أكد اللواء خليفة حفتر، في أول تعليق له على نتائج الانتخابات المصرية، إنه لم يلتقِ المشير عبدالفتاح السيسي حتى الآن، لكن مشاعرنا تلتقي حول هدف واحد، وهو الحرب على (الإرهاب) للحفاظ على هويتنا العربية، وفي سبيل ذلك يجب أن تذوب فترات الجفاء التي سادت العلاقات المصرية- الليبية خلال الفترة الماضية.. وأوضح «حفتر» أن فوز السيسي بالانتخابات الرئاسية المصرية سيفضي إلى تعاون مشترك لمواجهة التدخل الأجنبي في ليبيا، التي وصفها بأنها أصبحت «مرتعاً لكل من هبّ ودبّ»، ومساحة مفتوحة لكل من يريد حشر أنفه في شؤونها الداخلية طمعاً في غناها بالثروات الطبيعية، مطالباً بمساعدة مصر في درء هذه «المطامع». وفي تقرير لها بعنوان «حفتر يستغل إعجاب اللليبيين بالسيسي»، قالت وكالة «رويترز» للأخبار، إن بعض الليبيين يرسم أوجه شبه بين السيسي، واللواء المتقاعد حفتر، الذي أعلن حرباً على الإسلاميين بقواته غير النظامية، بل إن البعض يطلق عليه «سيسي ليبيا». أعضاء في البرلمان يدعمون القاعدة وتساءل اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر عن جدوى حصول انتخابات في ليبيا في ظل الفوضى التي تعم البلاد. وأكد في مقابلة مع المصري اليوم، أن القاعدة في ليبيا تمارس مؤخراً أعمالاً لا يمكن تحمُّلها، فكيف ستُجرى انتخابات وسط قطع الرؤوس والأيادي، والتمثيل بالناس واحتجازهم في أماكن بعيدة، بخلاف أعمال السلب والنهب. ولفت إلى أن المجموعات الإرهابية التي تقاتل الجيش والشرطة، تنتمي لتنظيم القاعدة، مؤكداً أن رؤوسهم موجودة في مفاصل المؤتمر الوطني نفسه، ذلك الجهاز التشريعي الذي أسند إليه (الشعب) مهمة بناء دولة، وبدلاً من ذلك استغلوا هذه المواقع في المؤتمر والحكومة في جلب عناصر إرهابية من تنظيمات القاعدة وأنصار الشريعة وحتى الحركة الجهادية المقاتلة، بحسب قوله. واعتبر أن كل هذه الأشياء تضافرت جهودها في سبيل منع قيام الجيش، وبالتالي حدث الصدام في البلاد، وما زال الجيش مستمراً ومصراً على إنهاء هذا التواجد الإرهابي في ليبيا. وأشار إلى أن الأموال الرهيبة التي تغدق على عناصر القاعدة من أعضاء في المؤتمر (البرلمان) والحكومة، كفيلة بتوفير أي نوع من الأسلحة، فالأموال تتدفق بغزارة على المجموعات الإرهابية المسلحة، ومن يمولهم هم من يحكمون. إلى ذلك، اعتبر أن الحكومة الليبية الحالية لا يمكن إطلاقاً أن تستمر في حكم البلاد. كما كشف أن العديد من عناصر الإخوان فروا من مصر إلى ليبيا ويلعبون دوراً كبيراً في معاونة الإخوان هنا. أما عن الإمكانات العسكرية للجيش، فشدد على أن «كل الأسلحة التي يملكها مستهلكة، وجاءت من عصر سابق، فالطيران ضعيف وينقصنا طيران قوي وإمكانيات أخرى، كما تنقصنا إمكانيات العمل وليس البشر، بعد أن تعرض الجيش للتفكيك على يد القذافي لمدة 20 سنة بعد أن كان جيشاً قوياً، ثم جاءت الثورة وكسرت ما تبقى منه عندما استبدلت الجيش بمسميات كثيرة، منها الكتائب أو الميليشيات أو الدروع». وتراهن كل الأطراف المعنية بالشأن الليبي على حفتر كفرصة أخيرة لليبيا موحدة، فسيناريو الفوضى في ليبيا من الواضح أنه لن يكون في صالح أيٍّ من هذه الأطراف، كذلك لا يوجد على المستوى القريب فرصة لتدخل دولي أو إقليمي مباشر في صورة عمل عسكري لضبط الأوضاع في ليبيا، حتى ولو توفرت المبررات المشروعة لذلك، لأن مثل هذه الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية. خسائر فادحة في صفوف المتشددين من جانبه، أعلن المتحدث باسم اللواء المتقاعد في الجيش الليبي خليفة حفتر أن عملية «الكرامة» التي بدأت منذ أكثر من أسبوعين في بنغازي مستمرة إلى أن يتم القضاء على الجماعات المتشددة. وقال المتحدث محمد حجازي في لقاء مع «راديو سوا» إن العملية الأخيرة التي شنت الخميس وصباح الجمعة خلفت خسائر كبيرة في صفوف المتشددين. ضباط قطريون يغادرون ليبيا باتجاه تونس خوفاً من انتصار حفتر من جهتها قالت صحيفة «العرب» اللندنية إن ضباطاً من المخابرات القطرية قد غادروا ليبيا باتجاه تونس خلال اليومين الأخيرين، في انتظار أن تتضح الصورة هناك. وكشفت مصادر مطّلعة أن مجموعة من الضباط القطريين تباشر نشاطها في أحد الفنادق الشهيرة بالعاصمة التونسية وسط تخوفات من انتصار «عملية الكرامة» التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ما قد ينجم عنه استهداف كل ما له علاقة بقطر. ولئن لم يطلق اللواء حفتر أية تصريحات موجهة ضد قطر، فإن المتحدث باسم «الجيش الوطني الليبي» التابع لقواته، العقيد محمد حجازي، سبق أن أكد أن مجموعة من قيادات جماعة الإخوان فرت إلى قطر بعد بدء «عملية الكرامة»، ملوحاً بأن الحساب مع الدوحة سيأتي في وقته. وتشهد وسائل الإعلام الليبية نقاشاً مستمراً حول الدور التخريبي الذي تنهض به قطر في الأزمة الليبية، وسبق أن رفع آلاف المتظاهرين الليبيين في مناسبات سابقة لافتات وشعارات تندد بهذا الدور، وتطالب بقطع العلاقة مع الدوحة. وقال خبراء إن صعود نجم حفتر، الذي أعلن عداءه التام لجماعة الإخوان في ليبيا والميليشيات المرتبطة بهم، سيجعل الهدف الأول للمعركة هو ضرب الوجود القطري العسكري والمالي، وهذا ما يفسر فرار الضباط القطريين إلى تونس. وكانت «العرب» كشفت في عدد سابق أن الدوحة تولت تمويل عودة أكثر من 800 مُقاتل ليبي كانوا يشاركون في القتال بسوريا، وأن الأمر تم بالتنسيق مع المخابرات التركية في محاولة لإسناد الميليشيات الموالية. ولم يكن الحديث عن وجود ضباط مخابرات قطريين في ليبيا أمراً مفاجئاً، فقد تحدث عن ذلك نشطاء ليبيون تعرضوا للتعذيب في سجون سرية تديرها الميليشيات المسلحة، متهمين ضباطاً قطريين بالإشراف على التعذيب ونزع الاعترافات من المعتقلين. يشار إلى أن اتهامات وُجِّهت إلى قطر كونها موَّلت وسلَّحت مجموعات إسلامية متشددة خلال حرب الإطاحة بالقذافي بغية تنفيذ أجندتها في المرحلة التي تلت انتصار ثورة 17 فبراير. وكشفت وسائل إعلام محلية عن أن الدوحة تخطط لاستنساخ تجربة حزب الله المدعوم من طهران، وذلك بإيجاد ميليشيات مسلحة تابعة لها، متحدثة عن وصول أسلحة متطورة إلى تلك الميليشيات بينها أجهزة اتصالات ومناظير ليلية، فضلاً عن ضباط عمليات قطريين للتوجيه والتدريب.