يطالب إخوان المسلمين في اليمن خصومهم "الحوثيين" الاعتراف بالجمهورية كنظام ثابت لا رجعة عنه؛ فيما يرفض الإخوان في المقابل تخليهم عن مبدأ "الخلافة" التي لا يمكن أن تكون راشدة بغيرهم!. - الخلافة أشد من الملكية التي عزف عليها الإخوان سيمفونيتهم المملة وقدموا لأجلها 13 ألف جندي كنتيجة لحربهم "المقدسة" على "صعدة"، ورغم تأكيد قائد الحوثيين الراحل "حسين الحوثي" في حديث متلفز لقناة العربية إيمانه الراسخ بالجمهورية ونفيه لكل مزاعم التآمر عليها.. إلا أن صوته غاب في زحمة الحرب والمعارك الست. - في أيام "مرسي" رئيس مصر السجين، عقد الاتحاد العالمي لرجال الدين البارزين من تنظيم الإخوان المسلمين مؤتمراً مناهضاً للتعدد العقائدي في القاهرة، حضره الداعية الشهير "محمد العريفي" وقد أقسم ثلاثاً عند منصة المؤتمر أن "الخلافة الإسلامية" آتية!! - تحدث الداعية الإخواني المتهم بدعمه المباشر لتنظيمات إرهابية عن "الخلافة الإسلامية" بوصفها إفرازاً طبيعياً لثورة "الربيع العربي" الممولة أميركياً، وحدد علامات اقترابها بالإشارة إلى "سيناء" التي كانت مكاناً ملائماً لإعلان الدولة الإسلامية بالإتحاد مع "قطاع غزة" وتشكيل الوطن الفلسطيني البديل وترك "الضفة" لذئاب الاستيطان الصهيوني الذين سيقتنصون الفرصة التاريخية الثمينة للرد على "هلامية" الدولة الإسلامية الهشة بإعلان "الدولة اليهودية" على كامل تراب فلسطينالمحتلة بما فيها القدس الشريف. - قضى الرئيس "السيسي" على مؤامرة إخوان المسلمين المدهشة وتغدا بهم قبل أن يشربوا الأنخاب مع الصهاينة في وليمة العشاء الخبيثة، وبسرعة أكثر إدهاشاً خرج "الداعشيون" من رحم الإخوان بصورة جديدة ومرعبة عما كانت عليه "القاعدة" التي فشلت هي الأخرى في العودة بالعالم العربي إلى نظام الخلافة الذي لم يكن مقدساً على أية حال؛ بقدر ما كان نظاماً غير واضح المعالم استخدمه المسلمون بعد وفاة النبي صلوات الله عليه كحاجة ماسة تحاول ملء فراغ الرسول الأكرم بعد التحاقه بالرفيق الأعلى. - الحسنة الوحيدة التي كسبناها من ظهور "الحوثيين" القوي في اليمن أنهم كشفوا سوءة الإخوان للمجتمع والناس، ونكاية فيهم تخلى "الإخوان" عن ثورتهم وشهدائهم وأهدافهم، وأنقلب الفاسدون الذين رموهم بسهام الفجور قبل عامين إلى حلفاء استراتيجيين لما أسموه "الاصطفاف الوطني"، وتزاحموا على أبوابهم لتذكيرهم بمواعظ الوطن والوحدة وخشيتهم على الجمهورية!!. - لقد أكد القائد الشاب لجماعة الحوثيين أنه مع الجمهورية كثابت راسخ في قيم جماعته، وبثت قناة المسيرة التابعة له أغنية "محمد الذماري" (جمهورية ومن قرح يقرح)، رغم ذلك مازال الإخوان مشككين بولائه للجمهورية وأن قوله وغناءه يأتي من باب "التقية"، في الوقت الذي مازالوا متمسكين بحلم تحقيق نظام أكثر رجعية وأصولية يسمى "الخلافة"، لا تستطيعون إنكاره كهدف، فذلك ما تحكيه رسائل وبرامج ومبادئ مؤسسهم الراحل "حسن البنا".. أتأمرون الناس بالجمهورية وتنسون أنفسكم؟!! .. وإلى لقاء يتجدد.