ارتفع عدد قتلى الاشتباكات في مدينة بنغازي، شمال شرقي ليبيا، أمس، إلى 31 شخصا على الأقل، من بينهم 10 جنود من الجيش الليبي، وذلك بعد ساعات من سيطرة مقاتلين "متشددين" على مقرات حكومية بالعاصمة طرابلس. وذكر مسؤول أمني ليبي، أن "قتالا عنيفا" اندلع بين قوات الجيش الوطني الليبي ومجموعة من الميليشيات المسلحة المعروفة باسم "مجلس شورى ثوار بنغازي"، والمصنفة على قائمة الإرهاب، قرب مطار بنينا بالمدينة. وقال المتحدث باسم القوات الخاصة للجيش العقيد ميلود الزوي، لوكالة "فرانس برس" إن "عشرة جنود من الجيش قتلوا وأصيب ما يزيد عن عشرة آخرين بجروح خلال صدهم هجوما من مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي كانوا ينوون التقدم نحو مطار بنينا الدولي والقاعدة الجوية". وأضاف الزوي أن "قوات الجيش صدت الهجوم بمساندة سلاح الجو الليبي وأجبرت القوات المهاجمة على التراجع إلى منطقة بوعطني المتاخمة لمنطقة بنينا"، حيث يتمركز مقاتلو "مجلس شورى ثوار بنغازي"، بعد سيطرتهم على عدة معسكرات للجيش، على رأسها معسكر القوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني. ويقع العديد من القتلى والجرحى بشكل شبه يومي في صفوف الجيش ومقاتلي "مجلس شورى ثوار بنغازي" المصنف جماعة إرهابية من قبل البرلمان المنتخب، لكن لا توجد أي حصيلة رسمية للضحايا، في ظل تكتم تام من الطرفين حيال التحركات العسكرية. ويسمع في أحياء متفرقة في مدينة بنغازي بين الفينة والأخرى دوي انفجارات لأسلحة ثقيلة، فيما يرى تحليق لطائرات سلاح الجو التابع للجيش الوطني الليبي. وإلى الغرب، تقوم قوات ما تسمى "فجر ليبيا" المصنفة جماعة إرهابية من قبل البرلمان المنتخب بحملة مداهمات واعتقالات في العاصمة تطال كل من شاركوا في حملة "لا للتمديد" التي خرجت في مظاهرات سلمية رافضة للتمديد للمجلس الوطني الذي كان يسيطر عليه الإسلاميون وانتخب الليبيون برلمانا جديدا بعد نهاية مدته ليس للإسلاميين فيه أغلبية. وتضم الجماعات المسيطرة على طرابلس مقاتلين يتبعون عبد الحكيم بلحاج، المتطرف المحسوب على القاعدة، وكتائب مصراتة المتحالفة مع الإسلاميين. وتقوم تلك الميليشيات منذ أيام باعتقال كافة النشطاء والحقوقيين والصحفيين ممن بقوا في العاصمة ولم ينزحوا عنها نتيجة قصف الميليشيات.