الاستخفاف بحياة اليمنيين له أشكال عدة ، بينها طبعا وصول فاتورة الكهرباء آخر كل شهر وهي ممهورة بإنذار لفصل التيار! أسألكم بالله في وقاحة وقلة حياء أكثر من كذا؟! اللي يشوف هنجمة الفاتورة هذه يقول أن البلد 24 ساعة منورة ، وما طافي إلا جيب المواطن! شخصيا أضحك من كل قلبي لما أشوف هذا التهديد ؛ وأتذكر تهديد "محمد قحطان" وهو يقول بأنهم سيدخلون لصالح إلى غرفة النوم ؛ غير أن الثورة - بكل أحلامها النبيلة وبكل شهدائها الطيبين - هي اللي دخلت إلى غرف نوم هؤلاء ؛ والشعب " مقعلل" في الشارع ولا عد يشتي منهم شي غير تولع الكهرب ؛ وتقولوا لي فصل التيار !! تيار موه اللي حيفصلوه ؟ والله مالي علم. أحيانا أعتقد أنه تهديد بقطع تيار السلفيين مثلا ، وإلا تهديد بقطع تيار الحوثيين وإلا تيار اليساريين وإلا تيار الأخوان وإلا تيار المؤتمر وإلا حتى إن شاء الله تيار عدنان ولينا ؛ ولكننا نُفاجأ بأنهم يقصدون بذلك قطع تيار الكهرباء المقطوع أصلا ؛ يوووه جعل لسميع العمى!! على فكرة ؛ وإلا " على شمعة" هناك فواتير أهم من فاتورة الكهرب وينبغي علينا - كمواطنين طافيين - أن نرفعها شهريا إلى وزارة الكهرباء و"التاقة" ونطالبهم بتسديدها وإلا حرام لا يقع يوم جن ؛ وهي كالتالي : فاتورة شراء المواطير .. وفاتورة إزعاج المواطير .. وفاتورة إصلاح الأجهزة الكهربائية التي تتعطل بسبب لعبة " طفي لصي".. وفاتورة تلف الأغذية والأدوية المحفوظة في ثلاجات البيوت والدكاكين والصيدليات الصغيرة ، إذ تتعفن الأشياء وتصير براميل القمامة هي الطريق السري للمجد الذي يصنعه كلفوت وخبرته لليمنيين، وهم مراهنين على شهامة الماطور وعلى دواعة مواطنين طافيين للطرف !! وكله كوم وفاتورة تعفن جراح المرضى في المستشفيات كوم لوحدة ؛ ولا أعتقد أن يمنياً يقول إنه شهم ويتمتع بشيء من الرجولة وهو يقبل لهؤلاء المرضى من أهله وطينته هذا العذاب اليومي المتكاثر والخبيث. يا الله ؛ كم في هذه البلاد واطيين وطافيين ؛ وهم بالمناسبة أكثر من المواطير ؛ بل وأكثر من الرجولة نفسها. عزيزتي فاتورة الكهرباء .. صدقيني أنت وقحة وما عند أهلك دم وتشبهين -تماما- كل هؤلاء اللصوص والأوغاد اللي يحدثونا عن الدولة المدنية وهم مبندقين وقاطعو طريق..!