قال تقرير صادر عن شبكة ا?نباء ا?نسانية "إيرين" إن مرور عامين على بدء عملية الانتقال السياسي الديمقراطي في اليمن لم يحُل دون تعثر مكافحة الفساد في اليمن ، وأن جدول أعمال مكافحة الفساد لا يزال يتصارع مع ثقافة الإفلات من العقاب. وحسب التقرير -حصلت اليمن اليوم على نسخة منه - فإنه على الرغم من الزخم الذي منحه الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي لحقبة الديمقراطية الجديدة، فإن ا?فلات من العقاب يدفع الناس إلى التردد في الإبلاغ عن الفساد خوفاً من فقدان وظائفهم، أو التمويل المقدم من الجهات المانحة، أو ما هو أسوأ من ذلك. ونقل التقرير عن مؤسس منظمة محلية لحقوق الإنسان طلب عدم الكشف عن هويته تأكيده على أن خروج صالح من الحكم خلق عدداً كبيراً من الفرص لجهات فاعلة جديدة لاستغلال الوضع . وقال المتحدث باسم السفارة اليمنية في واشنطن العاصمة محمد الباشا إن المستويات العالية من الفساد التي يشهدها اليمن "هي سمة الفترات الانتقالية" ، موضحة أن اليمن حصل في عام 2013 على المرتبة الحادية عشرة لأكثر الدول فساداً في العالم منذ 11 عاما وفق مؤشر منظمة الشفافية الدولية. وأشارت إلى 42 بالمائة من اليمنيين الذين شملتهم دراسة استقصائية أجراها مركز الاقتراع اليمني في العام 2013 أكدوا أنهم يشعرون بأن الفساد ازداد سوءاً منذ عام 2011 م ، في حين أكد من شملهم الاستطلاع أنهم يشعرون بتراجع أكبر في الوظائف والاقتصاد والخدمات العامة التي تقدمها الحكومة. واعتبر التقرير اليمن دولة يستشري فيها الفساد وهو أحد العوامل الدافعة للحد من تمويل المساعدات الإنسانية ، لافتا إلى تاريخ اليمن الحافل بسوء إدارة المساعدات الخارجية وقدرته المحدودة على استيعاب كميات كبيرة من التمويل تسبب بتباطؤ صرف 7.9 مليار دولار لليمن كان قد تعهد بتقديمها أصدقاء اليمن في العام 2012 ،و معظمها في صورة مساعدات إنسانية وإنمائية. وقال التقرير إن الفساد أعاق مشروعات المعونة وإعادة الإعمار وأن قدرات الاستيعاب والصرف الحالية في اليمن ستسهم في تأخير كبير في تسليم الموارد المتعهد بها لمواجهة الأزمات؛ مما يجعل الجهات المانحة تواجه معضلة لا فكاك منها، مشيرة إلى تأكيد منظمة الشفافية الدولية في تقرير لها على أن هذا التأخير لا يؤثر فقط على أمن ورفاه المجتمعات المحلية المستهدفة فحسب، بل يمكن أيضاً أن يحفز السلطات والشركات المحلية العثور على حلول سريعة غير ملائمة واللجوء إلى الفساد أو الاقتصاد غير الرسمي أو الإجرامي".