قطعت شركة (أجريكو) البريطانية أمس التيار الكهربائي عن محافظات (لحج، أبين، شبوة) بعد تحذير أرسلته إلى الجهات الرسمية في وزارتي المالية والكهرباء. وقالت مصادر في الشركة ل»اليمن اليوم» إن القائمين بأعمال شركة أجريكو البريطانية ووكيلها عبدالمجيد السعدي، وهو شقيق لوزير التخطيط والتعاون الدولي محمد السعدي، قام بقطع التيار الكهربائي عن محافظات (لحج، أبين، شبوة) في ظل ارتفاع درجة الحرارة عقب مماطلة وزيري المالية والكهرباء السابقين صخر الوجيه وصالح سميع في صرف المستحقات المالية التي تقدر ب(9) مليارات ريال، وكانت الحكومة طالبت القائمين على الشركة بمهلة لجمع المبلغ، إلا أن المهلة انتهت أمس الأول. وأضاف المصدر أن الشركة أرسلت أمس إنذاراً للقائمين على محطات التوليد الكهربائي في المحافظات المذكورة بأنها ستقوم بقطع التيار الكهربائي، وبدورهم أرسلوا برقية إلى وزارتي المالية والكهرباء قبل أن يتم قطع التيار، إلا أن الوزارتين عجزتا عن تسديد المبلغ. وقالت مصادر محلية ل«اليمن اليوم» في محافظة شبوةولحج إن المواطنين قاموا بقطع الطرق وإحراق إطارات السيارات احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 10 ساعات في ظل ارتفاع الحرارة، وأن المواطنين هددوا باستهداف المصالح الحكومية إذا لم تقم الوزارتين بتسديد المبلغ. وأضافت المصادر أن المئات تظاهروا أمام محطات التوليد الكهربائية في المحافظات المذكورة، إلا أن القائمين على المحطات أكدوا أنه ليس بأيديهم عمل شيء وأن على المواطنين مخاطبة الحكومة في العاصمة صنعاء بتوليد الكهرباء. توقف منظومة كهرباء صنعاء- عمران -حجة وتوقفت منظومة كهرباء صنعاء-عمران- حجة، أمس بعد استهداف كابلات الضغط العالي بالقرب من جبل ضين في محافظة عمران. وقال مصدر في مؤسسة الكهرباء أن الاستهداف أدى إلى انقطاع تام للتيار في محافظتي عمرانوحجة، مستبعدا عودته في الوقت الحالي . ويعد الاستهداف الأخير امتدادا لعمليات تعرضت لها خطوط الكهرباء في مأربولحج وأخيرا انهيار أكبر منظومة كهرباء في الجنوب، الحسوة، أعقبها تفجير لأنبوب يغذي محطة الحسوة وكهرباء المنصورة في عدن، ناهيك عن إعلان الوزارة في وقت سابق عن انقطاع الكهرباء في عموم المحافظات، جراء انهيار منظومتها الرئيسية في صنعاء. ويتزامن الاستهداف الأخير مع توديع الوزير السابق، صالح سميع، لوزارة الكهرباء في حفل فني أقيم في مقر الوزارة ، أمس، وروى فيه سميع المشاكل المستقبلية التي ستواجه الإدارة الجديدة، من بينها إصلاح شبكة النقل. وقال سميع أن الوزارة تواجه حاليا أعباء ثقيلة أبرزها تسديد قيمة الطاقة المشتراة وصيانة المحطات الموجودة، خصوصا محطة مأرب الغازية، محذرا من توقف غازية مأرب في حال لم يتم شراء قطع غيار لها في أقرب وقت ممكن . وقال سميع إن نقص الوقود السبب في توقف 2000 ميجاوات من الطاقة الحكومية عن الخدمة « لذا يتم شراء الطاقة من القطاع الخاص». وفي الجانب الإداري للوزارة كشف الوزير، سميع، عن وصول قوام موظفي الوزارة إلى 23 ألفا بدلا عن 18 ألفا، مشيرا إلى أن 93 % من الموظفين إداريون و7 % فقط فنيون ومهندسون. ومنذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني في العام 2012، تراجع قطاع الطاقة بشكل كبير، مع تداول وسائل إعلام مختلفة لوثائق تثبت تورط وزيرها بصفقات فساد. وقدمت وزارة الكهرباء في 2013 تقريراً إلى مجلس النواب تبرر فيه أسباب الانقطاع المتكرر للتيار عن المحافظات، وتبرز فيه خسارة تصل إلى 4 مليارات ريال جراء تلك الأعمال، اعتبرها مراقبون حينها بمثابة بؤرة للفساد. وقال رئيس تكتل البرلمانيين الأحرار، عبده بشر، في مقابلة سابقة مع «اليمن اليوم» إن أعمال التخريب التي تطال خطوط نقل الكهرباء في مأرب وغيرها، تخدم الفساد فقط. ويوفر انقطاع التيار الكهربائي عن المحافظات غطاء لتهريب الوقود الخاص بالمحطات إلى الخارج ضمن صفقات فساد، لطالما تناولتها وسائل الإعلام، وأبرزت «اليمن اليوم» جزءا كبيرا من الوثائق المتعلقة بذلك. ويرى مراقبون بأن الحكومة، ممثلة بوزارة الكهرباء، كانت تستغل الدعم المخصص لوقود محطات الكهرباء الحكومية وتهريبه . ويشير المراقبون إلى أن في صنعاء وحدها 7 محطات لتوليد الطاقة كانت حتى ما قبل دخول محطة مأرب الغازية إلى الخدمة في 2009، تغطي احتياجات معظم المحافظات من الطاقة لكن ثمة تعمدا حكوميا في إطفاء تلك المحطات إلى جانب محطات أخرى تنتشر في الحديدة وتعز وعدن، بالتزامن مع خروج محطة مأرب عن الخدمة المؤقتة.