بدأت اللجنة الرئاسية الجديدة، بقيادة عبد القادر هلال، أمس توزيع الأدوار بين أعضائها، بغية إخماد الحرب الطائفية بين السلفيين والحوثيين والمستعرة في عدة محافظات للشهر الثالث على التوالي. يأتي ذلك مع توسع المواجهات في محافظة الجوف، حيث يحاصر الحوثيون كتيبة عسكرية والمجمع الحكومي في برط العنان، بداعي السيطرة عليها من قبل السلفيين، فيما تواصلت المواجهات في أرحب ودماج وحاشد. وعقدت لجنة الوساطة الرئاسية في صعدة، والتي تضم أيضا مدير دائرة التخطيط بوزارة الدفاع العميد الركن ناصر الحربي، ورئيس هيئة العمليات بالوزارة ناصر عبد ربه الطاهري، لقاء استمر حتى مساء أمس، بحضور محافظ صعدة فارس مناع، وأعضاء لجنة الوساطة القبلية بقيادة المقدشي، وممثلين عن الحوثيين. وقال عضو لجنة الوساطة القبلية علي الحربي ل"اليمن اليوم " إن الاجتماع ناقش خطوات بدء تنفيذ اتفاق الآلية الرئاسية التي سبق لطرفي الصراع وأن وقعوا عليها قبل عدة أشهر بحضور اللجنة السابقة بقيادة يحيى أبو أصبع، والتي أعلنت مؤخرا قبيل تشكيل لجنة وساطة رئاسية جديدة توصلها إلى طريق مسدود. وتوقع الحربي أن تدخل لجنة الوساطة الرئاسية اليوم إلى دماج لمناقشة تلك الخطوات مع قائد السلفيىن يحيى الحجوري. وأشار الحربي إلى أن اللجنة عقدت لقاءات مماثلة برئاسة اللواء فضل القوسي، قائد القوات الخاصة، بين طرفي الصراع في العصيمات، باعتباره مندوب لجنة الوساطة الرئاسية إلى جبهة حاشد محافظة عمران. في المقابل يجري محافظ حجة علي بن علي القيسي لقاءات مع ممثلين عن السلفيين والحوثيين في حرض، محافظة حجة. ومن المتوقع أن يجتمع أعضاء اللجنة الرئاسية خلال الأيام المقبلة في صنعاء، لبلورة رؤية موحدة لوقف القتال في كافة الجبهات – وفقا لتوقعات الحربي. ميدانيا استمرت المواجهات في دماج بين السلفيين والحوثيين لليوم السابع والثمانين على التوالي. وفي مديرية أرحب بمحافظة صنعاء، أفادت مصادر قبلية عن تواصل الاشتباكات مع توسعها إلى عدة مناطق في المديرية. وأشارت المصادر إلى سقوط حصيلة جديدة من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، ولم يعرف تعدادهم بعد، نظرا لاستمرار الاشتباكات بمختلف الأسلحة. وفي الجوف قال الشيخ محمد صالح عبد، عضو لجنة وساطة قبلية بين الحوثيين والسلفيين في تصريح ل"اليمن اليوم" إن اشتباكات جرت قبيل مغرب أمس على الخط الدولي في منطقة اليتمة، وتحديداً في (خيط الحنشان) أسفرت عن مقتل 2 من الحوثيين وواحد من أنصار السلفيين، قبل أن تتوقف الاشتباكات. وفي الجوف أيضا قال الشيخ حسن أبو هدرة، عضو لجنة وساطة قبلية إن المواجهات بين طرفي الصراع تواصلت لليوم الثاني على التوالي في منطقة سلبة، مشيرا إلى أن كل طرف يحاول السيطرة على جبل حبش الاستراتجي. وأشار أبو هدرة إلى أن المواجهات اتسعت إلى مركز مديرية برط العنان الحدودية مع السعودية، مشيرا إلى أن الحوثيين فرضوا حصارا على كتيبة تابعة لمعسكر القشلة والمجمع الحكومي. وبررت مصادر في جماعة الحوثي حصارها على الكتيبة والمجمع الحكومي بالقول "إن قائد الكتيبة العسكرية سلمها للسلفيين في حين يتحصن مقاتلو الجماعة داخل المجمع الحكومي في مديرية برط العنان" غير أن مصادر سلفية أشارت إلى أن الحوثيين يسعون للسيطرة على المجمع الحكومي وموقع ومعدات الكتيبة العسكرية المرابطة في المديرية.