شوف الغرابة.. الذين يقسمون اليمن الموحد إلى شمال وجنوب، ثم يقسمون اليمن إلى ست دول تحت شعار "الأقلمة"، بل ويقبلون بما في الوثيقة من ألغام يستكثرون على الناس مجرد أن يقولوا لهم أنتم تمزقون اليمن وتوزعون دمه بين الأقاليم والقبائل. شوف العبط الفكري.. صار من يدافع عن وحدة اليمن- بحيثيات الجغرافيا والتأريخ واتفاقية الوحدة والاستفتاء على الدستور الموحد والمبادرة الخليجية والمواقف الأممية- هو مجرد مدعٍ للوطنية وصاحب هواية في شيطنة الانفصالي والتمزيقي.. يا هؤلاء الذين تريدون لليمن أن يتحول إلى شعبين جنوبيين وأربعة شعوب شمالية.. هل من سبيل لإنكار أنكم تريدون تفكيك البلاد بالعلم والجهل معاً؟ ماذا تريدون من الشعب وقواه الوحدوية أن يقول؟ وما هي اللغة التي تحلمون بسماعها؟ قديماً استنكر الممثل الكوميدي السوري دريد لحام في مسرحية "كأسك يا وطن"، وقال متهكماً: "صار اليمن يمنين ولبنان أربعة"، فماذا يمكن أن يقول غوار الطوشي وهو يرى مؤتمر حوار اليمنيين بعد تسعة أشهر من نقاش أهل بيزنطة يفضي به الطلق إلى تفاوض بين لجنة القضية الجنوبية 8+8 قبل أن تجري عملية التصفية عبر لعبة كراسي موسيقية لم يبق فيها إلا من تم فصلهم وأحصنة طروادة الخشبية ممن لم يعد لديهم ما يخسروه، فوقعوا على تقسيم اليمن، ليس بضوابط واضحة تحقق الفيدرالية والأقاليم وتضمن وحدة اليمن، وإنما تترك الوحدة اليمنية أمام أبواب مخلوعة ونوافذ مُشرَعة على سلالم كل راغب في تهديم البيت والوقوف على تله الخرب.. سبحان الله.. يمزقون اليمن بوثيقة المغربي الأممي بنعمر سيئة السمعة، ثم يقولون للشعب اليمني خليك أسد واقبل بالتشظي، فالذي لم نستطع عمله بالوحدة سنعمله حتماً بالكيانات الانفصالية الستة!! عن جد.. ما هذا المسح لليمن.. ما هذا المسخ للشعب.. وما هذا النسخ المشوه لما في العالم المحترم من تجارب وحدوية فيدرالية. ولو سألت الذين عاصروا ما اعتمل في اليمن خلال القرن الماضي في زمن المستعمر البريطاني وبعده فسيردون عليك بأننا اليوم أمام نسخ مشوه من المشروع البريطاني، الذي اعتبر عدن ذات حكم ذاتي بهيئات خاصة وحصر الوظائف والامتيازات على العدنيين، فكان ما كان من تداعي فرسان الحركة الوطنية للعمل على توحيد سلطنات الجنوب ووضع عدن في مكانها العظيم كمنارة وحدوية وقبلة مدنية وحضارية، والعمل على إعادة تحقيق اليمن في عام 1990م. يريد هؤلاء تمزيق اليمن إلى ستة، بما في ذلك من وضع بذور الصراعات بين الأقاليم والأقاليم وبين ما تبقى من شظايا المركز، ويستكثرون على الشعب وقواه الوحدوية أن يصرخوا من الوجع.. يطبعون ستة مفاتيح لليمن ويسلمونها لكاتب الوثيقة سيئة السمعة ثم يريدون من الشعب أن "يرقص مذبوحاً من الألم"، ويريدون من كل وحدوي أن يغني معهم المعزوفة المشروخة.. تفتيت اليمن خيار استراتيجي!!