أعلن رئيس جنوب أفريقيا أمس تشييع رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا لمثواه الأخير يوم 15 ديسمبر. ونعى زعماء وقادة الغرب، مانديلا، الذي توفي مساء الخميس، عن عمر 95 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض، في الوقت الذي نكست فيه عواصم كبرى في العالم أعلامها حدادًا على «أيقونة النضال والحرية». ووصف رئيس وزراء الهند مانموهان سينج، الزعيم الأفريقي الراحل بأنه كان مصدر إلهام للهند في صراعاتها، وكتب سينج على حسابه على موقع التواصل تويتر مستشهدًا ببيت شعر: «هنا وهناك.. وبين الحين والحين، يخلق الله عملاقًا من بين الرجال»، مضيفًا: «كان الرئيس مانديلا من هؤلاء العمالقة من الرجال». وقرر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، تنكيس الأعلام في فرنسا حدادًا على الرئيس الجنوب أفريقي السابق، بحسب ما أعلن رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك إيرلوت. وقال إيرلوت، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الصين: إن «الإنسانية بأسرها في حالة حداد. إن فرنسا تشارك في هذا الحداد وهي تقف إلى جانب الجنوب أفريقيين الذين يبكون اليوم هذا الرجل الكبير». ومن جانبه، أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتنكيس الأعلام حدادًا على «مانديلا»، ووصفه بأنه كان «واحدًا من أكثر البشر تأثيرًا وشجاعة على وجه الأرض»، وقال أوباما، وهو أول رئيس أمريكي أسود: إن «أول رئيس أسود في جنوب أفريقيا كان له تأثير هائل على مشواره السياسي، مشيرًا إلى أنه بدأ حياته السياسية في شبابه كمحتج على التمييز العنصري». وأضاف أوباما: «لا أستطيع أن أتخيل حياتي الخاصة دون النموذج الذي وضعه نيلسون مانديلا، وسأظل أبذل ما بوسعي لأتعلم منه طيلة حياتي». ونعى الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، «مانديلا»، قائلا: إنه «كان يتمتع بشجاعة أخلاقية هائلة». وقال بوش، الذي تولى رئاسة الولاياتالمتحدة في الفترة من عام 1989 حتى 1993، وهي الأعوام التي شهدت إطلاق سراح مانديلا من السجن ونهاية نظام الفصل العنصري: «كرئيس، شاهدت في عجب أن نيلسون مانديلا كانت لديه قدرة فائقة على الصفح عن سجانيه بعد 26 عامًا من السجن الخاطئ». فيما كتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، لدى تلقيه نبأ وفاة زعيم جنوب أفريقيا: في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، إنه «انطفأ نور عظيم في العالم»، وأضاف: «كان مانديلا بطلا لعصرنا»، وأمر بتنكيس العلم فوق مقر الحكومة. وقال الأمير البريطاني ويليام دوق كامبريدج: إن «مانديلا كان استثنائياً وملهماً»، وكان ويليام يشاهد العرض الأوروبي الأول لفيلم عن حياة الرئيس الجنوب أفريقي الراحل في لندن عندما انتشر نبأ وفاته، مضيفاً: «لقد كان خبراً حزيناً للغاية ومأساوياً»، مقدماً تعازيه الحارة لأسرة الزعيم الراحل. وبعث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بأحر التعازي إلى أسرة «نيلسون مانديلا» وشعب جنوب أفريقيا، قائلا: إن «مانديلا كان عملاقاً من أجل العدالة وإلهاماً بشرياً واقعياً»، مضيفاً أن: «الكثيرين حول العالم تأثروا بكفاحه الذي اتسم بنكران الذات من أجل الكرامة الإنسانية والمساواة والحرية.. لقد لمس حياتنا بطرق شخصية عميقة». كما نعى قادة الاتحاد الأوروبي الرئيس الجنوب الأفريقي الأسبق نيسلون مانديلا، حيث وصفه رئيس التكتل هيرمان فان رومبوي بأنه «أحد الشخصيات السياسية العظيمة في عصرنا». وكتب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، يقول: «لقد غير مانديلا مسار تاريخ شعبه وبلاده والقارة والعالم.. تعاطفي مع أسرته وشعب جنوب أفريقيا». وقال رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز: «فقدت جنوب أفريقيا اليوم الأب، وفقد العالم بطلا». مضيفًا: «لقد كان مناضلا وزعيما ومصدرا للإلهام بالنسبة للكثير من الناس». وقالت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف: إن «مانديلا واحد من أعظم شخصيات القرن العشرين وقاد بعزم وذكاء واحدة من أهم عمليات التحرير في التاريخ الإنساني المعاصر لإنهاء التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا» أما وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت، فقالت على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «مانديلا علمنا جميعًا أن التسامح أقوى من الكراهية، أفضل طريقة لتكريمه هي الاقتداء به».
أما الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو، فقال: «كان نيلسون مانديلا رجلا عظيماً، لم يحمل ضغينة في نفسه مع أنه سجن لفترة طويلة، لقد كان متصالحاً بدرجة كبيرة، ديمقراطي على الحقيقة، أجمع عليه الناس، وسيذكر دوماً في تاريخ السياسة الدولية». وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في بيان لها: «نحن في ألمانيا في حالة حداد مع شعب جنوب أفريقيا على نيلسون مانديلا، كل سنين السجن لم تستطع كسر إرادة نيلسون مانديلا أو تغييره». وقال الرئيس الكوبي راءول كاسترو، شقيق الرئيس السابق فيدل كاسترو الذي ارتبط بعلاقة قوية بمانديلا، «بعميق الأسى، أنقل تعازي القلبية لرحيل نيلسون مانديلا الذي يكن له الشعب الكوبي عميق الإجلال والاحترام». أما كوفي عنان فقال في بيان له على موقعه الرسمي: «لقد فقد العالم قائداً عظيماً، وفقدت صديقاً عزيزاً، لن أنسى أبداً ابتسامته الواسعة وسلوكه اللطيف».