ما من هواية لدى اليمنيين أفضل من تشكيل الحكومات في المقايل، وعادة ما يتم الإعلان عنها إلا وقد تشكلت في الشوارع والمقاهي والمقايل وعبر الفيس ورسائل الواتس أكثر من حكومة، وهذه الأيام بالذات ما يقرح مع اليمنيين طعم القات إلا وهم يقرأون ويتداولون أسماء الحكومة المرتقبة. طبعا لكل مقيل في اليمن وزراؤه المرشحون. أصحاب النفوذ الباحثون عن وزراء موالين لهم هم الآخرون يختارون التوقيت المناسب للتسريبات ويقومون بنشر قوائم بأسماء الوزراء المرشحين بينهم أسماء شخوص موالين لهم، وهات يا تسريبات واتصالات وما يتم الإعلان عن تشكيل الحكومة إلا وقد غرقت "صنارة الصيد"، وما من شباك تعود فارغة من بحر تشكيل الحكومات في اليمن. هناك أيضا شخوص طامحون بحقائب وزارية يقومون –وببساطة- بنشر تسريبات لتشكيل حكومي لا يخلو من أسمائهم طبعا مقتنعين – تماما- بأن تداول أسمائهم في أكثر من قائمة مسربة سيؤثر على قناعة "صناع قرار". "المتلبجون" لهم تسريباتهم الخاصة، وما إن يسمع أحدهم عن نية تشكيل حكومة جديدة إلا وتجدهم يروجون بين البسطاء أسماءهم، كأن يتصل إلى ديوان مقيل في البلاد ويقول لهم: عرضوا علي وزارة كذا كذا وعادنا ما بين وبين.. إذا في جديد شابلغكم، ثم يقوم بنشر تسريب بتشكيل حكومي لايخلو من اسمه، وهو في كل الأحوال غير خسران. إن تم الإعلان عن الحكومة واسمه مش موجود يقول لهم: أنا ما عد رضيتش. وقد يقول لهم: استبعدوني لأني صاحب قرار وهم يشتوا إمعات، ومن هذا الهدار. منتصف الأسبوع الفائت رمى أنصار الرئيس صالح صنارة صيد الحقائب ويوم الخميس الفائت سوق المؤتمر الشعبي العام رسميا أسماء من العيار الثقيل وهم الدكتور رشاد العليمي والمهندس أحمد صوفان وبن دغر كمرشحين لرئاسة الوزراء. على أن الوضع الذي يمر به حزب الإصلاح حاليا يجعله منكفئا عن طموح الفوز بموقع رئاسة الحكومة ويبحث عن نيابة يرقع بها خيباته. هذا هو موسم رمي صنارة صيد الحقائب، وجرت العادة في اليمن أنه وقبل أسبوع من إعلان أي تشكيل حكومي تنشط صنارة صيد الحقائب.. وكل جهة.. كل نفوذ.. كل طامح يرمي بالشباك وينتظر ما ستجود به الأخبار والعاقبة لديكم بالوزارات.