حادثة المذبحة الشنيعة التي تعرض لها 14جندياً من أفراد الجيش للذبح بالسكاكين في ساحة عامة بسيئون تدل دلالة خطيرة على تحول في سلوك القاعدة باليمن لتحذو حذو أساليب "داعش" في العراق وسوريا، عبر القتل البشع للجنود النظاميين.. ظهور القاعدة بتلك العملية الانتقامية المروعة واضح المعالم كردّ فعل مباشر لفرض هيبتها وقدرتها على المناطق الجنوبية التي تعتنق المذهب السني، وإبراز قدرتها التكتيكية بإلحاق الدولة خسائر في الأرواح لأفراد الجيش في حضرموت. إن هذا التحول الخطير في نهج المسلك "داعش" لتكون القوة القادمة من شمال الجزيرة لتحل بكل جبروتها أراضي اليمن المهتز أمنياً، وبجيش هو كبش الفداء أكثر منه حماة الوطن، لقد استطاعت القاعدة في مذبحتها الأخيرة بث الرعب في قلوب المواطنين قبل أفراد الجيش من تلك الجماعة القادمة "لحز" الرؤوس المطلوبة على لائحة الذبح، هذا الفعل بثَّ بالتأكيد الرعب في صفوف أفراد القوات المسلحة وحقق النجاح الذي زرع الانهيار المعنوي التام في صفوف مقاتلي الجيش، فبعد أن حققت القاعدة نصرها المعنوي على أراضي المناطق الجنوبية ورد اعتبارها وانتقامها لخساراتها السابقة، وفوق أراضٍ سنية جاءت الذريعة الطائفية الحجَّة التي تلوِّح بها القاعدة بقوة في الدفاع عن أهل السنة لتحقق القاعدة ضرباتها القوية، ووفق الاستخبارات الأمريكية فإن القاعدة في اليمن قد انضمت مؤخراً للدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وأوضح مسئولون أمريكيون أنه قد تم رصد انشقاقات في صفوف القاعدة في جزيرة العرب التي اتخذت من اليمن مقراً لها لصالح الدولة الإسلامية في العراق والشام، وهذا يبدو جلياً للعين من خلال تغير في سلوك القاعدة الذي اتبعته في المذبحة الأخيرة في سيئون، وهذا يؤكد وجود خبرات إرهابية تنصح بتوحيد أساليب التنظيم في حروبها ضد الطوائف الموضوعة على لائحة الإبادة، السؤال الذي يلوح في الأفق جلياً: هل تظهر "داعش" في اليمن ويتكرر على أراضيها السيناريو العراقي؟!