الحكومة تبلِّغ الشعب السلام، وتهديه أطيب التبريكات والتهاني بمناسبة اقتراب شهر رمضان المبارك، وتسأل الله أن يعيد هذه المناسبة والوطن ما يزال على الخارطة، وفي تقدَّم وازدهار، وأن يعيده على الحكومة بخير وتمديد، وعلى المواطن وهو في طوابير الغاز والبترول، والإفطار على الشموع. وتودُّ الحكومة أن تلفت نظر الشعب الكريم إلى أنها لن تستطيع إيجاد حلٍّ جذري للكهرباء قبل رمضان، ولذلك على الشعب أن يصبر، فقد اعتاد أن يعيش الظلام بكل تجلياته.. فالكهرباء مقطوعة منذ رمضانات كثيرة، وما بين الرمضانين كفَّارة لما بينهما.. والله يكتب الأجر. سنفطر على الشموع وكشافات الضوء، فالمواطير ستكون بحاجة إلى البترول الذي أصبح شبيهاً بالزئبق، وقد أصبح البعض يذهبون إلى محطة البترول وهم مسلَّحون، ولم تبقَ محطة لم يحدث فيها إطلاق نار واشتباكات، وآخرها سقوط قتيل في محطة شارع الرباط. هل هذا هو نتاج الثورة التي كانوا يوهموننا أننا سنكون بعدها دولة مدنية؟ يُحكى أن حماراً كان يأكل ويشرب بأمان، فأحس بحاجة للنهيق، رغم أن هناك من حذَّره من النهيق لوجود النمر خلف الجبل، وسيكون نهيقه دليلاً للنمر الذي سيأتي ويلتهمه، لكن الحمار صعد إلى رأس الجبل وأطلق نهيقه، فسمعه النمر.. ومنذ ذلك اليوم أصبح هذا الحمار مثالاً ل»البَوْقَهْ».. كُلْ يا حمار واحمد الله، قال: أشتي أفعل صوت يعلم به الله.. حين تقوم الشعوب المتخلِّفة باختراع ثورات عشوائية، ودون أن تعي ما حولها، وليس لها هدف محدَّد، فأحرى بها أن تواصل اختراع الثورات حتى تتعلَّم من تجاربها.. لأن حالها كحال رجل لا يجيد السباحة أثاره منظر البحر فقفز فيه دون أن يفكِّر حتى بارتداء سترة نجاة.