سادتالفوضى محافظة عدن أمس، في أول يوم لتدشين لما تسمى ب"الهبة الشعبية" التيتشهدها المحافظات الجنوبية، تلبية لدعوة وجهها مجلس تحالف قبائل حضرموت. وشلالعصيان المدني الحركة بشكل كامل في عدن لأول مرة منذ سنوات، حيث أغلقت معظم المحلاتالتجارية. يأتيذلك في وقت أعلن فيه الحراك الجنوبي تشكيل لجان شعبية لحماية المؤسسات العامة والخاصة،وسط تنامي المخاوف لدى قادته من استخدام العنف لضرب فعاليتهم السلمية. وقُطعتكافة الشوارع التي تربط مديريات الشيخ عثمان والمنصورة والمعلا، حتى بعد صلاة الجمعة التي دعا عدد من خطبائها أبناءالمحافظات الجنوبية إلى نبذ العنف وعدم الانجرار وراءه، أعقبها مسيرة لأنصار الحراك من المعلا حتى ساحة العروض في مديريةخور مكسر، رفع المشاركون فيها أعلام دولة الجنوبالسابقة وشعارات تطالب باستعادتها. وفيمديرية المنصورة قالت مصادر محلية متطابقةل"اليمن اليوم" إن طفلاً قتل وأصيب ثلاثة آخرون من أنصار الحراك الجنوبيبرصاص قوات الأمن، فيما قطع مجهولون جولة الغزل والنسيج، بعد انسحاب قوات الأمن منها،كما نشروا نقاط تفتيش ترفع علم دولة الجنوب في شارع السجن المركزي، وحاصر العشرات منالمحتجين مركز الشرطة وسط إطلاق نار من قبل الجنود بهدف تفريق المحتجين. كماسمع دوي إطلاق النار على نطاق واسع في أرجاء المدينة. وتبادلالمسلحون إطلاق النار مع قوات الأمن، ومنعوها من رفع تلك النقاط، وحتى لحظة كتابة الخبر،والسجن المركزي لا يزال تحت الحصار، وسط مخاوف أمنية من تهريب سجناء بعد إحباط مخططللقاعدة أمس الأول لتهريب أتباعها. كماتعرض مقر شركة الاتصالات (إم تي أن) في المديرية للرشق بالحجارة من قبل متظاهرين، ما أدى إلى تكسير واجهاتها الزجاجية وأبوابها. وقامآخرون بإحراق سيارة كانت متوقفة أمام بوابة مركز شرطة المنصورة ، كما رشقوا مبنى القسمبالزجاجات الحارقة. وقالمصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن قوات الأمن تصدت لمجموعة من المسلحين حاولوااقتحام ونهب محلات تجارية. وأقامأنصار الحراك الجنوبي في مديرية الشيخ عثمان مهرجانا في ساحة قريبة من جامع النور، وكذا مهرجانا أمامكلية المجتمع في دار سعد وآخر بجوار فندق العمودي بلازا بمديرية المعلا، ناقشوا خلالها برنامج تصعيد الهبة الشعبية خلالالفترة المقبلة. وفيمديرية البريقة التقى شخصيات اجتماعية وناشطون بأهالي المديرية لذات الغرض. كمااقتحم مجهولون مركز شرطة التواهي، ورفعوا على سطحه علم دولة الجنوب، لكن قوات الأمنأرسلت حملة أمنية تمكنت من استعادة المركز وإزالة العلم، بعد أن أطلقت النار بشكل عشوائي. ووفرتتلك الأوضاع الأمنية مناخا مناسبا لنشاط جماعاتمسلحة لم تعرف تبعيتها، حيث أطلق مجهولون قذيفةآر بي جي على قسم شرطة المنصورة وأصابوا جنديين، ناهيك عن أضرار مادية كبيرة بالمبنى . وتعد تلك العملية هي الثانية من نوعهامنذ الأسبوع الماضي. كماهز انفجار عنيف ورشة لصناعة الألمنيوم بمديرية دار سعد، تابعة لأحد أبناء تعز، ويدعى مالك الجرادي، تبينلاحقا أن الانفجار ناتج عن عبوة ناسفة وضعها شخص كان بينه وبين مالك الورشة خلافات على تصليح باب منزل. وأدى الانفجار إلى أضرارمادية كبيرة بالورشة والمباني المجاورة لها. أمافي مديرية البريقة، فقد تطور خلاف بين أسرتينمتجاورتين إحداهما مؤيد للوحدة والأخرى رافضةلها إلى تبادل لإطلاق النار، أدى إلى مقتل شخص يدعى علي عبدالكريم . ووسطتراكم الفوضى واكتفاء قوات الأمن بملاحقة النشطاء، فقد أعلن الحراك الجنوبي عن تشكيل لجان شعبية وأهليةعلى مستوى المديريات، لحماية المنشآت العامة والخاصة. وقالأمين عام المجلس الأعلى ل "الثورة الجنوبية" بمحافظة عدن، العميد حسن اليزيديل"اليمن اليوم" إن اجتماعاً ضم ممثلين عن مكونات الحراك الجنوبي، أقر تشكيلتلك اللجان . كماأشار إلى أن أنصار الحراك سوف يرابطون في الساحات في عدد من المديريات، ناهيك عن استمرارهمفي مسيرات يومية تجوب شوارع المحافظة، موضحا أنه تم استحداث ساحات في مديريتي كريتروالشيخ عثمان، إلى جانب ساحات أخرى في خور مكسر والمنصورة.