شنت عناصر تنظيم القاعدة فجر أمس، هجمات مباغتة تمكنت من خلالها السيطرة على معاقلها السابقة في مديرية ميفعة محافظة شبوة لساعات قبل أن يستعيد الجيش زمام السيطرة، فيما لا تزال المواجهات في الجبال والتلال المحيطة بالمناطق الاستراتيجية حتى ساعة كتابة الخبر -مساء أمس- وسط أنباء عن توجّه اللواء الركن محمود الصبيحي لقيادة العمليات في شبوة. وروى ل«اليمن اليوم» مصدر عسكري مشارك في الحملة إن عناصر القاعدة شنّت في حدود الساعة الثالثة فجراً هجومين بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، الأولى على جول الريدة مركز مديرية ميفعة، والثاني على مدينة عزان، 11 كيلومتر من مركز المديرية. وأضاف أن العناصر الإرهابية التي هاجمت جول الريدة قدمت من اتجاه ميفعة القديمة جنوباً، ومن حاضنة باقطم شمالاً واستهدفت معسكراً لقوات الأمن الخاصة تتمركز فيه قوات مشتركة من اللواءين الثاني مشاه جبلي والثاني مشاه بحري، وأسفر الهجوم عن استشهاد ضابط و7 جنود وإصابة 8 آخرين، فيما لقي عدد من عناصر القاعدة مصرعهم وأصيب آخرون، إلاّ أن عناصر القاعدة تمكنت من سحب جثث قتلاها ومصابيها، بحسب المصدر. وفي عزان –التي كانت تشكل معقلاً رئيساً للتنظيم- قال المصدر العسكري ل«اليمن اليوم» إن عناصر القاعدة التي شنت الهجوم على المدينة بالتزامن مع الهجوم على جول الريدة، تمكنت من السيطرة لساعات قبل أن تُجبر بفعل القصف المدفعي والجوي على الانسحاب إلى جبال الحوطة الممتدة إلى حدود حضرموت. وأشار المصدر إلى أن المعلومات الاستخباراتية تفيد بأن الذين شاركوا في الهجوم على عزان معظمهم من عناصر القاعدة الفارين من المحفد أبين يقودهم جلال بلعيد. وفي ذات السياق أفاد «اليمن اليوم» مصدر محلي مسئول في شبوة أن عدداً من مشايخ ووجهاء ميفعة وتحديداً مناطق حوطة شبوة أوهمت الحملة العسكرية بأن عناصر القاعدة قد غادرت باتجاه البيضاء ومأرب، في حين كانت موجودة في منازل وجبال معروفة بكامل أسلحتها. من جهته قال قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن أحمد سيف اليافعي في تصريحات صحفية إن 30 مسلحاً من تنظيم القاعدة لقوا مصرعهم خلال تجدد المعارك أمس في شبوة إثر محاولة عناصر التنظيم استعادة السيطرة على مدينة عزان وجول الريدة. وعلمت «اليمن اليوم» أن قائد المنطقة العسكرية الرابعة، قائد الحملة في أبين، اللواء الركن محمود الصبيحي سيتوجه صباح اليوم إلى شبوة للمشاركة في المواجهات التي من المتوقع أن تستمر حتى تطهير الجبال التي تتمركز فيها عناصر القاعدة. وتوقع مصدر عسكري رفيع اتصلت به الصحيفة في وقت متأخر من المساء، أن يتولى الصبيحي قيادة الحملة في شبوة بعد النجاح الذي أثبته في جبهة أبين. وتتوزع قوات الجيش في شوبة على محورين، الأول محور عتق ويقوده قائد المنطقة العسكرية الثالثة أحمد سيف اليافعي، والثاني محور ميفعة ويقوده وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد. من جهة أخرى يدور منذ أمس في أبين حديث بين المقاتلين من الجيش واللجان الشعبية عن خلافات حادة نشبت بين قائد الحملة في محور أحور (حيدره لهطل) والصبيحي قائد الحملة في جبهة مودية على خلفية أسلحة يُتهم لهطل ببيعها لقبليين. وقال ل«اليمن اليوم» مصدر قيادي في اللجان الشعبية إن حيدره لهطل توجه إلى العاصمة صنعاء، وتوقع المصدر أن تكون مغادرة لهطل على صلة بالقضية، وأن الرئيس قد استدعاه للتحقيق أو لوضع حد للخلافات التي ستؤثر سلبياً وتتسبب في فقدان ما تم إنجازه في إطار دحر القاعدة من المحفد.