بالأمس كانوا يعلنون ويحرضون على العصيان المدني وعدم دفع الفواتير، ويفتون بجواز تعطيل المؤسسات وقطع الخدمات وتفجيرها، واليوم انتهاك المؤسسات جريمة يعاقب عليها! بالأمس البعيد يدعون على اليهود وأمريكا فوق المنابر، وبالأمس القريب يشكرونهم على خدمتهم وتمويلهم في وصولهم للسلطة، ودعاة سلام وحقوق إنسان، واليوم يقودون مخططات لتقسيم اليمن! بالأمس التظاهر وافتراش الشوارع وكسر الأرصفة وإزعاج السكان حق مكفول في الدستور، واليوم المتظاهرين عفاشيون وبقايا النظام الذين فقدوا مصالحهم ولا يريدون للعجلة أن تدور ويحاولون إفساد حياة الشعب! بالأمس يقولون إن مجلس الأمن مؤسسة يهودية تخدم إسرائيل، واليوم يستنجدون به لوضع الدولة تحت وصايته وتحت البند السابع، بل ويدعون لبان كي مون بأن يرزقه البطانة الصالحة! بالأمس يبكون الحوثيين ويضعونهم في حكم المظلومين تجاه حروب الدولة التي سموها بالعبثية، واليوم يبكون منهم، بل ووجودهم خطر على الجمهورية والوحدة والسيادة! بالأمس اجتماع كل فئات الشعب اليمني في ساحات التضليل إثبات أن الشعب اليمني متوحد، فلا حراكي ولا حوثي، وجميعهم مجمع على أن المشاكل كلها بسبب عفاش، واليوم كل الفئات والتي هي الحراكيون والحوثيون وغيرهم خونة وعملاء ويحيكون المؤامرات ضدهم! بالأمس صالح رئيسنا ومرشحنا وصاحب القلب الكبير في التسامح ومؤسس الدولة المدنية، واليوم عفاش خطر على المرحلة الانتقالية ولا بد من خروجه! بالأمس الذي ليس ببعيد صوت المرأة عورة وخروجها بدون محرم كفر، وبالأمس القريب صوتها حر وثوري إلى جانب أخيها الثوري، وهي من الحرائر وخروجها ومبيتها في الساحة جائز ولو بدون محرم! بالأمس يدعون على الحرس والجمهوري والأمن المركزي والقوات الخاصة بالويل والثبور، بل وهم حرس عائلي وليسوا حرس للشعب، واليوم يستنجدون بهم عند حروبهم مع الحوثيين! بالأمس اقتحام وإسقاط المعسكرات وقتل واغتيال الجنود وجواز نهب السلاح لأنه السلاح الذي يقتل المعتصمين، واليوم يتباكون على اقتحام اللواء 310 ويعتبرون إسقاطه إسقاطاً للدولة، ويبكون مقتل العشرات من الجنود والضباط، رحمهم الله! بالأمس يقتحمون معسكرات الصمع ويعتدون على النقاط العسكرية في أرحب ونهم كونها عائلية، ولديهم توجيهات بالدخول لقتل المعتصمين، واليوم يطالبون الدولة ببسط نفوذها على كل شبر في أرحب! بالأمس يتهجمون على السعودية والإمارات في إعلامهم ويتهمونها بالتخطيط للانقلاب على مرسي، ويدعمان أحمد علي للانقلاب في اليمن، واليوم يستنجدون بهما! بالأمس الرئيس هادي رجل المرحلة صاحب عبارة عجلة التغيير لن تعود للوراء، واليوم خائن وعميل ويحيك مؤامرات لتسليم الحوثيين الدولة في الشمال والهروب للجنوب! [email protected]