الوضع الاقتصادي، إلى أين يتجه؟ وما هي المخاطر التي بدأ يتحدث عنها المستثمرون، وعلاقاتهم مع الجهات الحكومية في ظل حكومة الوفاق؟ تساؤلات وأخرى أكثر أهمية طرحها "اليمن اليوم الاقتصادي" على رجل الأعمال المعروف عبدالله علي السنيدار رئيس مجموعة شركات السنيدار.. في الحوار الآتي: حاوره / يحيى عجلان * كيف تشخص الوضع الاقتصادي في البلاد والى أين يتجه؟ ** باختصار شديد يمكننا القول أننا نسير باتجاه الهاوية جراء الأحوال الاقتصادية والسياسية التي تعيشها البلاد. الاقتصاد الوطني يحتضر وكل مقوماته سيئة وغير مشجعة في بلادنا على الإطلاق خصوصا في الوقت الحالي، لا وجود للأمن ولا استقرار ولا قانون، والموجود حاليا مجرد عصابات هنا وهناك، وهذا كله يمنع من أي توجهات يمكن من خلالها تبني أي قرار اقتصادي وفوق هذا أصبح من الصعب جدا أن تتعامل مع بقية الجهات الحكومية وكل يوم نقول أنها ستفرج ولكن ما يحدث هو العكس. * كيف يمكن الخروج من هذه الأزمات المتلاحقة؟ ** نريد ثورة إدارية اقتصادية شاملة، رئيس الوزراء والوزراء الآن كلهم أصبحوا منتهي الصلاحية ولا يمكن أن يبدعوا أو ينتجوا وكل واحد منهم يخدم مصالحه ومصالح حزبه، لا ندري إلى متى سنظل نلعب سياسة ونهمل الاقتصاد وأسسه المتينة ونعجز عن العثور على طريقة علمية صحيحة تمكننا من استغلال الموارد التي تمتلكها بلادنا، عندنا ثروات كثيرة جدا عندنا الأسماك عندنا الزراعة عندنا النفط عندنا كل المقومات موجودة ولكننا لم نستغلها حتى الآن. ولابد أن يبدأ المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الآن باتخاذ قرارات شجاعة وحاسمه للخروج من هذا الوضع الخطير لكي يستعيد اليمن استقراره وأمنه وتعود عجلة التنمية للدوران بما يخدم ويحقق رخاء البلد، ونحن معه والشعب اليمني كله معه، وعبر هذا المنبر الإعلامي المتميز (صحيفة اليمن اليوم) أطلب من المشير المناضل عبدربه منصور هادي بأن يتنبه لما يدور حوله فهناك لوبي كبير جداً يحاولون إقصاء الجميع وخصوصا الوطنيين الأوفياء والشرفاء وقد جعلوا الرئيس بعيداً عما يجري في الشارع وما يعانيه الشعب من ويلات متعددة وعليه أن يلتفت إلى الشعب ليحس ويسمع ويدرك ما يعانونه. * هل أنتم مقتنعون بالدور الذي قدمه القطاع الخاص في التنمية؟ ** كل المستثمرين يعانون وتواجههم الكثير من العراقيل، ورجال الأعمال مهددون على الدوام فماذا يفعل رجل الأعمال وهو معرض هو وابنه وأفراد عائلته للاختطاف والتهديد المباشر وغير المباشر والجهات المختصة لم تحرك ساكنا ولم تعمل على إيجاد الظروف والمناخ المناسب للتفاعل مع هذه المسائل والاشتراك في معالجتها، فرجال الأعمال أكثر حرصاً من المسئولين على استتباب الأمن واستقرار الوضع في الوطن لأنهم من ينفقون الأموال وبأموالهم يبنون المصانع والمستشفيات والبنوك، هم من يتعرضون للخسائر من الوضع القائم وأملنا كبير في أن تستعيد البلاد أمنها واستقرارها في القريب العاجل، ولم نفقد الأمل، وإن شعر كل واحد منا بمسئوليته تجاه الوطن وجعل مصلحة الوطن فوق كل شيء فسوف تتغير الأوضاع، ولا بد أن نعمل لما فيه مصلحة هذا الوطن. * ماذا يحتاج اليمن ليصبح قويا ومستقراً اقتصادياً واجتماعياً؟ ** يجب أن ننفض الغبار عن أنفسنا وتكون عندنا كرامة وعزة وكبرياء وشموخ ولنبدأ ببناء وطننا واستعادة كرامتنا المهدورة، علماً أن لدينا الثروات، فقط كيف نحسن استغلالها. * هل الدولة الاتحادية والأقاليم هي الحل؟ ** صحيح الأقاليم خطوة جيدة لكننا لسنا مؤهلين لها جيدا لأن التخلف ما يزال منتشرا في أوساط الشعب، فإذا قلت لشخص من مأرب أو الجوف نحن اكتشفنا حقل نفط فسيطالب بالاستقلال بمفرده، ولذلك نحن نخشى أن الفدرالية بأقاليمها ستزيد في تكريس وتعميق النزعات الانفصالية والمذهبية والطائفية لأننا غير مؤهلين.. الفدرالية مناسبة عندما يكون الشعب مثقفا وواعيا وثروات البلاد موجودة لتغطي احتياجات الجميع. وفي الأول الأخير شكل الدولة ونظام الحكم شيء استثنائي إذا ما صدقت النوايا عند أصحاب القرار ببناء وطن جديد، عهد جديد، وميلاد جديد لوطن يسوده الأمن والاستقرار والعدالة والحكم الرشيد واحترام الكفاءات وسيادة القانون. * كلمة أخيرة تود قولها في هذا الحوار؟ ** أتمنى لليمن أن يسوده الرخاء والعدل والاستقرار والمحبة، وأن يكون موطنا آمناً للاستثمار، ويكون لي استثمارات قوية ونافعة للمجتمع الذي أعيش فيه واقتصاد قوي جدا قادر على تطوير المجتمع وتعزيز القيم الإنسانية. وأقول للجميع اتركوا المزايدات والمماحكات السياسية وخلق الفتن المذهبية، فالمخاطر التي تحيط باليمن كبيرة والمؤامرات عديدة وخطيرة فتيقظوا ولنقف جميعا مع استقرار وأمن ووحدة وتنمية اليمن وكفانا مصائب.