أفاد «اليمن اليوم» مصدر عسكري رفيع أن رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي، استدعى قيادات الحملة العسكرية والأمنية المشتركة المشاركة في الحرب ضد القاعدة في أبينوشبوة إلى حضور اجتماع طارئ في العاصمة صنعاء. وقال المصدر إن طائرة عسكرية «انتينوف» نقلت من شبوة، صباح أمس، رئيس جهاز الأمن القومي، اللواء علي حسن الأحمدي، وقائد الشرطة العسكرية، اللواء الركن عوض محمد بن فريد العولقي، وقيادات أخرى مشاركة في جبهة شبوة بمحوريها (محور عتق ومحور ميفعة)، فيما كان وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، قائد الحملة في جبهة أبين اللواء، الركن محمود الصبيحي، قد وصلا صنعاء- أمس الأول- لذات الغرض. وأوضح المصدر أن الاجتماع سيشارك فيه أيضاً قيادات عسكرية من محافظتي مأربوالبيضاء، وعلى رأسهم قائد المنطقة العسكرية السابعة، اللواء الركن علي محسن مثنى، لمناقشة مستجدات المعارك في أبينوشبوة، والوقوف أمام الإخفاقات التي كادت تعيد مديرية ميفعة بشبوة إلى سيطرة تنظيم القاعدة، بعد أن كان الجيش قد أعلن سيطرته على أهم معاقل التنظيم الإرهابي في هذه المديرية، (جول الريدة، مركز المديرية ومدينة عزان)، كما سيتم وضع الخطط لتوسيع الحملة العسكرية إلى محافظتي البيضاءومأرب. وكان رئيس الجمهورية وجَّه وزير الدفاع، أمس الأول، بتكليف اللواء الركن ناصر عبدالله الظاهري بالإشراف على المعارك في جبهة شبوة، وفقاً لذات المصدر. ورصدت الأجهزة الأمنية وصول المئات من عناصر القاعدة الفارين من أبينوشبوة إلى معاقل التنظيم في كلٍّ من محافظتي البيضاءومأرب، إلى جانب حضرموت والجوف وإب. كما رصدت أيضاً استحداث معسكرات للتنظيم في لحج وتعز وذمار والمهرة. وتوقع المصدر العسكري في سياق تصريحه ل«اليمن اليوم» أن يخرج الاجتماع- إلى جانب مهامه الرئيسية في وضع الخطط للجولة الثانية من الحرب- برسائل قوية إلى «حلفاء القاعدة».. مشيراً إلى أن قيادات الحملة العسكرية في أبينوشبوة نقلت معها إلى العاصمة الكثير من الوثائق الدامغة التي تثبت تورط شخصيات معروفة لها وزنها، دينياً وقبلياً وعسكرياً، وكذلك جمعيات (خيرية) في دعم القاعدة مادياً ولوجستياً. وكان حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) قد منع الجيش، أمس الأول، في شبوة من تفتيش مقره الكائن بجول الريدة مركز مديرية ميفعة أسوة بمبانٍ ومقرات خضعت للتفتيش بعد وصول معلومات استخباراتية عن تواجد قيادات إرهابية، معظمها أجانب، في تلك المباني، على رأسها مقر الإصلاح. وفي حضرموت التي انتقل إليها العشرات من الإرهابيين، اتفقت القاعدة، أمس الأول، مع شيوخ قبائل إخوانيين في منطقة الصيعر، وقضى الاتفاق بتوفير الغطاء لعناصر القاعدة المعسكرين في حجر الصيعر غرب الوادي والصحراء مقابل مبالغ مالية. وكانت صحيفة (الشارع) نشرت في عددها الصادر، أمس الاثنين، اعترافات 34 من مقاتلي القاعدة المقبوض عليهم. وقالت الصحيفة نقلاً عن مصدر عسكري رفيع إنه تم التحقيق مع المسلحين ال34 الذين تم اعتقالهم، واعترف بعضهم بمعلومات هامة، بينها الدعم المالي الذي كانوا يحصلون عليه، وكيف كانوا يحصلون عليه، ومن أين وعبر من؟ وقال المصدر «جاء بين الاعترافات أن مقاتلي تنظيم القاعدة كانوا يحصلون على دعم مالي كبير عبر تحويلات من الخليج والعاصمة صنعاء، التي تؤكد نتائج التحقيقات الأولية تورط قيادات دينية معروفة فيها بتجهيز كثير من هؤلاء الإرهابيين ودفعهم إلى معسكرات القاعدة في أبينوشبوةومأرب، وتقديم تحويلات مالية لهم، ومن رجال دين في صنعاء معروفين». وبحسب ما نشرته (الشارع) فقد أكد المصدر بناءً على اعترافات المعتقلين «وجود قيادات أمنية وعسكرية متواطئة مع تنظيم القاعدة، وعملت وتعمل على مد مقاتلين بمعلومات عن تحرك ضباط عسكريين واثنين تعرضا لاغتيالات، كما تمد هذه القيادات (القاعدة) بمعلومات عن مؤسسات حكومية وتحركات الجيش والأمن. وكانت «اليمن اليوم» قد نشرت، في عدد سابق من الشهر الجاري، معلومات بهذا الخصوص كشفتها للصحيفة بنوك محلية عن قيام قيادات الإخوان في اليمن بسحب أرصدتها المالية التي كانت تحتفظ بها في البنوك العاملة في اليمن، تخوفاً من صدور قرارات بتجميد حساباتهم المصرفية على خلفية التورط بدعم القاعدة. وفي كلمة له نهاية الأسبوع الماضي، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن مساعدين لحكومة باسندوة يشكلون خطراً على الأمن القومي الأمريكي، في إشارة منه إلى علاقة هؤلاء بتنظيم القاعدة