هل تشعر بالضغينة بين الزعيم والرئيس؟ - لا أشعر بشيء.. * إذا افترضنا أنك فعلاً محارب وتستريح، هل تستعد للعودة إلى الرئاسة؟ - هذا غير وارد على الإطلاق * لماذا؟ - قضيت 33 سنة وأنا شاب في خدمة هذا الوطن وتم إنجاز ما تم إنجازه من مشاريع استراتيجية، ومن أهمها تحقيق وحدة اليمن في 22 مايو، وإرساء قواعد الديمقراطية وحرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان، وبناء السدود والحواجز المائية واستخراج النفط والغاز، وغيرها من الإنجازات الثقافية والعلمية، وبناء الجيش اليمني المتطور الحديث على أيدي خبرات أمريكية وفرنسية وبريطانية وعراقية ومصرية وأردنية.. يشكل مؤسسات الوحدة الوطنية، غير مناطقي ولا متحزب كما تدعي بعض القوى التي قامت بما يسمى (الربيع العربي) وتحاول أن تنقل أشياء غير صحيحة للركض وراء السلطة ووصلت إليها بعد التوقيع على المبادرة الخليجية، وكان من المفترض أن يأتي التغيير بالأفضل والأحسن لكنه جاء بالأسوأ، اختلالات أمنية بشكل عام.. وتفشى الإرهاب بكل أشكاله وصوره. * إذا كنت تؤكد أنك مطلقاً لن تعود إلى منصب الرئيس؟ - بالتأكيد. * أنا أسمع أن ولدك أحمد ينوي الترشح للرئاسة؟ - أنا لا أنصحه.. لأن البلد متشظٍّ، ولا شيء يمنعه، فهو من حقه، وأعتقد أنه في قراره لن يقبل في ظل هذا الوضع المتشظي، أنا أتيت في 78 وكانت هناك انقسامات وقلق أمني.. وحاولنا مع كل الشرفاء لملمة الأوضاع وكان لدينا برنامج وهدف هو تثبيت الأمن والاستقرار واستعادة الوحدة الوطنية، والآن البلد في وضع مزعج، تفشي القاعدة واختلالات أمنية، الإرهاب منتشر بكل أشكاله لوجود قوى تغذيه. * هل تشكك بإمكانية أحمد ابنك في ضبط الأمور ولملمة الأوضاع في البلد؟ - لا أشكك فيه لخبرته الميدانية والعسكرية وثقافته سياسيا واقتصاديا. * لماذا لا تدعمه في الترشح؟ - الوضع سيئ.. وهو حر. * من تنصح بأن يكون رئيساً لليمن إذا لم يكن ابنك أحمد؟ - هناك شخصيات في المؤتمر الشعبي وأحزاب التحالف الوطني ومجربة. * إذاً، ليس صحيحاً ما يشاع في الفترة السابقة أن علي عبدالله صالح هو الذي يقود الأمور في اليمن؟ - البلد تقاد من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي، الرئيس التوافقي وحكومة ائتلاف من المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المشترك، وأنا لا أتدخل في شئونهم على الإطلاق، أنا أسكن في هذا البيت، أستقبل قيادات مؤتمرية وأحزاب التحالف الديمقراطي وأناقش معهم بذل الجهود مع الحكومة لتثبيت استقرار اليمن ومكافحة الإرهاب. جريمة تفجير مسجد الرئاسة * هل لا زالت محاولة الاغتيال بحقك ماثلة أمام عينيك؟ - في حقيقة الأمر هي مؤامرة إرهابية، وحقد من أشخاص ومن أقرب المقربين إلى صالح وأكثر القوى المستفيدة من حكم صالح وأكثر القوى المتنفذة في حكم صالح، فهذه هي التي انقلبت وانضمت إلى ما يسمى (الربيع العربي) ويسمونها ثورة الشباب، مع أن المبادرة الخليجية ووثائقنا مع دول الخليج والدول العشر تقول بأنها أزمة سياسية، الثورة كانت في محطتين: 26 سبتمبر و14 أكتوبر.. والعيد الوطني 22 مايو، هذه هي الثلاث المناسبات المعروفة لدى الجميع، لكن كل واحد يطبل ويخلق له مناسبة. * يقال إن العفو عند المقدرة.. لو عرفت حقيقة من قام بهذه المحاولة؟ - أنا أعرف حق المعرفة من هم المتآمرون ومن هم المنفذون، ولكن أنتظر طريق العدالة ولا نريد أن ندخل في ثأر قبلي، ونريد أن تأخذ العدالة مجراها.. ولكن قضية دار الرئاسة قضية إرهابية استهدفت رئاسة الدولة وتريد أن تغرق اليمن في نهر من الدماء. عودة القيادات من الخارج * يشاع بأن رموزاً يمنية في الخارج ستأتي إلى اليمن لإقامة مصالحة سياسية وقيادة البلد من جديد منهم العطاس وعلي سالم البيض؟ - ليس هناك ما يمنع والبلد يتسع للجميع للذي في الداخل أو الخارج، كانت هناك أحكام ألغيت بعد 94، وهناك أحكام ألغيت على من حكم عليهم في جنوب الوطن ومن حق أي مواطن أن يعود حرا شريفا مساهما ويتحمل مسئولية نفسه. * بعد هذه الخبرة الطويلة في الحكم هل ستساعدهم؟ - بالتأكيد، لو طلب مني استشارة لأي شخص في السلطة أو غيرها، وفي استطاعتي أن أساهم ولن أبخل. * ولكن أنت طرف أساسي في الحكم؟ - أنا طرحت الحكم عن كاهلي، أنا الآن مواطن حر، وأول لم أكن حراً، أراضي هذا وأداري هذا ويزعل هذا، وكلها عبارة عن منازلات وأنا الآن أتكلم بحرية، وأتحرك بحرية، ومن أول الواحد كان متحملا مسئولية لا بد من أن تبتسم ولا بد أن تعرف اسمه وتعرف هويته، مرت 33 سنة لم تمر بالإرهاب أو بالدبابة أو بالعشيرة وغيرها.. جاءت بالتفاهم والمصالحة والاستماع إلى رأي الآخرين.. الشخص لما يأتي إلى عند مسئول ويقابله الأسبوع الأول ولما يقابله الأسبوع الثاني يقول له اسمك أيش يقول له أنا فلان الفلاني.. ويأخذ بخاطره، أنا قابلته قبل أسبوع، اليمنيون حساسون وطيبون وأرق أفئدة، إذا تعاملت معه بالطيب يتعامل معك بشكل جيد.. ولا يقبل الظلم على الإطلاق. * سأكون معك صريحاً.. سمعت في هذه الزيارة لليمن عن الزعيم علي عبدالله صالح كلاماً متناقضاً: فثمة من أشار إلى أنه لا يطيق سماع هذا الاسم، وهناك من قال إن علي عبدالله صالح استطاع ضبط الأمور في اليمن والأوضاع في عهده كانت جيدة.. أين هو علي عبدالله صالح من هذا التناقض في النظرة إليه؟ - هذا شيء طبيعي، فهناك من يحبك ويقدرك ويعرف ظروف البلد، وهناك من لا يعجبه علي عبدالله صالح.. هذا حر. * يعني لا تنزعج من الانتقاد في حقك وضد هذا التصرفات؟ - لا أنزعج، بالعكس أسمع وأصغي وأراجع حساباتي وأتذكر ذكرياتي وأشوف لو هي صح أو غلط، ولكل جواد كبوة، وأحياناً قد تحصل أخطاء دون قصد، وأحياناً هي كذب وافتراءات وأؤكد أن 70 % هي افتراءات.. ولا أريد أن أقول لك من هم الكذابون ولكن هم يعرفون من أقصد. * لاحظت سيادة الزعيم أن لديك موقفاً سلبياً من ما يسمى الربيع العربي أو الثورات العربية.. من أين منبع هذا التحفظ؟ - أنا قلتها في أكثر من مقابلة أن (الربيع العربي) مفتعل وصراعات، ومعروفة القوى الدولية التي وقفت إلى جانب إسرائيل، اصطنعت الحركات الإسلامية واختلقتها ودعمتها، وقالت هي لمواجهة المد الشيوعي ودفعت كل القوى الغربية بهذا الحركات الإسلامية ومنها بلادي، والذهاب بها إلى باكستان لمحاربة المد الشيوعي، ومولت هذه القوى الإسلامية بصواريخ وأسلحة أمريكية، في مواجهة المد الشيوعي، ولما رحل الاتحاد السوفيتي من أفغانستان اخلتفت الحركات الإسلامية وشافوا أنفسهم أقوياء ورقم، بدأوا بالاختلاف مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وتحولوا إلى أعداء، وأتوا إلى اليمن.. وضربوا السفينة كول الأمريكية في عدن، وكانت الإدارة التي تتابعنا ونحن على تواصل معها وكان هناك غضب شديد، وهناك قوى تريد أن تتدخل الولاياتالأمريكية كرد لما حصل للسفينة كول، ولكن هناك أصوات عاقلة في الإدارة الأمريكية هدّأت هذا الأمر، وأنا ألقيت خطاباً في عدن وقلت لهم خلال 72 ساعة سيتم القبض على المنفذين للجريمة الإرهابية للسفينة (إس إس فور) وفعلاً وفقنا ألله سبحانه وتعالى وألقينا القبض على المنفذين وكان هذا انفراج مع الولاياتالمتحدةالأمريكية خففت من الغضب على اليمن، وهناك الحزب المعارض في الولاياتالأمريكية وأخذ على خاطره ويحاسب الحزب الحاكم الديمقراطيين، والذي كان فيها الرئيس كلينتون، وقالوا له أنت مفروض تغزو اليمن وتحتلها، ودخلوا في جدل كما فهمت، وقال لهم: لماذا أغزو اليمن، هم تعاونوا معنا وكشفوا عن الجناة وأشياء كثيرة وكان هناك تعاون بين اليمن وأمريكا حول هذا الأمر، وكان هناك تنسيق أمني في إطار محدود، وليس كما يدعي الكذابون أننا نستلم فلوساً من الأمريكان، الأمريكان لا يصرفون فلوساً، أنا أستطيع أن أقول أن عدد استطلاعات طيران بدون طيار في عهد علي عبدالله صالح (4-5) طلعات الأولى على أبو علي الحارثي، والطلعة الثاني في المعجلة بأبين، والطلعة الثالثة قتلت عضواً قيادياً في المؤتمر الشعبي العام الشبواني في مأرب على أساس أنها غلطة، والطلعة الخامسة في مودية على متر سيكل. دوافع الإخوان * ثمة تأكيدات أن الأوضاع الداخلية ثقيلة إلى درجة دفعت الشباب وبعض القوى إلى التحرك تأثراً بالربيع العربي الذي جاء من تونس ومصر؟ - هذا صحيح، عدد من الشباب الذين خرجوا إلى الساحة كانوا أبرياء ولكن هناك شباب منظم من حزب الإصلاح وكذلك أحزاب اللقاء المشترك هؤلاء الذين يركضون خلف السلطة ليش؟ حزب الإصلاح شارك معنا في حرب 94 ضد الانفصال ودخل في شراكة معنا بالحكومة كبديل للحزب الاشتراكي في الوقت الذي احتفظنا بعلاقتنا مع الحزب الاشتراكي ولا نريد أن تتفرغ الساحة لحزب أو حزبين للسيطرة عليها وضروري من خلق توازن، ودخلوا مشاركين في السلطة ولم يكتب لهم النجاح لتحقيق أشياء كما يجب، وفشلوا في إدارة المؤسسات والوزارات التي أمسكوها وخرجوا من السلطة بمحض إرادتهم، فذهبوا، والاشتراكي كان متضرراً من حرب 94 لأنه أقصي من السلطة، وهو أقصى نفسه وليس نحن، عندما أعلن الأزمة في 93 وأعلن الحرب، والتف الشعب بأكمله نحو الوحدة، نحو 22 مايو، والناصريون كان لهم حساب ودبروا عملية انقلابية فاشلة في عام 1978 وحكمت عليهم المحاكم بالإعدام فأعدم من أعدم وسجن من سجن وأعفي من أعفي، هذه كلها تراكمات وعندما جاء الربيع العربي بدءاً من تونس وليبيا ومصر قلدوا هذا الربيع وقالوا أنها ثورة عربية، الإخوان المسلمون يشتوا خلافة إسلامية والاشتراكي يريد الانتقام من علي عبدالله صالح وحزبه، والناصري يريد أن ينتقم من علي عبدالله صالح وحزبه.