عند الأوادم المتعافيين من الداخل ، العيد فرح وضحك واسترخاء وملابس جديدة ولُعب في يد الأطفال وتنزه وزيارات ، و"سلم على أحبابك .. أهلك وأصحابك ومن حنق قله مش وقت ياخي عيد .. آنستنا ياعيد" . وعند الجن المواظبين على الأذية ، العيد ماهوش عيد إلا لو طرحت خصمك أرض ، واسمع لك من بعدها الزغاريد وسير الابتهاج العظيم . على أن روح الخصومة لا تعترف بعيد ولا بهدار فاضي ، وعشان كذا العيد عند "الإصلاحيين" مثلا كان يوم مغادرة " صالح" السلطة . والعيد عند الحوثيين كان يوم دخولهم عمران . والعيد عند حميد الأحمر كان يوم ضرب جامع النهدين .. وعند الرئيس السابق " صالح" كان العيد يوم دخول قوات الشرعية في 7/7 إلى عدن . والعيد عند "علي محسن " كان يوم انضمامه إلى الثورة وحناجر " الشواعة" في الساحات تهتف له وصحبه " حيا بهم حيا بهم" . وأما الفاضل " عبدالمجيد الزنداني وصحبه كان يوم العيد عندهم هو تحديدا – يوم أن فضوا بكارة " عدن" وكسروا مصنع "البيرة" وأحالوا موازنته المعتمدة سنويا لصالح المصنع " جامعة الإيمان باعتبارها مصنعا لتعليب وتصدير المجاهدين رضوان الله عليهم . للناصريين والاشتراكيين والمؤتمرين والسلفيين وبقية الأهل والأصدقاء ، أعياد شبيهة ، لكننا بسبب دوشة أعياد النصر لم نعد نشاهدها بالعين المجردة ، وعشان كذا برضو أصبحنا شعباً تقول له عيد ، يقول لك : العيد عيد العافية . طيب تلك أعيادكم البهيجة الله يهنيكم بها .. ايش رأيكم تسيبونا في حالنا شوية هذه المرة نعيّد زي الأوادم ، وإن كانت أغنية "آنستنا ياعيد" تسبب لكم الضجر.. أبوووها والله .. وممكن – نرجعها " دعستنا يا عيد " ولا تزعلوا . وإذ مصممين على أعياد النصر وبس .. مش مشكلة ممكن تعتبرونا – نحن المواطنين - خصومكم اللي بطحتوا أبتهم أرض وانتصرتوا عليهم ،وفحررتم أبتهم فحرره .. مافيش مشكلة.. إحنا اساسا شعب مضربة ، وأنتم أجدع و" أشحط" ناس ، وهجعونا الضجة . أكتب الآن عن الفرح وعن العيد وأضحك على نفسي . أسألكم بالله في حد يشوف وجوه ذولا الجن – باستمرار- ويفرح أو يطعم عيد ؟ حرام إننا مجنون من صدق...! والمشكلة إن "جروب" أعياد النصر أعلاه يجعثونا هذا الجعث كله ومش عارفين إن إحنا "شعب " . عندهم اعتقاد أننا مجرد "هكبة " كل مرة يستلمها واحد منهم وهات يا"فنطشة" بأرواحنا وبضمارنا الإنساني الحبيس . واحد يفنطشنا " قبيلة ومشيخة " وواحد يفنطشنا " مذهبية " وهدار فاضي .. وواحد يفنطشنا شعوذة دينية ، وآخر يفنطشنا حروب أهلية وواحد عاده كضاااك يشتي يفنطشنا خلافة إسلامية ، وتمشي علينا الأعياد والمناسبات السعيدة كلها وإحنا "هكبة" يتضاربوا عليها ، ومافيش حل غير أن يشتحط "جمال بن عمر" ويخرج لنا بقرار أممي يقول : هذه المرة سلموا الهكبة للعيد .. سيبوا " الهكبة" تتنفس شوية وبعد العيد فنطشوا أبتهم كيف ماتشتوا . أما الآن " مش وقت ياجن عيد.. مرمطتنا ياعيد .