- أشعر أن "عبدالملك الحوثي" يريد مساعدة "هادي" في اجتثاث الإخوان، لكنه لا يريد تعقيد مسألة الصراع المسلح وانتشاره إلى شوارع العاصمة التي تنام على فوهة بركان طائفي قذر! - مثلما هو "هادي" مختطف من شخصيات نافذة وعميقة تدير سياساته وتضعه في خانة الرجل الضعيف، يظهر "الحوثي" مختطفٌ أيضاً! يريد استعادة وجوده السياسي والتوعوي وتفوقه الفكري على لغة المليشيا التي أدارها "أبوعلي الحاكم"، فما يحدث حقاً أن "عبدالملك الحوثي" مكره لضغوط قادته الميدانيين وأولهم رفيقه "الحاكم" الذي اجتاح "عمران" بأكثر مما اتفقت عليه الرؤوس، ونهب منها ما لا يطاق، فأحرج الرئيس "هادي" أمام "المملكة" التي طار إليها مبرراً ومتهماً سلفه بدعم ما حدث لعمران، وبتأييد خروج "أبوعلي" على محددات القبول الحكومي لمعركته الحربية مع ألوية "القشيبي" باعتبارها آخر معاقل الجيش الحر (الثوري) التي شكلت عمق التهديد الواسع والضمان الأكيد لاستمرار الانشقاقات العسكرية المؤيدة لأزمة الربيع في 2011م. - رفض "هادي" إنقاذ "القشيبي" وإزاحته من موقعه، وأمر أركان حرب معسكر اللواء 310 بالانسحاب ومن معه، وترك "القشيبي" لمواجهة مصيره مع مليشيا "أبوعلي الحاكم" الجناح الحربي لأنصار الله!!، إلى هنا كان الأمر يسير وفق اتفاق (هادي - الحوثي)، لكن "أبوعلي" تعدى الخطوط الحمراء مطلقاً ذئابه لنهب مختلف العتاد العسكري الضخم من معسكر اللواء 310، وقوات الأمن المركزي والشرطة العسكرية، والأمن السياسي، وقوات النجدة!!. - فاجئ "الحاكم" الجميع حتى "عبدالملك الحوثي" الذي اضطر للخروج مبررا ما يحدث في عمران، فيما حاول الرئيس اليمني في اللحظات الأخيرة منع هذا المتهور من تحقيق أطماعه التسلّحية فوجه الطيران الحربي بقصف مخازن الأسلحة وتدميرها قبل أن تصل إليها مليشيا "الحاكم"! - قفز "أبوعلي الحاكم" واسمه "عبدالله يحيى الحاكم " بسيده إلى أبواب "صنعاء" مكرهاً لا بطل كخطوة استباقية تمنع تحويله إلى كبش فداء "عمران"، فالعاصمة ساحة الحرب الأخيرة التي أراد أن يدفع بالضغوط الكبيرة عليه إليها، وهي مغامرة ماكرة وخطيرة وغير مضمونة النتائج.. أنساق معها عبدالملك وهو يمدد الاحتجاجات التصعيدية على أمل أن تنجح خطوة رفيقه في فرض الأمر الواقع على الجميع. - "أبوعلي الحاكم" شاب نحيل متقد الذكاء في الرابعة والثلاثين، تخرّج من كلية الحرب "الروسية" في العام 2002م بتقدير امتياز، وشارك في حروب الحوثيين على الحكومة اليمنية منذ الحرب الثالثة، واستطاع بمهاراته الفذة إزاحة صهر سيده "يوسف المداني" من قيادة المليشيا القتالية. - يبدو أن "هادي" عرف بمأزق "عبدالملك" وخشيته من تعاظم قوة "الحاكم" الذي يستأثر لوحده بالقوة الحربية المنهوبة إضافة إلى ولاء وإخلاص الكتائب الميدانية الشرسة له، وعبر "بنعمر" جاءت إدانة "مجلس الأمن" كالآتي ( يدين مجلس الأمن تصرفات قوات الحوثي تحت إمرة عبدالله يحيى الحاكم (أبو علي الحاكم) الذي اجتاح عمران!!!). - هذه هي الخطوة الأولى لمحاصرة وزير حرب "الحوثي" في محاولة بطيئة لاستعادة "تنظيم الشباب المؤمن" المختطف من "أنصار الله" ومن كثير من المقربين للسيد المضطر لركوب موجة مغامرات قيادات جماعته المراهقين كي لا ينفرط عِقده وتخبو آماله.. وهو ليس أفضل حالاً من "هادي" فكلاهما له قرين و"حاكم" بأمره. - الحوثي وحيدٌ الآن وغريب بين قياداته رغم كل تلك الجماهير الغاضبة التي تحيط بالعاصمة، فكل ما يخشاه أن تؤدي شرارة صغيرة إلى إحراق كل شيء.. وهي النار التي لا يعلم أحد أين ستمضي بها رياح الفتنة. .. وإلى لقاء يتجدد!