي لا ترفض الدوران إلى الأمام فحسب وإنما تدور إلى الوراء مقتلعة الكثير من الأشجار والآمال، وكأنها شاحنة تصعد نقيل سمارة، فإذا بالفرامل تفقد ذاكرتها متدحرجة من الشاهق.. لا تهتم بميني باص أو بيجوت يسير على عجلاته المنفلتة. * لن أتحدث عن عجلة الحكومة، ولا عن عجلة مؤتمر الحوار، ولا عجلة البرلمان والشورى... وغيرها من العجلات التي وضع الأشقياء تحتها غابة من المسامير على حين غفلة من "بنشري" أغلق محله انتظاراً لفرصة تهريب إلى الجارة الغنية.. ولن أتوقف عند حكومة يجمع فقهاء السياسة والإدارة والقيادة على فشلها، فإذا هي تتحول إلى قضاء وقدر، تمنع حتى دعوة "لكننا نسألك اللطف فيه" وإنما سأتوقف أمام عجلة المستعمر القديم. * لقد رحل آخر جندي قبل 46عاماً، وجاء جنود استوطنوا الفنادق عوضاً عن الخنادق، ولم يتركوا حتى السماء وبدون طيار.. ولو كنت أعرف فن العوم لتحدثت عن الكثير من خبايا وزوايا البحار..! * عام 1967م حمل المستعمر القديم عصا الرحيل، ولكن.. ما هذه العصي التي تسوقنا، وتمارس كل هذه الوصايا الفجة ؟ وأي عجلة جعلت من شهر نوفمبر 2013م موعداً مع العنف ضد الإعلاميين.. ضرب، وسرقة، وتفجير، وحرق، واختراق، ورسائل تهديد.. مجرد مثل بقلم محسوب على مهنة فكيف هي بقية الأوجاع.. * عذراً.. ليس من عاقل يريد أن يحصر نظرته في الجانب الفارغ من الكأس على حساب الجانب المملوء، ولكن.. ما هو الحل والكأس نفسها تحت مطارق التحشيد ضد الوحدة، وضد التسامح، باتجاه معاكس للحركة الافتراضية للعجلة. * عن جد.. نريد أن نحتفل بهذه العجلة، ولكن ما لها لا تدور إلى الأمام، وما لها وهي تتدحرج لا تراعي أن خلفها آباء ينتظرهم أبناء، وشباب لا تستحق أمهاتهم أن يأخذن دورهن في سرادق البكاء على مواجهات ذات نزاعات طائفية تذهب بالعجلة في مسارات تتصادم مع قول من لا ينطق عن الهوى "إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن". * بصراحة..لقد ضاق العقلاء ذرعاً بحال زادت فيه المواجهات والتسول والعجز الحكومي الشامل، فيما أصوات فرق إنشاد الدولة ترفض أن ترشِّد سيولة الكلام عن أطواق النجاة، وصمامات الأمان، ورجال المرحلة الذين ينامون ويستيقظون على حديث العجلة التي ترفض العودة إلى الوراء.. المجد للعجلة.!